الخياري يؤكد وجود تحفظات وبنعتيق يرى أن التحالف يمكن أن يبقى منحصرا في البرلمان عبر أعضاء من اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية عن رفضهم لمبادرة التحالف مع جبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي، وذلك في رسالة موجهة إلى الأمين العام للحزب. وقال عبد القادر جويط، عضو اللجنة المركزية وأحد الموقعين على الرسالة المذكورة، إن "التحالف مع جبهة القوى الديمقراطية لا يمكنه أن يقدم أية إضافة سياسية للحزب، إضافة إلى أن التهامي الخياري بعد انشقاقه عن حزب التقدم والاشتراكية صرح بأنه لم تعد له أية علاقة باليسار". وأكد جويط، في اتصال هاتفي أجرته معه "أخبار اليوم"، أن التحالف مع الحزب العمالي "لن يفيد حزبنا، خاصة أنه لا يتوفر على أية تمثيلية ولا تاريخ سياسيا له، علاوة على أن السلطات كانت بالأمس القريب تعبئ لعبد الكريم بنعتيق المواطنين في مناسبات انتخابية". واعتبر نفس المتحدث أن حزب التقدم والاشتراكية يجب أن يتوجه إلى أحزاب اليسار الحقيقية للتحالف معها، عوض التحالف مع الحزبين المذكورين. وفي تعليقه على هذه الرسالة، قال التهامي الخياري، الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، إنه "مشكل خاص بحزب التقدم والاشتراكية، ونحن نتعامل مع القيادة ونجتمع بشكل أسبوعي ولنا أجندة سياسية محددة". وأكد الخياري، في تصريح خص به "أخبار اليوم"، أنه من الطبيعي أن يجد هذا التحالف صعوبات لأسباب مختلفة، خاصة أنه توجد سواء داخل جبهة القوى الديمقراطية أو الحزب العمالي أصوات تتحفظ على مثل هذه المبادرة". من جهته، أشار عبد الكريم بنعتيق، الأمين العام للحزب العمالي، أن التحالف الثلاثي في خطواته الأولى، وأنه يمكن أن يقتصر على مستوى البرلمان إذا كانت هناك تحفظات بشأنه. وأبرز بنعتيق، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أن حزبه يعرف هو الآخر ظهور أصوات تتحفظ على هذا التحالف الثلاثي. وقد وجه مجموعة من أعضاء اللجنة المركزية للتقدم والاشتراكية رسالة إلى الأمين العام للحزب، أكدوا فيها تحفظهم على مبادرة التحالف التي عقدها حزبهم مع جبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي. واعتبرت الرسالة أن "حزب التقدم والاشتراكية، الذي ما فتئ يواصل الجهود من أجل بناء اصطفاف سياسي وقطب فاعل لهذه القوى، جدير به أيضا أن يكون شديد الحرص على صيانة الحياة الحزبية والمشهد السياسي من كل ارتباك أو تمييع أو عبث سياسي". وأكدت الرسالة أن "الحزب يستدعي منه الحفاظ على أجندته والتوجه به في مجال التحالفات والعمل المشترك مع مكونات اليسار والصف الديمقراطي المعروفة بتموقعها السياسي والإيديولوجي". ومعلوم أن الدورة الأخيرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية عرفت نقاشا حول موضوع القطب الحداثي التقدمي المشكل بين الأحزاب الثلاثة، حيث أبدت بعض الأصوات تحفظها على هذا التحالف. كما عرفت الندوة التي نظمها قادة الأحزاب الثلاثة ببوزنيقة مقاطعة من بعض أعضاء اللجنة المركزية. ومن المتوقع أن تعرف الدورة القادمة للجنة المركزية، الأحد القادم، نقاشا حول هذا الموضوع، خاصة بعد أن تسلم إسماعيل العلوي، أمين عام الحزب، وثيقة المتحفظين على التحالف مع جبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي.