سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مولاي حفيظ العلمي : القصر نفسه لا يمكنه أن يتدخل لتعيين رئيس الاتحاد رئيس «الباطرونا» ينتقد النقابات في حوار مع المساء ويبرر انسحابه من الحوار الاجتماعي
مع اقتراب موعد مغادرته رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، يبدأ مولاي حفيظ العلمي رئيس المقاولين المغاربة في التخفف من التحفظ الذي ميز تصريحاته خلال الثلاث سنوات الأخيرة، فهو لا يتردد في الحوار الذي أجرته معه « المساء» و «لوسوار» حول حصيلة رئاسته للاتحاد، في انتقاد بعض الفيدراليات و الحديث عن العوائق التي تواجه الاستثمار و توضيح طبيعة علاقته مع الماجيدي و الهمة، نافيا تدخل القصر في انتخاب رئيس الباطرونا المغربية، و هو لا يخفي سعادته مما يعتبره إنجازات تحققت خلال توليه أمر الاتحاد.. يبدو مولاي حفيظ العلمي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، سعيدا بما أنجزه خلال رئاسته لهذه المؤسسة التي سيغادرها في ماي القادم، فهو يؤكد أنه استطاع أن يحصل للباطرونا المغربية على العديد من الأشياء باعتماد مقاربة تقوم على المباشرة والسرية والفعالية. لكن قبل ذلك، حاول العلمي، في حوار خص به «المساء» و«لوسوار»، تبديد ما يسميه «استيهامات» تم تداولها حول الظروف التي أحاطت بترشحه لرئاسة الاتحاد، حيث شدد على أن القصر نفسه لا يمكنه أن يتدخل لتعيين رئيس الاتحاد. وأكد على أنه تفادى الخوض في الشأن السياسي لأن ذلك ليس من انشغالات رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومن انتخبوه، موضحا أن الاتحاد استطاع تغيير العديد من القرارات عبر التشاور، وهو ما أتاحته الإمكانيات التي تتوفر عليها المؤسسة الممثلة للباطرونا المغربية، والتي خولت لها الدفاع عن وجهات نظرها بالبراهين الدامغة. غير أن العلمي شدد على أنه لم يتم إحراز تقدم كبير في ملفي التعليم والعدالة اللذين تناولهما الكتاب الأبيض الذي قدم إلى الحكومة، حيث اعتبرهما مجالين ليس من السهل إحداث تغيير فيهما، فهما ملفان ثقيلان، وقليلون هم الذين تمكنوا من إحراز تقدم فيها. وأشار إلى أن الاتحاد قبل الزيادة في الأجور، رغم نذر الأزمة التي كانت تلوح في الأفق، حيث كان ذلك بادرة حسن نية مدت جسور الثقة بين الباطرونا والنقابات، للمرور إلى معالجة النقاط الخلافية في مدونة الشغل، غير أن العلمي لاحظ أن النقابات عادت من جديد لتتحدث عن ضرورة فتح الحوار حول رفع الأجور، مما دفع الاتحاد إلى الانسحاب من الحوار الاجتماعي. وأوضح العلمي أنه لم يحاب الفيدراليات المنضوية تحت لواء الاتحاد، حيث اعتبر أن تلك التي تم التشطيب عليها وقعت تحت طائلة القانون، منتقدا في نفس الوقت الحرب التي دارت رحاها في الفيدرالية الوطنية للسياحة من أجل الرئاسة والفيدراليات التي لم تستعد للأزمة والتي لم تدرك، في الوقت المناسب، أن الأمور لا تسير على أحسن ما يرام في القطاعات التي تشرف عليها. - لماذا قررتم عدم الترشح لولاية ثانية لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب؟ < قبل الانتخابات التي جرت في 2006، قلت إنني سأكتفي بولاية واحدة، فأنا تقدمت للانتخابات لأنه لم يكن هناك مرشحون عبروا عن رغبتهم في تولي أمر الاتحاد، بل تم طرح فكرة تدبيره من قبل محكمة تجارية، وليس من حقنا أن نغيب في مثل هذه الظروف. وبكل صراحة كل ما كان بإمكاني أن أعطيه، بذلته خلال ثلاث سنوات. - لم يصلح رئيس الباطرونا في المغرب؟ < يصلح لتنظيم النسيج الاقتصادي على صعيد الاتحاد، مما يسمح له بالتعبير عن انتظاراته ومطالبه تجاه شركائه، وتنظيم الحوار الاجتماعي، والمساهمة في هيكلة المؤسسة، ومواكبة المقاولات. الرئيس لا يشتغل لوحده، بل هناك النواب والمتصرفون .. الذين يحاولون تحسين محيط المقاولة. - لماذا غادرتم الاتحاد في فترة معينة؟ ولماذا عدتم ؟ < أسباب العودة تحدت عنها. لقد عملت في الاتحاد خلال ولايتي الحجوجي، و غادرت عندما خلفه حسن الشامي. - كيف تفسرون ألا أحد لم يسع إلى الترشح بعد انتهاء ولاية الشامي؟ < دائما كان هناك مرشحان يسعيان إلى رئاسة الاتحاد، ولا أحد يمنع اليوم من يلمس في نفسه القدرة على الترشح لتولي أمور الاتحاد. - العديدون اعتبروكم مرشح القصر. ماذا يعني ذلك؟ < هذا يعتبر جزءا من الاستيهامات. أن تكون مرشح القصر يعني أن يدفع القصر شخصا للترشح أو الاهتمام به . الاتحاد تغير ولا يمكن أن يقرر أحد سلفا من يكون رئيسه، و لا أحد يمكنه أن يتدخل في ذلك. - حتى القصر لا يمكنه أن يقرر من يكون رئيسا للاتحاد؟ < نعم، القصر نفسه لا يمكنه أن يقرر من يكون رئيسا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، لأن الأمر يتعلق بعدد الأصوات التي تقرر من يكون رئيسا. - التحقت بكم شخصيات وازنة، لكن العديد من اللجن لم تشتغل كما يجب، باستثناء لجنة الضريبة و اللجنة الاجتماعية. < هناك لجن أخرى كان أداؤها طيبا، فلجنة علامة المسؤولية الاجتماعية اشتغلت جيدا، وهي علامة لم يسبق لها أن وجدت، والآن حصلت عليها مقاولات لم يجبرها أحد على الانخراط في هذه العملية، و أنا سأسعى إلى حصول مقاولاتي على هذه العلامة عندما أغادر الاتحاد حتى لا يظن الناس أنني استغللت وضعي كرئيس لاتحاد مقاولات المغرب. - لكن ماذا عن اللجن الأخرى؟ < اللجنة القانونية قامت بعمل جيد على جميع المستويات، وهي التي تناولت هذا الشق في الكتاب الأبيض، و اللجنة التي أحدثت من أجل تأهيل الفيدرالية أنجزت عملا مهما. لقد حاولنا البحث عن أسماء كُفأة و نزيهة، وقد اقترحت أسماء رؤساء اللجان. أنا أفهم أن يكون حضور مصطفى التراب، الذي كان يرأس اللجنة الاقتصادية، أقل على مستوى اللجان، فعندما تكون مديرا للمكتب الشريف للفوسفاط وراغبا في المساهمة في اللجنة الاقتصادية، تكون مجبرا في لحظة ما على الاختيار بين مساعدة الاتحاد أو مساعدة المغرب. لذا أفهم غيابه، وقد عينت أمينة العمراني مسؤولة في اللجنة، ويحيى زنيبر مساعدا للتراب، وقد قاما بعمل محترم. التراب ساهم في ذلك حسب ما تسمح به أجندته، وأنت تعلم أن هذا عمل جمعوي. لجنة اللوجستيك لم تشتغل، وأنا تحملت مسؤوليتها، حيث أشرفت مع وزير النقل على الاتفاقية الإطار التي تهم القطاع. لقد قمت بما علي في الحيز الزمني المتاح لي. - رغم ما تقولونه لا حظنا ضعفا على مستوى المقاولات الصغرى والمتوسطة. < كم سنة دام عمل فيدرالية المقاولات الصغرى والمتوسطة؟ ما الذي حصلت عليه؟ لا شيء. لماذا قمت بحل هذه الفيدرالية؟ هل لأنني أعتقد أن المقاولات الصغرى و المتوسطة يجب أن تختفي؟ أنا أعي أن 95 في المائة من النسيج المقاولاتي مكون من المقاولات الصغرى و المتوسطة، وأنا ضد تمييزها عن أصناف المقاولات الأخرى. ما الذي استفاد من خفض معدل الضريبة على الشركات من 35 إلى 30 في المائة؟ المقاولات الصغرى والمتوسطة بطبيعة الحال، وأول ما انتقدني هي المقاولات الكبرى، لأنها كانت تخضع لمعدل 28 في المائة بفعل تكوينها لمؤونة الاستثمار، إذ أصبحت تخضع لمعدل 30 في المائة. وقد سعيت إلى تخفيف الضغط الضريبي. - خلال حملة الانتخابات التشريعية حرصت الأحزاب على عرض برنامجها الاقتصادي على الاتحاد العام، لكن عندما حل فؤاد عالي الهمة بالمقر الرئيسي للاتحاد قام بعض الأعضاء بانتقاد أداء الأحزاب المغربية، علما أنكم كنتم تلحون على الفصل بين السياسة والاقتصاد؟ < لن أفصح عن الأسماء التي انتقدت الأحزاب، فما حدث هو أن عضوين من الاتحاد منتميين للأحزاب أخذا الكلمة و شرعا في انتقاد الأحزاب السياسية، إذ أرادا تمرير رسائل معينة. لكنهما لم يكونا يتكلمان باسم الاتحاد الذي أتحدث أنا باسمه. ألا نمارس السياسة لا يعني أنني لا أسلم على السياسيين. يمكن أن يكون لك انتماء سياسي، لكن ليس من حقك أن تصبغه على الاتحاد العام لمقاولات المغرب. - لكنكم ساندتم عدنان الدباغ في سعيه إلى الوصول إلى رئاسة الاتحاد، رغم أنه عضو نشط بالاتحاد الاشتراكي. < كان خطأ تقنيا و لن أقترفه مرة أخرى. يمكن أن يكون الشخص كفئا لكن لا يجب أن تختلط عليه الأمور. - هذه الرغبة في إبعاد الكونفدرالية عن السياسة دفعتكم إلى تفادي الخوض في القضايا ذات الصلة بالحكامة، ربما لأن ذكرى ما حدث لسلفكم حسن الشامي ما زالت حاضرة في الأذهان. < المسألة تعود إلى اختلاف في طريقة المقاربة. مهتمي ليست الدفاع عن أشياء لا علاقة لها بالناس الذين انتخبوني. لا ندخل إلى المجال الذي تختص به الأحزاب السياسية، فمن يكون الوزير الأول ليس من انشغالات رئيس الاتحاد لمقاولات المغرب، لأنني يمكن أن أقترف خطأ يتحمل جريرته من انتخبوني. هذه الحدود ليست واضحة لدى الناس، لكنها ضرورية. - لكنكم لا تعبرون عن رأيكم في القضايا العامة، مثلا كانت ثمة هزات عرفتها البورصة في السنة الفارطة، لكن موقف الاتحاد كان غائبا؟ < كنا غائبين إعلاميا، لكن طلب مني رأيي من قبل من يهمهم الأمر، و أدليت به. بعض الآراء التي عبرت عنها أخذ بها، والبعض الآخر لم يؤخذ به، وكان يمكن الإنصات إلي حول بعض النقاط التي أعتقد أنني كنت محقا فيها. ما يهمني هو النتيجة، و ليس الظهور الإعلامي. نحن لسنا نقابة مطلبية. - لكنكم نقابة الباطرونا. < ما دمت سأغادر رئاسة الاتحاد، سأفشي سرا، لا أومن بمقاربة أخرى غير تلك المباشرة و السرية والفعالة. و صدقوني، تمكنا من تغيير الكثير من القرارات عبر التشاور. عندما يكون لكم موقف ما، وتشرعون في الصراخ لا تحصلون على شيء. في السابق لم نكن نحصل على شيء لأننا لم نكن نتوفر على الدراسات المقارنة والبراهين الدامغة. لماذا لم يتم اعتماد هذه المقاربة في السابق؟ لأننا لم نكن نتوفر على الوسائل المالية، والآن نحن لدينا الوسائل للقيام بمهامنا. - لكنكم لا تعبرون عن موقف تجاه الصعوبات الإدارية التي يصادفها رجال الأعمال.. < لقد عرضنا لذلك في الكتاب الأبيض .هل هناك من قدم وثيقة تناولت الرشوة داخل العدالة وسلمها لوزير العدل؟ نحن نقوم بتشخيص تقني حتى لا يؤخذ كلامنا على أنه لغو، وأحرص على تقديم البراهين المقنعة. إذن قمنا بتشخيص للوضعية في القضاء والتعليم، و اقترحنا أشياء ملموسة. الكتاب الأبيض واضح بهذا الخصوص و قد اشتغلت اللجان، بعضها وصل إلى نتائج ملموسة و أخرى مازالت متأخرة. - قبل مغادرته الاتحاد العام لمقاولات المغرب، صرح الرئيس الأسبق، عبد الرحيم الحجوجي، بأنه تفاوض خلال ست سنوات، دون أن يحصل على شيء. هل يمكنك أن تتخذ مثل هذا الموقف؟ < لا، أنا جد سعيد بما حصلت عليه خلال ولايتي. - لكن ملف العدالة الذي يشتكي منه المستثمرون لم تتقدموا فيه.. < في العدالة هناك بطِء شديد، والرشوة ، هناك أشياء تتحرك، لكن ليس بالسرعة التي يتمناها المغرب. هناك إصلاح لا بد من الانخراط فيه و أعتبر أنه ليس من السهل تغيير التعليم والقضاء. - من له المصلحة في أن تستمر هذه الوضعية؟ هل هناك لوبي يحاول منع تغيير الأمور؟ < لا يوجد لوبي منظم. هذه ملفات ثقيلة حاول الجميع تطويرها، لكنْ قليلون هم أولئك الذين أفلحوا في تحسين أداء العدالة. - منذ حكومة التناوب تم التعبير عن نوايا بدت حقيقية في إصلاح العدالة. لكننا لا نرى نورا في نهاية النفق، ما السبب؟ < بعد تعيينه وزيرا أول، تحدث عبد اللطيف الفيلالي رحمه الله، في أول خرجة له، عن إصلاح العدالة. و كانت تلك المرة الأولى التي نسمع فيها وزيرا أول يقول إن أحد جراح المغرب تتمثل في إصلاح العدالة الذي تأخر. غادرنا اللقاء متفائلين، لكن الأمور لم تتحرك كثيرا، علما أن بعض التطورات حصلت، وأنا أفهم أن يكون هناك بطء في ملفي التعليم و القضاء. لكن ما يهمني هو الاتجاه الذي تأخذه الأمور. - لكننا لا نرى شيئا في الأفق.. < أنا أرى أن الأمور تتحسن، لكن إذا سألتموني عن سرعة التحسن، سأقول إنني لست راض. أعتقد أنه يمكن السير بسرعة. و هذا يسري على التعليم الكلاسيكي و التكوين المهني، و قد قدمنا اقتراحاتنا في هذا المجال. - هناك من يقول إنكم في مسعاكم إلى التشطيب على بعض الفيدراليات لم تعاملوا الجميع بنفس الطريقة؟ < تم ذلك في مجلس الإدارة. كيف يمكن الحفاظ على عضو لم يؤد مساهماته لمدة سنتين. - لكن في التقرير الذي عرض على المجلس تمت الإشارة إلى أن مسطرة التشطيب لم تحترم دائما < أنا متأكد من احترام القوانين. من يقولون هذا لا يعرفونني جيدا، لن أقبل استثناء عضو من الأعضاء من تطبيق القانون. أنا لا أحابي أحدا. - هل تمارس عليكم ضغوطات من أجل الاحتفاط بهذا العضو أو الرئيس أو صرفه؟ < أنتم مخطئون تماما. لا أحد يعيرنا اهتماما كي يطلب منا الاحتفاظ بهذا أو صرف ذاك. ما هو الوزن الذي نتمتع به على الصعيد الوطني أو الدولي حتى تكون لنا هذه الأهمية. - لكم وزن كبير، فعلى الأقل تساهمون ب80 ٪ من عائدات الضريبة على الشركات. < حتي رجالات الدولة لا يدركون هذا. هم لهم منطق آخر. - فيما يتعلق بمدونة الشغل، لماذا لم تحرزوا أي تقدم في هذا الملف؟ < قبلنا في إطار الحوارالاجتماعي رفع الأجور، رغم أننا كنا نستشعر أن الأزمة قادمة. اتفقنا مع النقابات على فتح النقاش حول نقاط متفق عليها، إذ يجب تعديل بعض الأخطاء، فلا يمكن أن توفر طبيبا واحدا لخمسين عاملا، وهناك مشكل التعويضات المزدوجة، ومسألة تنظيم حق الإضراب. - هل الأرضية التي وضعت حول حق الإضراب أخذت بعين الاعتبار اقتراحاتكم؟ < الأرضية وضعتها الوزارة الأولى، وهي تفضل الحديث أولا مع النقابات، و هذا لا يشكل أي مشكل بالنسبة لنا، المهم أن يتم تنظيم حق الإضراب. فمن مصلحتنا في المغرب أن نتوفر على نقابات قوية، لكن جدية. اتفقنا على رفع الأجور و مددنا جسور الثقة بيننا، و توقعنا المرور إلى مرحلة تنظيم مدونة الشغل، لكنهم لم يقبلوا و أصروا على الحديث مرة أخرى عن رفع الأجور، فانسحبنا من الحوار. - هل تعتبرون أنكم دافعتم كما يجب عن المقاولات خلال التفاوض حول مخطط مواجهة الأزمة؟ لأنه حسب ما قيل، تتوفر الدولة على هامش مالي بعشرة مليارات درهم، و الاتحاد العام لمقاولات المغرب لم يستطع الحصول سوى على مليار و نصف. < لا أشاطر هذا الرأي. هل تعتقدون أن الأزمة انتهت؟ ما زلنا بعيدين عن الوصول إلى نهاية الأزمة، وإن كنت بدأت أتفاءل قبل أيام قليلة. لنتصور أن الدولة أعطت العشرة مليارات درهم للمتضررين الحاليين من الأزمة، كيف يمكن لها أن تستجيب لمن يمكن أن يتضرروا بعد ذلك خاصة أن لا أحد يمكنه في العالم تحديد حجم الأزمة؟. - هل الدولة استجابت كما يجب لمطالبكم؟ < لا، تفاوضنا حول العديد من الأشياء، و أعتبر أن ما حصلنا عليه معقول، باستثناء معايير اختيار الشركات التي تستفيد من المساعدة التي وضعتها الدولة، حيث شرطت ذلك بعدم حصول تسريح للعمال قبل الاتفاق، علما أن المسيرين الجيدين قلصوا عدد العاملين لديهم لأن الطلبيات تراجعت، و عموما هذه المعايير ليست ثابتة. - هل كنتم تفضلون أن تتبنى الدولة مقاربة مثل تلك التي اقترحها الوزير السابق عادل الدويري، أي منح مساعدات مباشرة للمقاولات ؟ < أعتبر أن مقاربة الدويري مهمة و ذكية، لكن لا أشاطره كل ما جاء به. أرسل إلي اقتراحاته، و ناقشت ما تضمنته من إيجابيات و سلبيات. أنا أعتبر أنه لا يجب أن نصاب بالرعب في ظل الأزمة، بحيث لا يفترض أن نعبىء كل ما لدى الدولة من أموال. يجب السير ببطء لأننا قد نوجد أمام قطاعات أخرى تصاب بأضرار. - في ظل الأزمة ندرك أن بعض القطاعات لم تقم بالتأهيل الواجب والاستثمارات الواجبة..هل الاتحاد العام لمقاولات المغرب يتبنى هذا الخطاب داخله؟ < خلال المجلس الأخير، ركزت على هذا الأمر، حيث قلت إنه يمكن أن نقوم بأكثر مما قمنا به. توجهت بهذا الخطاب لرؤساء الفيدرالية، وخاصة الفيدرالية الوطنية للسياحة، حيث لم ينجز العمل الذي كان يفترض أن يتناول التكوين، والناس لا يحبون الكلام الذي يثير مسؤولياتهم . إنهم يحبذون أن يسمعوا الكلام الذي يحث على مساعدتهم والتفاوض من أجلهم. - لماذا لم ندرك إلا متأخرين أن السياحة لا تعتني بالعاملين فيها، وبأن قطاع النسيج لم ينجز تموقعه الاستراتيجي، وأننا نبني اقتصادنا على نقل النشاط من بلدان أخرى بما لذلك من مخاطر..؟ < لا يجب التركيز على نقل النشاط و الاعتماد على الأشياء الصلبة المحلية. فعندما تحدثت خلال المجلس الأخير، حرصت على قول الحقائق كما هي، وانتقدت فيدرالية السياحية لأنها لم تقم بالتكوين. من السهل البكاء، لكن السائح لن يأتي لأنك تحتال عليه. لا يجب القضاء على الضيافة المغربية. لدينا العديد من الاختلالات، ففيدرالية السياحة بالكاد تتعدى ميزانيتها مليون درهم، بينما تصل ميزانية الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة إلى 18 مليون درهم. كيف تتقدم إذا كنت لا تؤمن في قطاعك ولا تبذل من أجله المال؟. أنا أقول ما أعتقده، فالحرب الطاحنة التي دارت في قطاع السياحة محزنة. المغرب يستحق أكثر من هذا. ألن تنتهي الحرب على رئاسة الفيدرالية؟. أنا عندما أرى الناس يقتتلون من أجل الوصول إلى الرئاسة أبدأ في طرح أسئلة حول حقيقة النوايا. - هل الباطرونا المغربية معبأة بشكل كاف في ظل الأزمة؟ < لم تكن كذلك إلى حدود معينة، لكنها بدأت تستشعر ذلك، بفضل الانتقادات التي دأبت على توجيهها. لم تكن معبأة لأننا كنا نقول لها إن الأمور على ما يرام، أنا لم أجدها معبأة في البداية، وبعضها كان يظن أن قطاعه يوجد في وضعية جيدة، لكن بفضل إلحاحنا و مواجهة بعض الفيدراليات للحقائق ، بدأ البعض يدرك أن الوضعية ليست على أحسن ما يرام. - ماذا أنتم فاعلون بعد مغادرة رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب؟ < سأظل في الاتحاد لمقاولات المغرب أساهم فيه. لدي مشاريع مهمة له و لبلدي . - هل أنتم قريبون من الهمة أو الماجيدي؟ < عرفت العديد من الناس وعملت مع الماجيدي في العديد من القضايا، وأعرف بدرجة أقل فؤاد عالي الهمة الذي استقبلناه في الكونفدرالية. لا أعتبر أن هذا الانقسام كما يجري الحديث عنه ذكي بالنسبة للمغرب، فحتى إن وجد لا بد أن يختفي.