احتج مجموعة الأئمة والفقهاء على ما وصفوه بالتدليس الذي مورس عليهم وأقحمهم في الحراك الاجتماعي الذي يعرفه المغرب. وكان مجموعة من الأئمة والفقهاء والطلبة يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية في هذا السياق، من أجل المطالبة بمحاسبة المتورطين في التدليس عليهم بشأن دعوتهم إلى قراءة القرآن، ترحما على روح محمد الخامس، إلى أن وجدوا أنفسهم في الشارع العام وسط مظاهرة مساندة للدستور. وقد حاول المتظاهرون الوصول إلى أمام مقر ولاية سوس ماسة، إلا أن قوات من الأمن والسلطات المحلية حالت دون ذلك، كما أن قرارا بمنع تظاهرتهم كان قد صدر بهذا الشأن. وبعد محاولات عدة للوصول إلى مكان التظاهرة، اضطر عدد قليل منهم إلى التظاهر في الشارع العام قرب مسرح الهواء الطلق، حيث رفعوا لافتة تقول: «نطالب بمحاسبة المتورطين في استغلالنا باسم الترحم على بطل الحرية والاستقلال»، كما ضمت لافتة أخرى صورة الإمام الذي اتهموه بالتغرير بهم. وذكر بيان وزعه الأئمة، بالمناسبة، أنهم صُدموا عندما علموا بأنهم سقطوا في «مكيدة» ولم يكونوا يتصورون أن يكون هناك من يتجرأ على استغلال رمز الأمة، محمد الخامس، بهذا الشكل الذي حصل معهم. واتهم البيان أحد الأئمة المعروفين بمدينة أكادير بأنه هو من تولى تدبير هذه القضية، باعتباره الشخص الذي قام بالاتصال بالعديد من الأئمة وإخبارهم بالأمر عبر الهاتف أو برسائل نصية، بحجة قراءة القرآن بضريح محمد الخامس. وأشار البيان ذاته إلى أن الشخص المذكور هو من جهز الحافلات التي أقلت الأئمة والخطباء ومجموعة من الطلبة نحو مدينة الرباط، مؤكدا أن الأئمة تناولوا وجبة الغذاء لذلك اليوم في بيت الحاج عمارة، النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة بمنطقة شيشاوة. وقد طالب البيان بضرورة الكشف عن أسباب وملابسات هذه القضية وإخبار الرأي العام بها، كما طالب الأئمة وزارة الأوقاف بإصدار بيان في الموضوع، مشددين على ضرورة أن تتحمل هذه الأخيرة مسؤوليتها في الموضوع. كما ذكر البيان أن مجموعة من الأئمة تم ترهيبهم وآخرين تعرضوا للإغراء بعمرة رمضان من أجل ثنيهم عن حضور هذه الوقفة الاحتجاجية التي كان مقررا عقدها أمام مقر الولاية. وفي ختام وقفتهم، قرأ الأئمة الحاضرون سورة «يس»، وقد حظيت هذه الوقفة بمتابعة أمنية جد مشددة للحيلولة دون تنفيذها.