اليوم الخميس يسدل الستار على انتخابات، بدون مفاجآت في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إذ لن يجد الجمع العام الانتخابي صعوبة في حمل الثنائي محمد حوراني ومحمد تامر، إلى كرسي الرئاسة، فقد كفت هذه الانتخابات عن أن تحبس الأنفاس، ما دام المرشح الوحيد، تكرس كخيار لا مفر منه، بعد انسحاب الثنائي محمد الشعيبي ويوسف العلوي. في الوقت الذي ظن المراقبون ورجال الأعمال أن الاتحاد أغلق قوس المرشح الوحيد، الذي جسده الرئيس الحالي مولاي حفيظ العلمي في الانتخابات السابقة، فإذا بالثنائي محمد الشعيبي ويوسف العلمي يعلنان انسحابهما من السباق كرد فعل على ما اعتبراه دعما تقدمه مجموعة «أونا» لمحمد حوراني، وهو الأمر الذي أثار نقاشا وسيناريوهات حول مآل الانتخابات..غير أن الاحتقانات التي كان يخشى من أن تنعكس على النتائج يوم الاقتراع، أوتفضي إلى الامتناع عن المشاركة في يوم الاقتراع، قد تمت معالجتها جزئيا في لقاء غير رسمي نظمه مولاي حفيظ العلمي بمنزله، حيث تم التركيز على دعم المرشح الوحيد، ورسم الثوابت التي يفترض أن تهتدي بها منظمة الباطرونا في الثلاث سنوات القادمة. النقاش حول الترشيحات غطى خلال الفترة القصيرة التي استغرفتها حملة الثنائي محمد حوراني ومحمد تامر، إذ لم يخرج الخطاب الذي توجه به إلى رجال الأعمال عن المألوف في نقاشاته، غير أنه التزم بمنح الاتحاد العام لمقاولات المغرب، رؤية ترنو إلى 2020، أي وضع تصور لما يجب أن يكون عليه المقاولون المغاربة في ذلك الأفق، حيث يفترض في تصوره أن يكون للاتحاد رأي في السياسات والبرامج القطاعية التي تطبق في المغرب. الثنائي سينكب على الكتاب الأبيض الذي قدمه الفريق الحالي الذي يقود الاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث يتطلع إلى إضافة محور له علاقة بالتصدير، خاصة في ظل العجز التجاري الذي يعاني منه المغرب، وما لذلك من تداعيات على ميزان الأداءات، في نفس الوقت الذي يتطلع إلى التقدم في الحوار الاجتماعي بما يسمح بحل المشاكل التي تراكمت في السنتين الأخيرتين، والعمل على تحقيق بعض المطالب الجبائية، خاصة تلك التي تمس المقاولات الصغرى والمتوسطة وتوضيح العلاقة مع الإدارة الضريبية، وتناول النقاط العالقة في مدونة الشغل..تلك من الملفات الملحة التي يفترض أن يتصدى لها الثنائي. وقد انصب النقاش خلال الحملة التي قادها الثنائي الساعي إلى رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على الظرفية الحالية التي تخترقها الأزمة العالمية، في نفس الوقت الذي تناول النقاش سوق الشغل والجباية والتصدير والعلاقة بين الفيدراليات والاتحاد و الدور الذي يفترض أن تضطلع به الاتحادات الجهوية، حيث أكد الثنائي في جميع اللقاءات على الرغبة في الاهتداء بمقاربة تشاركية تقوم على الإنصات لانتظارات مختلف الأعضاء والفيدراليات والاتحادات، وهو ما هدف إليه اللقاء الذي عقد أول أمس في الدارالبيضاء، حيث أريد منه إغناء برنامج الثنائي. يبدو أن وصول حوراني إلى رئاسة الاتحاد أصبح أمرا متحققا، غير أن الاهتمام سوف ينصب على نسب المشاركة، التي كانت ضعيفة في الانتخابات السابقة، ما دامت نسبة الغياب وصلت إلى 60 في المائة. الحضور المكثف سوف يعطي شرعية أكثر لرئيس، هو الذي سيكون عليه أن يعالج ملفات ساخنة في ظرفية تلح مطالب الباطرونا، خاصة مع الشروع في الإعداد لمشروع قانون مالية السنة القادمة.