- ما هو تعليقك على اللقاء الأخير لفؤاد عالي الهمة مؤسس حركة لكل الديمقراطيين مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب؟ < أعتقد أن الهمة يحاول أن يتصل بجميع الفئات المهنية والاجتماعية ربما لخلق الحزب السياسي الذي يفكر في إنشائه. ثم إنه لا ينبغي أن ننسى أن المقاولين إلى اليوم لم يتمكنوا من الحصول على استقلاليتهم في صناعة قراراتهم. بالطبع هذا راجع إلى النظام السياسي في المغرب هو الذي خلقهم في البداية وساهم في تقويتهم من خلال مسلسل المغربة. ونتذكر أنه في حملة التطهير في سنة 96، كانت هناك انتفاضة لرجال المال والأعمال ضد وزير الداخلية إدريس البصري، وهي الانتفاضة التي تزعمها إدريس جطو آنذاك، وكانت نتيجتها أن استقبلهم الراحل الحسن الثاني في شخص المدير العام للاتحاد العام لمقاولات المغرب كمنظمة مستقلة بدعم من المستشار الملكي أندري أزولاي. وفعلا توقفت حملة التطهير ضد المقاولين، فاعتقدوا أنهم بالفعل أصحبوا مستقلين عن السلطة، لكن الذي تبين قبل سنتين أن هذه الاستقلالية مشكوك فيها عندما انتقد أحمد الشامي الرئيس السابق للمقاولين تدخل المحيط الملكي في عرقلة الأداء الاقتصادي، فتمت مواجهته بالمراجعة الضريبية. وهكذا اضطر رجال المال والأعمال إلى الصمت ولم يعودوا يبحثون عن استقلاليتهم. - معنى هذا أن رجال المال والأعمال من خلال لقائهم مع الهمة يبحثون عن غطاء للحماية.. < رجال الأعمال هم دائما كانوا تحت الحماية. وفي هذا السياق أذكر أن «تقرير المخاطرة» الذي أنجز سنة 2006 يؤكد أن مجمل المشاكل التي يعاني منها المغرب لا تسمح بعصرنته اقتصاديا، لأن المقاولين لم يحصلوا على استقلالهم. ثم إن الهمة غير استراتيجية الحسن الثاني. فإذا كان الحسن الثاني يضعف خصمه ولا يزيله، فإن الهمة هدفه هو القضاء نهائيا على خصمه. وهذا أمر خطير جدا لأننا قد نجد أنفسنا في لحظة ما بدون بدائل، وهذا سوف يؤدي إلى أن تكون السلطة الملكية في الواجهة. - هل يمكن أن نتحدث عن وجود منافسة بين الهمة ومنير الماجدي المكلف بإدارة الثروة الملكية? < لا أعتقد أن هناك منافسة بين الهمة والماجدي، بل أستطيع أن أقول إن هناك تقسيما للأدوار في ما بينهما، لأن الماجدي يتحكم في المشكل الاقتصادي والمالي مع نوع من التكنوقراطية، فيما الهمة يبلور هذه الأمور كلها سياسيا. * محلل اقتصادي ورئيس جمعية «بدائل»