يحاول الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن ينزه نفسه عن الخوض في الشأن السياسي، بل إن رئيسه مولاي حفيظ العلمي توعد بالتصدي لكل من يسعى إلى الزج بهذا التنظيم المهني في براثن الصراع السياسي، غير أن العديدين رأوا في ما صرح به رجال الأعمال المغاربة في حضرة رئيس «حركة لكل الديمقراطيين»، فؤاد عالي الهمة، من نقد للأحزاب، تورطا في الشأن السياسي. ويرى الاقتصادي المغربي، نور العوفي، أن الكونفدرالية العامة لمقاولات المغرب ليست حزبا سياسيا، لكنها ليست خارج اللعبة السياسية، وهو يعتقد أنه من السذاجة الرهان على الحياد السياسي لمنظمة مهنية تسعى إلى الدفاع عن رأس المال والحفاظ على مستوى الأرباح و تنمية الموارد المالية للمقاولة. ويعتبر العوفي، الخبير في الشأن المقاولاتي المغربي، في حوار أجرته معه «المساء»، أن العلاقة بين السلطة والاتحاد العام لمقاولات المغرب تتميز ب«التواطئية»، ملاحظا أنه أخذت تطفو على السطح مع انطلاق الأوراش الكبرى مجموعات ضخمة جديدة مالية وعقارية وخدماتية ، تغزو الأسواق وتحصد الصفقات، مما كشف عن التناقضات العميقة الكامنة في بنية الرأسمالية الوطنية، حيث بدأت تظهر صراعات بين فئة رجال الأعمال التي تستفيد أكثر من غيرها، وتلك التي تحس ب«البرودة العاطفية» للسلطة نحوها. ويؤكد الاقتصادي المغربي استمرار هيمنة اقتصاد الريع مع تحول في نوع المستفيدين وأنماط الاستفادة، بما لذلك من تكلفة على الدولة والمجتمع وآثار وخيمة تتجاوز حدود الأداء الاقتصادي، لتطال البنية الثقافية والقيمية، بل إن الوضعية الريعية قد تتشابك وتتقاطع مع الأنماط الهجينة للأنشطة غير المهيكلة وفي بعض الحالات القصوى مع الأنشطة غير المشروعة والسرية. ووصف الاستراتيجية المعتمدة من قبل الكونفدرالية في علاقاتها مع الدولة، بعد قراءته للكتاب الأبيض المتضمن لمطالب رجال الأعمال المغاربة، بأنها مطلبية واشتراطية وصفقاتية، بل في بعض جوانبها اقتناصية، هذا في الوقت الذي تتميز فيه الاستراتيجيات التفاوضية في المجتمعات الديمقراطية بكونها تعاونية قائمة على مبدأ الأخذ والعطاء والبحث عن صيغ التسوية المتوازنة بين كافة الأطراف الاجتماعية. تفاصيل أخرى في نافذة «الاقتصادية»