ضربة جديدة للنظام الجزائري.. جمهورية بنما تعمق عزلة البوليساريو    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    السجن المحلي بالقنيطرة ينفي تدوينات يدعي أصحابها انتشار الحشرات في صفوف السجناء    وهبي يشارك في انعقاد المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب    كأس إفريقيا للسيدات... المنتخب المغربي في المجموعة الأولى رفقة الكونغو والسنغال وزامبيا    الصحف الصينية تصف زيارة الرئيس الصيني للمغرب بالمحطة التاريخية    نشرة إنذارية.. طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المملكة    التعادل يحسم ديربي الدار البيضاء بين الرجاء والوداد    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    يوم دراسي حول تدبير مياه السقي وأفاق تطوير الإنتاج الحيواني    MP INDUSTRY تدشن مصنعا بطنجة    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    أمريكا تجدد الدعم للحكم الذاتي بالصحراء    بينهم من ينشطون بتطوان والفنيدق.. تفكيك خلية إرهابية بالساحل في عملية أمنية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    الرابور مراد يصدر أغنية جديدة إختار تصويرها في أهم شوارع العرائش    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لأول مرة في تاريخه.. "البتكوين" يسجل رقماً قياسياً جديداً    زَمَالَة مرتقبة مع رونالدو..النصر السعودي يستهدف نجماً مغربياً    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    تفكيك شبكة تزوير وثائق السيارات بتطوان    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نزيف داخلي بحزب بنعتيق


بعد سلسلة من الاستقالات التي عرفها الحزب العمالي
نزيف داخلي بحزب بنعتيق
لم تكد استقالة عشر أعضاء من المكتب السياسي للحزب العمالي تمر بردا وسلاما على الأمين العام للحزب عبد الكريم بنعتيق الذي اعتبر استقالتهم أمرا عاديا بحكم أنهم لم يجدوا أنفسهم داخل حزبه حتى جاءت استقالات قياديين آخرين على المستوى الوطني والجهوي، كان على رأسهم أعضاء الكتابة الإقليمية بمكناس والذين قدموا استقالتهم الجماعية من جميع المهام السياسية والتنظيمية احتجاجا على ما اعتبروه تعامل الأمين العام للحزب بمنطق الإملاءات. ""
المستقيلون من حزب بنعتيق سجلوا في بيانهم الذي توصلت "المشعل" بنسخة منه لبس التوجهات السياسية للحزب منذ التأسيس وتساءلوا هل هو فعلا يسار حقيقي أم يسار استراتيجي؟ موضحين أن التهميش الذي طال كوادر الحزب من خلال غياب التنسيق مع الكتابات الإقليمية وأعضاء الكتابة الوطنية في أخذ قرارات مهمة، هو الذي كان وراء رحيلهم من الحزب العمالي.
وأوضحت مصادر من المستقلين أن الأمين العام للحزب يكتفي بإصدار الأوامر وإعطاء الإملاءات بأسلوب وصفوه بالمتعالي، واستشهدوا برفضه حضور لقاء تواصلي في عز الحملة الانتخابية بحجة أنه لن يقبل الحضور إلا بوجود أكثر من ألف شخص في القاعة البلدية بمكناس، مصادرنا أشارت إلى "أن الأمين العام للحزب فضل الاختباء في أحد فنادق مكناس ورفض الحضور بعد أن أرسل أحد حوارييه ليخبر مناضلي مكناس أن الأمين العام لن يحضر بحجة أن الحضور لم يصل عتبة الألف".
احتجاجات وتذمر المستقلين من الحزب العمالي بلغت مداها بعد أن أحضر الأمين العام للحزب وبشكل انفرادي كما يقولون خبراء إستراتيجيون وصفوا بعضهم بأنهم متقاعدين من المخابرات الفرنسية كما أن البعض الآخر منهم لم تتضح توجهاته السياسية تجاه العالم العربي الإسلامي والشعب المغربي وأكدت مصادر من بينهم أن بنعتيق قرر استدعاء هؤلاء الخبراء لتأطير نشاط حزبي دون الاستشارة مع برلماني الحزب وأجهزته التقريرية.
كما عاب المستقيلون في اتصال "للمشعل" ببعضهم (أنظر الحوار أدناه)غياب الحزب عن العديد من التظاهرات الشعبية والجمعوية والسياسية التي تهم حقوق الإنسان في المغرب أو العالم العربي الإسلامي، كما عابوا على الأمين العام للحزب عدم إصدار جريدة خاصة بالحزب توضح اختياراته والاكتفاء بدلا من ذلك بالخطاب الشفوي.
مصادرنا أوضحت أن تجميد بنعتيق لقرار اتخذه الديوان السياسي للحزب بالإجماع يقضي بضرورة خلق وإنشاء شبيبة الحزب خير دليل على كونه الآمر الناهي الوحيد داخل إطار كانت ذات المصادر تعتقد أنه سيختلف عن باقي الإطارات الحزبية الأخرى.
من جهة أخرى أوضح بنعتيق أن المساهمين في عملية التأسيس أتوا من مشارب مرجعية مختلفة، وانتماءات متعددة، أو لم يسبق لهم ممارسة العمل السياسي قطعا ومن حقهم الانسحاب مهما كان موقعهم التنظيمي، وأشار إلى أن الحزب مازال يبحث عن الآليات التنظيمية للتعايش بين مكوناته قبل المؤتمر الأول المقرر تنظيمه أواخر سنة 2008.
وفي معرض رده عن الاتهامات التي وجهها له أعضاء الكتابة الإقليمية لمكناس حول عدم الوضوح الذي يعم التدبير المالي صرح الأمين العام للحزب " أن الحزب العمالي لم يحقق نسبة 5 في المائة المخولة له للاستفادة من الدعم والتمويل السنوي للدولة، حسب ما هو منصوص عليه قانونيا، لكن في المقابل حصل على مبلغ مالي مقابل الأصوات التي أحرزها في الاستحقاق الأخير وقرر برمجة هذا الاعتماد في إطار ميزانية لتدبير الشأن الحزبي إلى سنة 2012 وذلك لتغطية مصاريف الحزب بكل استقلالية".
هكذا إذن يتضح أن تواصل مسلسل الاستقالات داخل الحزب العمالي لن تقف عند هذا الحد أي استقالة ثلث أعضاء الديوان السياسي الأسبوع الماضي واستقالة 17 عضوا من الكتابة الإقليمية للحزب بمكناس بينهم سبعة أعضاء بالمجلس الوطني وإنما ستمتد عدوى الاستقالات كما أكدت ذلك مصادر "المشعل" لتمس كل من كتابات جهوية أخرى ومنها الكتابات الجهوية للحزب بكل من فاس وخنيفرة...
عبد الله الطني / مستقيل من الحزب العمالي
خطاب بنعتيق لا يختلف عن خطاب اليازغي
أرجع الطني الاستقالات التي عرفها الحزب العمالي إلى انفراد الأمين العام للحزب باتخاذ قرارات مصيرية دون الرجوع إلى أجهزة الحزب، حيث أوضح الطني أن انخراطهم في الحزب العمالي كان بهدف إعادة الاعتبار للعمل السياسي، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن خطاب الحزب يتسم بالازدواجية وعدم الوضوح، لدرجة أن خطاب أمينه العام عبد الكريم بنعتيق لا يختلف عن خطاب محمد اليازغي.
بعد الاستقالات التي عرفها المكتب السياسي جاء دور المجلس الوطني، ما هي الأسباب الحقيقة لهذا النزيف الداخلي؟
هناك أسباب متعددة ولكن أهمها هو أن عددا كبيرا من المناضلين المغاربة من أحزاب مختلفة بطبيعة الحال ومنهم من لم يمارس السياسة، دخلوا إلى الحزب العمالي على أساس أنه يحمل شعارات مغرية وجديدة ومن أهمها إعادة الاعتبار للعمل السياسي ومساعدة الناس على أن يسترجعوا ثقتهم في هذا العمل، وبالتالي خلق خطاب سياسي مختلف عن الخطابات السياسوية الاستهلاكية المعروفة في المغرب هذا هو الذي جعلنا ننخرط في الحزب العمالي على أمل أن نعيد الاعتبار للعمل السياسي وطمعا في أن تصبح الديمقراطية في المغرب بخير، لكن في الشهور الأخيرة بدأ يتضح على أن الحزب العمالي لا يختلف في شيء عن الأحزاب الأخرى، وأن بعض السلوكات المرضية التي أصابت تلك الأحزاب قد أصابت الحزب العمالي.
سلوكات مثل ماذا؟
مثل عدم وضوح التوجهات السياسية للحزب، هل هو حزب يساري أم مجرد يسار استراتيجي كلف بلعب دور معين؟ هذا سؤال يطرحه المناضلون، فإذا كان خطاب الحزب العمالي يدعي أنه خطاب يساري بالمعنى المتعارف والواضح للكلمة، فإنه في بعض الأحيان نجد مصطلحات هذا الخطاب تتجه نحو الولاء للمخزن والسلطة، حقا مخزن اليوم ليس مخزن الأمس ولكن كيفما كان الحال الصرامة السياسية تقتضي أن تأخذ الأحزاب مسافة معينة من السلطة، فخطاب الحزب العمالي خطاب مزدوج فهو تارة ينزلق نحو المفاهيم اليسارية وتارة لا يمكن التمييز بينه وبين الخطاب اليميني، فهذا هو السبب الأول أما السبب الثاني فهو أننا لم نعد نرى ذلك التنسيق الذي كان في البداية مع الكتابات الإقليمية وأعضاء الكتابة الوطنية في أخذ قرارات مهمة، فالسيد الأمين العام مع احترامنا له أصبح يمارس الإملاءات وإعطاء الأوامر والتعامل بعقلية القطيع، أيضا بالنسبة للكتابة الإقليمية عندنا في مكناس سجلنا عليه، خذلانه لنا في لقاء تواصلي مهم إذ بعد أن حجزنا القاعة البلدية وهي قاعة كبيرة، وبعد أن حضر المواطنون أخبرنا الأمين العام أنه لن يحضر لقاء يقل حضوره عن ألف نسمة، هذا في حين أننا نحمل شعار التواصل مع المواطنين، فهذا السلوك يعطي انطباعات بالنخبوية، وسجلنا هذا الأمر وكنا آنذاك قد قدمنا استقالتنا لولا تدخل مجموعة من الشرفاء في الحزب كأمين المال في الحزب، وغلبنا المصلحة العامة وقلنا إن المرحلة مرحلة الانتخابات ولكن في الأخير شعرنا أن الانفراد في القرارات بلغ مستوى كبيرا على مستوى التسيير المالي، ففي كلامه أي الأمين العام مع الصحافة يقول إنه توصل بالدعم من وزارة الداخلية مقابل عدد الأصوات ولكن في اللقاءات التواصلية وآخرها في المنتدى الجهوي لمكناس، حيث كان الحضور كبيرا وأيضا الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية حاضرة قال وأكد إنه لم يتلقى أي دعم فهذا تناقض والذي صراحة أحرجنا مع منخرطينا في جهة فاس مكناس، وسئلنا هل السيد الأمين العام لديه شيء يخبئ في الكواليس أم ماذا؟ الأمر الآخر هو أنه ذهب مؤخرا إلى فرنسا وقال إنه سيحضر استراتيجيين دوليين في السياسية الدولية في مرحلة يعرف الجميع أن المغاربة فيها غير مستعدين للاستماع لكلام في الإستراتيجية الدولية من قبل أناس يقال على إن البعض منهم من المتقاعدين في المخابرات الفرنسية في حين إن الساحة الفلسطينية تشهد غليانا وإخوتنا يقتلون، وقد تتبعنا المشهد جميعا، فنحن في حاجة إلى خطاب يهم المغاربة وبيت القصيد هنا هو أن الأحزاب التي تنشغل بهموم المغرب وهموم المواطنين نظمت وقفات احتجاجية تضامنا مع المواطنين الذين اعتقلوا في صفروا في احتجاجات ضد غلاء المعيشة، ولكن الحزب العمالي لم يسجل حضوره وبهذا فنحن لم نفهم لأننا بدورنا وكأننا لا نهتم بالجروح القريبة من المغاربة هذا في الوقت الذي ندعي فيه التواصل وأشياء أخرى لهذا فالإخوان في مدينة مكناس وبشكل ديمقراطي استدعوا الكاتب الإقليمي الذي هو عبد ربه وبعدما ناقشنا البقاء في هذا الحزب صوت حوالي 99 في المائة بالاستقالة من هذا الحزب مادام خطابه غير واضح كما أن وجهته غير معروفة وبصراحة لا نريد أن نتحمل المسؤولية بسماعنا كلاما من قبيل إننا متورطين مع شعارات بعيدة كل البعد عن اهتمامات الشارع المغربي.
في معرض رده عن استقالتكم صرح الأمين العام أن الأمر لا يعدو أن يكون أشخاصا لم يجدوا أنفسهم في الحزب، كيف يبدو لكم هذا الأمر؟
هذا الكلام ينطبق عليه المثل القائل العذر أقبح من الزلة، لماذا؟ فهذا من الأسباب الإضافية فهؤلاء الناس الذين يقول عنهم أنهم لم يجدوا أنفسهم في الحزب كانت لهم اليد الطولى في تأسيس الحزب العمالي فالدكتور العلوي بفاس لعب دورا وطنيا في المؤتمر التأسيسي للحزب بفاس، وكذلك السيد معاشي أمين المال المعروف بنزاهته وهو لم يرشح نفسه في الانتخابات حتى، فهؤلاء الناس قاموا بدور مهم إلى جانب الأمين العام في تأسيس الحزب وتم التنكر لهم فهذا الخطاب هو الذي نسمعه من اليازغي ومن رؤساء أحزاب أخرى فعوض أن يتواصل ويناقش يتكلم بخطاب يمكن وصفه بخطاب الهروب إلى الأمام والتهرب من المسؤولية وهذا مشهد من المشاهد المرضية التي تعرفها أحزابنا المغربية مع كامل الأسف.
قلتم إن استقالاتكم ستليها خطوات أخرى، ما هي هذه الخطوات لو سمحتم؟
أكيد، فعلى المستوى الجهوي، أعضاء الكتابة الإقليمية بخنيفرة اتصلوا بنا وقلنا لهم أنتم أحرار في اتخاذ قراراتكم، وأيضا الكتابة الإقليمية بفاس ستعرف انسحابات لأن مناضلي فاس لن يقبلوا أن يهان رمزهم هناك وتمس كرامته بالقول إن سي العلوي لم يجد نفسه في الحزب، في حين إنه لعب دورا كبيرا في تأسيس الحزب، وصراحة الأشخاص الذين قدموا استقالتهم ليسوا أناسا عاديين، بل لهم مكانتهم في الحزب وهم من النزهاء والشرفاء...
ولكن أنتم تحدثتم عن خطوات محددة، هل بإمكانكم أن توضحوا لنا المقصود بالخطوات؟
إلى حد الآن هنالك رأيان، الأول يقول يجب انتظار المؤتمر الذي سينعقد قبل نهاية هذه السنة وفي تلك اللحظة ستتم المواجهة والمحاسبة بشكل ديمقراطي والرأي الثاني يطالب بمقاطعة هذا التيار نهائيا، ولكن لحد الآن لم تكتمل الصورة، هناك اتصالات من جهات مختلفة وهناك مخاض لم يحن الوقت للإجابة عن هذا السؤال بشكل دقيق.
ما دمتم تشكلون نسبة عددية مهمة لماذا قدمتم استقالاتكم عوض مناقشة الأمر من الداخل وتشكيل ورقة ضغط على الأمين العام للحزب؟
لحد الآن نحن نشعر أن المشكل مشكل تواصل، فبعدما وقع ما وقع السيد الأمين العام، يخاطبنا بخطاب متعال فهو يقول إن هؤلاء لم يجدوا أنفسهم، فهذه مسألة غير مشجعة، أيضا سنّ سياسة الهروب إلى الأمام وعدم التواصل، بحيث لم يتم إبداء ردود أفعال اتجاه الاستقالة فهذا نوع من التعالي أو التهميش يدل على أن هؤلاء الناس لا دور لهم وقد قال ذلك ولكن الأيام القليلة المقبلة ستكشف أن الأمور لن تذهب بهذه السهولة التي يتوقعها أكيد سيحصل حوار فشعارات مثل الشعارات التي رفعها الحزب العمالي في البدايات هي شعارات حقوقية وهو أي الحزب العمالي علق عليه المغاربة أمالا كبيرة لهذا لا يمكن لهذه الآمال أن تنهار بكل هذه السهولة فنحن لم نقدم استقالاتنا بهدف الهدم أو التشفي أو كنوع من ردود الأفعال ولكن هي احتجاج عن انهيار مواقف كنا نؤمن بها جميعا.
هناك من يقول إن من بين الأسباب التي ذكرتها سابقا هو تجميد قرار اتخذه المكتب السياسي بالإجماع ويقضي بتأسيس الشبيبة العمالية ما مدى صحة هذا الكلام؟
حقا هذه أيضا مشكلة أخرى، كنا قد اتفقنا على أن ينظم الحزب الملتقى الشبابي الثاني بعد ملتقى الرباط، وبدأنا في تنظيم الترتيبات ولكن فجأة وبعد مشاورات الديوان السياسي توصلوا إلى تعويض هذا الملتقى بتنظيم ملتقيات شبابية جهوية، فهذا التذبذب في اتخاذ القرارات راجع لأسباب لا نعلمها وهذا هو المؤسف.
عبد الكريم بنعتيق / الأمين العام للحزب العمالي
من المحتمل أن أعلن استقالتي كأمين عام في أي مؤتمر
أوضح بنعتيق أن حزبه بصدد تأسيس ثقافة جديدة في الحياة السياسية المغربية، لهذا يرى أن المستقيلين من حزبه هم أحرار في انتمائهم من قبل وأحرار في تقديم استقالتهم اليوم، وأشار إلى أنه من الممكن أن يستقيل هو الآخر من الأمانة العامة للحزب في أي مؤتمر خلال العشر سنوات المقبلة لأنه يؤمن أن الأمانة العامة والمكتب السياسي ليس وظيفة وإنما مسؤولية ومهمة.
عرف الحزب العمالي خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الاستقالات، إلى ما ترجعون دوافع هذه الاستقالات؟
الحزب العمالي هو حزب فتي مازال في مرحلة التأسيس، فالمؤتمر التأسيسي انعقد سنة 2006 وهي مدة قصيرة لخلق تعايش تنظيمي داخل هذه المؤسسة، فعمره لا يتجاوز ثمانية عشر شهرا، فنحن كحزب لم ننشق من هيئة سياسية معينة، بشكل جماعي، فجزء منا قدم من الاتحاد الاشتراكي والبعض الآخر قدم من العمل النقابي وهناك أيضا مناضلون قدموا من المجتمع المدني، كما أن هناك مجموعة من الفعاليات التي لم تمارس قط العمل السياسي، هذه هي المكونات والشرائح المكونة للحزب العمالي فالتعايش بين كل هذه المكونات يتطلب شيئا من الوقت، لذلك وعن قصد لم نُسمِّ مؤتمرنا المؤتمر الأول وإنما المؤتمر التأسيسي، ونحن الآن في إطار إيجاد صيغ تنظيمية ستسمح لنا بالتعايش داخل هذا الحزب وهو ما سننطلق به إن شاء الله في المؤتمر الأول الذي سينعقد أواخر سنة 2008، إذن الأمر عادي بالنسبة لنا كمكتب سياسي أي أنه من الطبيعي أن يعرف الحزب انسحابات من قبل مجموعة الأخوة والأخوات الذين لم يجدوا ذواتهم في إطار الانضمام إليه، وربما قد تكون هناك انسحابات أخرى في المستقبل والأساسي هو أنه من حق أي كان أن ينتمي لحزب ومن حقه أيضا أن ينسحب منه بشكل جماعي أو فردي ومن حقه أيضا أن يدافع عن أسباب الانسحاب المهم هو أننا حزب فتي لا نتوهم أننا سنبني حزبا قويا في ظرف وجيز لأن هذا يتطلب نفسا طويلا، واللحظة التقيمية الأولى لتراكمنا لن تتحقق إلا سنة 2012، فعمرنا الافتراضي لتحقيق آمالنا هي خمس سنوات القادمة وهي فترة موضوعية للتقييم الأولي، أما إذا رغب الحزب في اكتساح المجتمع وأن يتمتع بحضور قوي فيجب أن يشتغل في أفق عشر سنوات المقبلة.
هؤلاء المستقيلون علقوا على قولكم بأنهم لم يجدوا أنفسهم داخل الحزب بكونه نوعا من الخطاب المتعالي على اعتبار أنكم لم تتخذوا رد فعل اتجاه استقالتهم؟
التعايش داخل الحزب هو اختيار فردي، إذ من الممكن إذا اختلفت مع الحزب العمالي أن أنسحب منه وليس فقط من الأمانة العامة لأن الانتماء هو انتماء فردي، وبالتالي من حقهم أن يركزوا على أي اعتبارات قد تكون إيديولوجية أو أي شيء آخر، فنحن ننطلق من قناعة أننا قد نخطئ في مرحلة التأسيس ولكن سنخطئ بحسن نية وقد نراكم إيجابيات ولكن نراكمها في أفق المستقبل وبحسن نية أيضا.
هم يآخذون عليكم أنكم لم تتصلوا بهم ولم تحاولوا فهم أسباب استقالتهم؟
نحن توصلنا باستقالاتهم عن طريق الإعلام، ولم نتوصل بها بشكل مكتوب، إذن لو توصلنا بها بشكل مكتوب كنا سنناقشها داخل المكتب السياسي بشكل مستفيض، وبما أنهم هم من أعطوها طابعا إعلاميا فهم من أخذوا هذه المبادرة، وهو شيء إيجابي لأن الصحافة المغربية بدأت تهتم بتفاصيل الحياة الداخلية للأحزاب، وبالتالي من خلال الصحافة يتعرف الرأي العام على تفاصيل الأحزاب، وقد حبذت ذلك لأني سأسمح للمواطن أن يعيش تفاصيل نقاشات كانت في السابق إما طابوهات أو حبيسة الكواليس الحزبية الضيقة.
بعض المستقيلين من حزبكم برروا استقالتهم بغياب الديمقراطية الداخلية داخل الحزب ويتهمونكم شخصيا بالانفراد في اتخاذ القرارات؟
نحن أولا عمر حزبنا لا يتعدى ثمانية عشر شهرا لاكتساب ثقافة معينة في التعامل ففي تقديري المتواضع وقد أكون مخطئا لا يمكن الحكم والقول إن قرارات الأمين العام انفرادية في ظرف ثمانية عشر شهرا، من الصعب الحسم بذلك لاسيما أننا عشنا لحظات ماراطونية للتأسيس أي خمسة أشهر لتنظيم مؤتمر حضره حوالي ستة آلاف مؤتمر وبعد المؤتمر نظمنا تجمعا نسائيا ضم ستة آلاف مواطنة ومواطن وفيما بعد ورغم القوانين الانتخابية المجحفة مارسنا معارضة قوية ومشينا في حركة الحفاة، فكل هذه تراكمات ميدانية لا تترك للواحد الوقت في خلق ثقافة التعايش الداخلي، إذن نحن في طور البناء ولا يمكن القول بأن هناك قرارات انفرادية، فنحن لسنا حزبا تأسس منذ عشرين أو أربعين سنة للقول بأن هناك قرارات انفرادية، فأثناء مرحلة البناء كل واحد سيتخذ مبادرات قد تخطئ وقد تصيب وأنا شخصيا ومعي مجموعة من الإخوان يشاطرونني هذا الرأي، إذا أخطأ أي شخص فبحسن نية ولا نعتبره قرارا انفراديا لأننا ما زلنا نراكم التجربة وفي حاجة إلى التراكم.
وماذا عن قولهم إنكم كنتم شخصيا وراء تجميد قرار اتخذه المكتب السياسي بالإجماع ويقضي بإنشاء الشبيبة العمالية؟
أولا الحزب العمالي لم يتخذ هذا القرار بالإجماع لأن المحاضر موجودة ولكن نحن تريثنا في خلق قطاع الشبيبة.
لماذا؟
لأن ذلك يفرض خلق قطاع تلاميذي نحن لازلنا في طور بنائه، ربما الإخوان يعتقدون أن بناء حزب من السهولة بما كان، بالعكس إنه صعب وشاق ومساره عسير، إذن يجب أن نهيئ المنتدى التلاميذي ليكون لدينا قطاع تلاميذ قوي، وإذا لم نتمكن من ذلك فستتحول الشبيبة إلى ما يشبه تعين موظف حزبي بها وليس مسؤولا شبابيا، ثانيا يجب أن نتوفر على قطاع طلابي ونحن الآن نفكر كيف سنتواجد داخل الساحة الطلابية، بعد ذلك سيكون لدينا شباب عامل من أجل أن نراكم تجربتنا، وفي اعتقادي المتواضع إلى حدود 2009 آنذاك سنطلق النواة الحقيقية لشبيبة فعالة وليس شبيبة لا تتمتع لا بسن الشبيبة ولا علاقة لها بالقطاعات، وبدون شك ستتحول إلى هيكلة معزولة عن العمق الشبابي الحقيقي، هذا تفسيرنا الذي اقتنعنا به.
الذين عارضوكم يقولون إنكم بعيدون عن هموم المغاربة لأنكم لم تسجلوا حضورا في الأحداث التي عرفتها مدينة صفرو وعربيا من خلال عدم تواجدكم في الوقفات التضامنية التي نظمتها الأحزاب المغربية في حين إنكم استدعيتم متقاعدين من المخابرات الفرنسية لتأطير نشاط حزبي نظمتموه دون الاستشارة مع برلمانيي الحزب؟
سأبدأ بالنقطة الأخيرة، فهؤلاء أناس لا علاقة لهم بالمخابرات، ومن قال ذلك فهو لا يعرف البحث العلمي بفرنسا لأننا استدعينا "باسكال شينيو" رئيس مركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية بباريس، وفي نفس الوقت هو رئيس شعبة العلوم السياسية بباريس خمسة، وفي نفس الوقت هو أستاذ بالمدرسة العليا بباريس (HEC)، التي تخرج منها مجموعة من الأطر العليا المغربية و(HEC) هي من المدارس الخمس الكبرى بفرنسا، واستدعينا "هنري لوي فيدي"، وهو دكتور في الاقتصاد وأستاذ بالمدرسة العليا للتجارة بباريس (HEC) وهو أيضا بصدد التحضير لكتاب مهم عن الصحراء المغربية كنموذج للتنمية المستدامة، و "جون بول جوبير" وهو رئيس شعبة العلوم السياسية بليون الثالثة وفي نفس الوقت يترأس مركز الدراسات حول قضايا الأمن والدفاع في نفس الجامعة، وأخيرا استضفنا "آلان سيون" وهو نقابي كبير يرأس أكبر منظمة نقابية منجمية في العالم تضم 112 منظمة نقابية، أعتقد أن هؤلاء أساتذة كبار في البحث العلمي وفضلت التوضيح لكي لا يستهزئ منا الفرنسيون واستضافتهم كانت بهدف الاستماع إلى الآخر كيف يفكر، وكيف يناقش القضايا الكونية ومنها القضايا العربية الإسلامية فلو كانوا متقاعدين لقلنا إنهم متقاعدون.
هم يقولون إن لهم علاقات بالمخابرات الفرنسية؟
إن كان لديهم دليل على هذا الإدعاء فليقدموه لنا، فهم من أكبر الباحثين الذين يصدرون كتبا مهمة وأعتقد أنهم إذا سمعوا بهذا الأمر سيشعرون بالإهانة لأنهم غير محتاجين للاشتغال لدى المخابرات وإنما يشتغلون في البحث العلمي، وهؤلاء أناس اشتغلت معهم في إطار تحضيري لدكتوراه الدولة ودرسوني في فرنسا.. ثم يضحك، أما المسألة الثانية والقائلة بأني بعيد عن هموم الناس فقد سجلنا في ربيع الحزب أن الأمين العام للحزب قطع 175 ألف كيلومتر منذ التأسيس إلى الانتخابات، وهو رقم قياسي لا أعتقد أن أي أمين قطعه في حزب ما، فهذا أكبر دليل على أن لي علاقة بالواقع، بطبيعة الحال لا أقول إن الحزب سيكتسح الواقع لأنه لو حصل الحزب على نتائج غير عادية لقيل لنا إننا كنا مدعمين، وبالفعل سيكون حضورنا داخل المجتمع حضورا مهزوزا أو مغلوطا لأن أي حركة لكي تكتسح المجتمع يلزمها وقت واشتغال، إذن لا يمكن أن نتوهم أن يكون لدينا اكتساح استثنائي حتى تمر مدة موضوعية وهي خمس سنوات ومدة أخرى لفهم أفكارنا ويكون لدينا حضور خلال عشر سنوات مقبلة، فعندما أقول عشر سنوات لا أتوهم أن أبقى على رأس الأمانة العامة، أبدا لأننا نبنى ثقافة خاصة ربما تزعج الآخرين، وهي أنه منذ الغد أو في أي مؤتمر قد أصرح بأنني لا أريد أن أبقى أمينا عاما، وهذه قناعتي غير أنه من حقي أن أبقى مناضلا في الحزب لكي لا تتحول الأمانة العامة والمكتب السياسي إلى وظيفة وإنما هي مسؤولية ومهمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.