شهدت مدينة أكادير مسيرة سلمية لحركة 20 فبراير انطلقت من مدينة إنزكان أمام سوق الثلاثاء، مرورا بشارع محمد الخامس و شارع بئرانزان بالدشيرة، وشارع الجيش الملكي الرابط بين بنسركاو والدشيرة، شارك فيها ما يقارب 5000 متظاهر. هذا ومرت التظاهرة في أجواء سلمية دون حدوث أي انفلات أمني رغم انسحاب كلي للشرطة في الشارع، إلا بزي مدني، عكس ما حدث في وقفات متعددة بمدينة أكادير التي شهدت تدخلات أمنية عنيفة تجاه منظميها، و عرفت حضور رجال السلطات المحلية المتمثلة في رؤساء الدوائر والقواد. و رغم محاولة بعض البلطجيين إفساد سلمية التظاهرة محاولين إثارة الشغب، إلا أن منظمي التظاهرة تصدوا لهم، وقد ضبط بحوزة اربع أفراد سكاكين كانوا يرغبون في استعمالها للعنف، ثم نزعها منهم من طرف أعضاء الحركة الذين أكدوا في تصريحهم لنبراس الشباب أن الأفراد كانوا في حالة غير عادية. وقد توقف المسيرة بساحة الأفراح وسط مدينة الدشيرة ألقوا فيها كلمة أمام المتظاهرين، طالبوا فيها بجعل الساحة ميدان التحرير بالمغرب. من ناحية أخرى، لوحظ وجود عدد من المصورين الذين يلتقطون صور المتظاهرين باستثناء المصورين الصحفيين والذين لا ينتمون لأي منبر إعلامي، ولم تعرف هواياتهم، و أكد البعض أنهم من السلطات الذين يريدون تأكيد هواية الذين يزعمون التظاهرة، ويقودون الحركة. وكعادتها، رفعت عدد من الأعلام الأمازيغية مقابل اثنان فقط من الأعلام الوطنية إلى جانب لافتات تطالب بمطالب الحركة الاجتماعية و السياسية والثقافية و الاقتصادية. كما قام المتظاهرون بحماية الأملاك العمومية و الخاصة، بتطويق الأبناك و المقاهي والمتاجر بشارع الرئيسي بئرانزران بالدشيرة الجهادية، الذي يتواجد فيه عدد كبير من الأبناك والمتاجر و السيارات بجنب الرصيف، ثم تطويقها بسلسلة بشرية للتصدي لأي محاولة الشغب، كما قاموا بحراسة أبواب الثكنات العسكرية الموجودة بشارع الجيش الملكي، و عبروا من خلال حسن التنظيم عن نيتهم كشباب للتغير وليس للتخريب والتدمير، ما يعني درسا لأجهزة وزارة الداخلية التي تحاول تلفيق تهم التخريب والشغب وإحداث الفوضى للمتظاهرين. وقد عرفت التظاهرة مشاركة عنصر نسوي كبير و الأطفال الصغار والقاصرين الذين بدورهم يساعدون المتظاهرين في التنظيم، ورفعوا شعارات بمضمون الكبار، كما عرفت أيضا مشاركة الفقهاء و الأئمة يطالبون فيها بعدم تكميم أفواههم و توقفيهم، ويطالبون بدورهم بحل البرلمان وإقالة الحكومة. ورغم حضور كل الأطياف السياسية و الشبابية و المنظمات النقابية و الجمعوية، إلا أن الحركات الأمازيغية هي التي سرقت الأضواء برفعهم للأعلام الأمازيغية في انعدام للأعلام الوطنية، ولافتات تطالب بدسترة الأمازيغية و إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي الأمازيغيين. وقد شارك في التظاهرة ايضا مناضلي ومناضلات الأحزاب السياسية اليسارية كحزب النهج الديمقراطي و اليسار الموحد وجماعة العدل والإحسان و نقابة الكونفدراية الديمراطية للشغل. ويذكر أن مطالب الحركة لا تخرج عن نطاق دستور جديد، يشارك فيها كل الأطراف الجماهيرية وليس ترقيع دستوري، كما طالبوا بمحاسبة كل المتورطين في الفساد و نهب المال العام، ورفعوا شعار ” المحاسبة والعقاب، شرط أساسي لكل انتقال ديمقراطي”، كما رفعوا شعار “الشعب يريد إسقاط الاستبداد، والفساد، والبطالة”، و طالبوا حكومة الفاسي بالإستقالة وحل البرلمان. للتواصل مع الكاتب: [email protected]