- ما هو تعليقك على استقالة جماعية ل10 أعضاء من المكتب السياسي للحزب العمالي المغربي؟ < أعتقد أن الحزب ليس مقاولة أو عقارا أو ملكية شخصية لأمينه العام. الحزب هو إطار يتعايش فيه الجميع. وأنا شخصيا قد أقدم استقالتي ليس فقط من الأمانة العامة للحزب وإنما من الحزب نفسه إذا ما شعرت بأن إمكانية التعايش مع المناضلين لم تعد قائمة. ثم إننا في لحظة التأسيس في انتظار محطة التقييم السياسي المرتقبة في 2012. ومن حق كل مناضل إذا لم تعد له رغبة في التعايش داخل هذه المؤسسة الحزبية أن يقدم استقالته. فنحن ننطلق من تعاقد بيننا في مرحلة التأسيس، وهذا التعاقد يقضي بأن نشتغل ونراكم في مسارنا السياسي ما هو إيجابي. وطبعا قد نخطئ عن حسن نية وقد نصيب بحسن نية لأن الأساس بالنسبة إلينا هو الاشتغال والمردودية، باعتبار أن الآلية التنظيمية ما هي إلا عنصر مساعد لخلق هذه المردودية وليست هدفا في حد ذاتها. - وبماذا تفسر أن المستقيلين يتهمونك بالتسيير الفردي للحزب؟ < أعتقد أن جزءا كبيرا من الإخوان الذين قدموا استقالتهم من الحزب، وهم من أصل 31 عضوا يشكلون أعضاء المكتب الساسي، ساهموا مساهمة فعالة في الحزب، وأتمنى لهم التوفيق في مسارهم السياسي والمهني بعد الاستقالة. وأنا لا أحمل لأحد منهم حقدا لأننا في الحزب ننطلق من ثقافة ديمقراطية ونؤمن بألا أحد يملك الحقيقة في العمل السياسي. لأن الانتماء إلى حزب ليس مهنة، وإنما هو عمل تطوعي وبالتالي لا يمكن أن نحاسب بالتفاصيل الدقيقة كل من يخطئ لأنه إن أخطأ فبحسن نية وإن أصاب فبحسن نية أيضا، لأن المهم هو أن يحمل قيما وطنية تدفع إلى التطوع من أجل تأطير المجتمع، وهذا أسمى قيم النبل. ونحن لم ننخرط في هذا الحزب لنصبح وزراء، المهم هو أن نشتغل لا أن نجلس إلى بعضنا البعض بدون مردودية. من جهة أخرى، لا بد أن أقول بهذه المناسبة إننا جد مرتاحين للنتائج التي حققنا في الانتخابات الأخيرة، بحيث استطعنا أن نحصل على 3 في المائة من الأصوات رغم أن الحزب مازال فتيا، كما أننا استطعنا أن نفوز ب5 مقاعد نيابية، ونحن الآن الحزب التاسع ضمن ال33 حزبا الموجودة في المشهد الحزبي. إذن لابد من انتظار محطة المؤتمر القادم لتقييم سياسي حقيقي لأن عملية التقييم لا يمكن أن تتم إلا بعد فترة زمنية موضوعية. - هل تعتقد أن هذه الاستقالة لها علاقة برغبة المستقيلين في الالتحاق ب«حركة لكل الديمقراطيين» التي يقودها فؤاد عالي الهمة؟ < أنا أستبعد أن تكون لهذه الاستقالة علاقة بحركة الهمة لأن هاته الأخيرة لم تتحول بعد إلى حزب سياسي.