نددت تنسيقية الأئمة، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، بما وصفته بالاستغلال غير البريء الذي تعرَّض له الأئمة والفقهاء وطلبة المدارس القرآنية في نهاية الأسبوع المنصرم، إثر قدومهم إلى العاصمة الرباط بهدف الترويج للدستور الجديد. وأفاد البيان نفسه أن شخصا نافذا عمل على الاتصال بالأئمة وإخبارهم، بواسطة رسائل نصية إلكترونية وكذا عبر الاتصال الهاتفي المباشر، بضرورة التوجه إلى الرباط قصد ختم القران الكريم في ضريح محمد الخامس. ويؤكد نص الرسالة التي توصل بها الأئمة أن الدعوة وجهت لهم بواسطة الديوان الملكي. إلى ذلك، أكد بيان التنسيقية أن الأئمة فوجئوا بعد وصولهم إلى العاصمة الرباط، بتوزيع الصور الملكية والأعلام الوطنية عليهم، وأُجبِروا على السير في قافلة انطلقت من «مقبرة الشهداء»، في مدينة سلا، إلى غاية «باب الأحد»، وسط العاصمة، حاملين لافتات كُتِبت عليها مجموعة من الشعارات المؤيدة للدستور والمناهِضة لحركة 20 فبراير. كما أجبر بعض الأئمة على تلاوة آيات بيّنات من القران قبالة قبة البرلمان، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الأئمة، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي، بعد أن تبيَّن لهم، لاحقا، أنه قد تم التحايل عليهم بواسطة تلك الرسائل النصية، مما جعلهم يغادرون المسيرة، مستنكرين ومتذمرين مما جرى لهم من خديعة وتحايل. وقد طالب البيان ذاته وزارة الأوقاف، المسؤولة عن الشأن الديني بتحمل مسؤوليتها كاملة عما وقع من إهانة لأسرة المساجد، مع العمل على فتح تحقيق حول الجهة التي تكفلت بنقل الأئمة إلى الرباط، خاصة بعد أن تحدثت أنباء عن وجود صفقة استفادت منها أطراف معينة. يشار إلى أن عمالات الإقليم، التابعة لجهة سوس -ماسة -درعة وفرت أزيد من 40 حافلة عمومية عملت على نقل أزيد من 2400 إمام ينتمون إلى مختلف المناطق والمدارس القرآنية العتيقة في سوس، من ضمنها مدارس «أكضي»، «أزرو» و«تافراوت».