سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أئمة المساجد ينظمون مسيرة احتجاجية تنديدا بأوضاعهم الاجتماعية المزرية قالوا إن وقفتهم تأتي ضد تصريحات مندوب الأوقاف بأن المنح التي يحصلون عليها مجرد منح تشجيعية فقط
نظم الأئمة وخطباء المساجد بمدينة تنغير ضواحي ورزازات، صباح يوم الثلاثاء، مسيرة احتجاجية شارك فيها العشرات من الأئمة، ابتدأت من وسط المدينة مرورا بشارع محمد الخامس ومقري المجلس العلمي ومندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية، قبل أن تحط الرحال أمام مقر عمالة الإقليم، وقد ردد المتظاهرون خلال هاته الوقفة الاحتجاجية مجموعة من الشعارات المطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية، والمنددة في الآن نفسه بالوضعية الاجتماعية للفقهاء والأئمة التي يطبعها التهميش والإقصاء والحرمان لعقود عديدة. ومن جملة الشعارات التي رفعها المحتجون، ( يا وزير يا توفيق، هادشي ما شي معقول// ياوزير يا مسؤول باركا من الكدوب// وابدل الله حال العسر باليسر// وامددنا بريح النصر// واجعل بلادنا بلاد الدين// وراحة المحتاج والمسكين). وحسب بيان -توصلت «المساء» بنسخة منه- فإن هاته الوقفة الاحتجاجية تأتي في ظل تصريحات مندوب الأوقاف بالإقليم للأئمة بأن المنح التي يتقاضونها ماهي إلا منحا تشجيعية فقط، باعتبارهم غير معترف بهم، وأن لا حق لهم في أي حقوق أخرى، معتبرا أن الساكنة هي من عليها أداء أجر اشتغالهم بالمساجد، واستغرب الأئمة تصريحات مسؤول المندوبية، رغم أنهم يشتغلون في مساجد تابعة في الأصل للوزارة الوصية لسنوات طويلة. وحمل البيان نفسه، مسؤولية تردي أوضاع الفقهاء والخطباء وحملة القرآن عموما إلى أحمد التوفيق وزير الأوقاف الذي مافتئ -يقول البيان ذاته- يتبجح أمام أمير المؤمنين وأمام الإعلام، بكون وضعية الأئمة قد سويت وأن المنح المالية قد استفاد منها الجميع، وأن الأئمة في أحسن حال. وطالب البيان ذاته الوزير، بالكف عن إهمال هذه الفئة التي صبرت طويلا، ونالت حظها من التهميش عقودا من الزمن، في الوقت الذي استفادت فيه كل الفئات التابعة للوزارات الأخرى من الزيادات في الرواتب والترقيات في السلالم بمن فيهم أعوان البلديات وأعوان الداخلية. وخاطب البيان ذاته وزير الأوقاف بالقول «إننا معشر الأئمة والخطباء والمؤذنين، نعلم يقينا أن أمير المؤمنين حفظه الله لا يرضى أن يكون أهل القرآن على هذه الوضعية الصعبة التي ذكرناها، إذ كيف تتحدث الوزارة على وجوب مسايرة الأئمة للحداثة والتقدم، وأن يندمجوا في سلك المجتمع وهم يعيشون تحت خط الفقر وبين مطرقة جماعة المسجد وسندان المندوبيات والسلطات المحلية، فأنصفوا أهل القرآن يا أهل بلد القرآن». ومن جانبهم أفاد مجموعة من الأئمة المتظاهرين في اتصالات هاتفية مع «المساء» بأنه نظرا لما يعانيه القيمون الدينيون بمن فيهم الأئمة والخطباء والمؤذنون، وفي إطار ما يعيشه بلدنا من المطالبة بالتغيير والإصلاح، «وتفاؤلا بخطاب أمير المؤمنين حفظه الله في 9 مارس 2011، نطالب كل الجهات المسؤولة وعلى رأسها وزارة الأوقاف بالإصغاء لمطالبنا والسعي لتحقيقها، وأضاف هؤلاء أن الأئمة عازمون على سلك كافة الأشكال النضالية، حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، والمتمثلة في إدماج الأئمة في الوظيفة العمومية المتعلقة بالمساجد، ورفع وصاية وزارة الداخلية عن أئمة المساجد، وإرجاع كافة الموقوفين الذين لم يثبت في حقهم ما يسوغ فصلهم، وتمتيع الأئمة والمؤذنين من كبار السن بحقوقهم المشروعة حفظا لكرامتهم، وفتح المدارس القرآنية والعلمية المغلقة، وكذا معادلة الشواهد القرآنية والعلمية بشواهد أخرى، ثم طرح دليل الإمام لمراجعة بعض بنوده المجحفة في حق القيمين الدينيين». يشار إلى أنه وبعد تناول الكلمة الختامية، كلف المحتجون لجنة خاصة سلمت رسالة خطية إلى عامل الإقليم تتضمن ملفهم المطلبي، وقد أبدى مسؤول الإقليم تفهمه للمطالب العادلة والمشروعة لفئة القيمين الدينيين، مبديا رغبته في بذل جهوده قصد التوصل إلى حلول مجدية بتنسيق مع الجهات الوصية على القطاع.