يواصل الأئمة والخطباء نضالاتهم غير المسبوقة في المغرب، فبعد أن هبّت عليهم رياح الربيع العربي ونسمات "20 فبراير"، نظّم الأئمة المناضلون وقفات ومسيرات احتجاجا على ما يرون فيه ظلما لهم وإهانة من طرف الدولة ووزارة الأوقاف، ورفع الأئمة ضد وزيرهم شعارات طريفة طرافة أسلوبهم في الاحتجاج. الأئمة والخطباء الذين كسّروا الصورة النمطية التي عهدها المغاربة فيهم، تفاعلوا مع مستجدات عصرهم، واقتحموا عالم الفايسبوك، وأسسوا صفحات خاصة بهم، يُطلعون العالم من خلالها على معاناتهم مع أغنى وزارة كما يحبون أن يصفوها. جولة بسيطة على الفايسبوك تتيح لك التعرف على حوالي 5 صفحات تتابع نضالات الأئمة والخطباء الذي حولوا الساحات العمومية وأمام مقرات مندوبيات وزارة الأوقاف إلى منابر للنضال لبسوا لها نفس اللباس الذي يرتدونه لمنابر الجمعة. صفحة "معا من أجل راتب شهري يصون كرامة أئمة وفقهاء المساجد" من بين الصفحات المواكبة لنضالات الأئمة، ظهرت على الفايسبوك في أبريل الماضي، وتخصصت في نقل أخبار نضالات الأئمة والفقهاء. يصف المشرفون على الصفحة وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق بالفاسق، ويتعبرون أن مؤسسة الفقهاء لها دور كبير في إنجاح الصحوة الشعبية التي تعرفها عدة بلدان عربية، ويدعون إلى ضم مطالب الفقهاء والأئمة إلى مطالب باقي الفئات الشعبية لتحسيس الرأي العام كما يقولون بظروفهم وأحوالهم، ولمزيد من التعبئة يضع مؤسس "معا من أجل راتب شهري يصون كرامة أئمة وفقهاء المساجد" على الصفحة مقارنة بين راتب الإمام الذي لا يتعدى 1120 درهم في الشهر، وراتب وزير الأوقاف الذي يصل إلى 7 ملايين سنتيم. الصفحة تنقل أخبار الأئمة أولا بأول، من ناضل منهم ومن احتج منهم ومن طُرد منهم ومن تحدث منهم ومن ظهر منهم على شاشات التلفزيون، في الفترة الأخيرة هيمنت على الصفحة ردود الأئمة على ما يعتبرونه تدليسا تعرضوا له بعد أن تم إشراكهم في مسيرة ضد "20 فبراير" بعد أن تم إخبارهم بأنهم سيسافرون إلى الرباط لقراءة القرآن في ضريح محمد الخامس، وردا على ذلك يعد الأئمة لوقفة احتجاجية ويعبئون لها على صفحتهم. على صفحة "معا من أجل راتب شهري يصون كرامة أئمة وفقهاء المساجد" تجد صورا وفيديوهات تؤرخ لفعل تاريخي بكل المقاييس، إنه نزول الأئمة والفقهاء إلى الشارع للاحتجاج وللتعبير على مواهب نضالية عالية يتمتعون بها ظلت لسنوات حبيسة أنفسهم لا يستطعون الجهر بها. لملاحظاتكم واقتراحاتكم: [email protected]