يبدو أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يتجه، مرة أخرى، نحو المرشح الوحيد الذي ظن المراقبون وفريق من المقاولين أنه نجح في تفاديه في انتخابات الرئاسة. فقد أعلن الثنائي، محمد الشعيبي ويوسف العلوي، انسحابه من السباق على قيادة الباطرونا المغربية. وفاجأ محمد الشعيبي ويوسف العلوي المقاولين، الذين حضروا اجتماع مجلس إدارة الاتحاد العام لمقاولات المغرب يوم الخميس الماضي، بإعلانهما سحب ترشحهما لانتخابات رئاسة الاتحاد التي كان يفترض أن ينافسا عليها الثنائي محمد حوراني ومحمد تامر. وقد حاولت «المساء» ربط الاتصال بمحمد الشعيبي من أجل استجلاء دواعي القرار الذي تسرب خبره من الاجتماع الأخير، لكنها لم تتمكن من ذلك رغم الإلحاح، غير أن مصدرا مطلعا حضر الاجتماع أوضح أن الثنائي الشعيبي والعلوي اتخذ قرار الانسحاب من السباق كرد فعل على ما يعتبره دعما تخص به مجموعة «أومونيوم شمال افريقيا» (أونا) الثنائي الآخر، خاصة محمد حوراني. وبرر الشعيبي، حسب نفس المصدر، انسحابه من السباق بالرغبة في عدم مواجهة مجموعة «أونا»، بل إن التلميح إلى دعم قد تكون «أونا» تحيط به محمد حوراني تسبب في مشادة كلامية بين يوسف العلوي ومعتصم بلغازي الرئيس المدير العام ل«أونا». فقد أعلن الأول عن عدم الرغبة في مواجهة «أونا»، وما كان من الثاني إلا أن أوضح أن أول مجموعة اقتصادية خاصة في المغرب لم تعلن بعد عن نوايا التصويت تجاه أي من الثنائيين. ومن جانبه، أكد محمد حوراني ل«المساء» أنه ماض في سعيه إلى رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، معتبرا الحديث عن دعم مجموعة «أونا» له يرمي مروجوه من ورائه إلى تسميم الأجواء، وأشار إلى أنه يجهل ما إذا كانت «أونا» ستصوت لفائدته. وحسب مصدر قريب من حوراني، فقد أبدى هذا الأخير بعد إعلان الشعيبي والعلوي انسحابهما رغبته في أن يحذو حذوهما، معتبرا أن ترشحه جاء من أجل تفادي المرشح الوحيد، غير أنه تراجع، حسب نفس المصدر، بعد إلحاح من مقاولين يدعمونه. وقد انفض الاجتماع دون أن يتمكن الحاضرون من إقناع الثنائي الشعيبي والعلوي بالتراجع عن قرارهما المفاجئ، غير أن مصدرا أشار إلى أن اجتماعا عقد بعد ذلك من أجل حثهما على العدول عن إعلانهما الانسحاب، ضم بالإضافة إلى الشعبيبي والعلوي، مولاي حفيظ العلمي الرئيس الحالي للاتحاد العام لمقاولات المغرب وبعض رؤساء الفيدراليات. لكن إلى حدود يوم أمس الأحد مازال الثنائي مصرا على موقفه، ويرى البعض أن الأسبوع الجاري سيكون حاسما في ما إذا كان الشعيبي والعلوي سيمضيان فيما عقدا عليه العزم أم سيتراجعان ويعودان إلى حلبة السباق. واتخذ السباق نحو رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب منعطفا آخر يوم الثلاثاء الماضي حين قدم الثنائي محمد حوراني ومحمد تامر ترشيحهما، حيث بدأ الحديث عن مساهمة «أونا» في ترشح حوراني، على اعتبار أن هذا الأخير تقدم كمتصرف مدير عام لأحد فروع المجموعة، بينما يشغل في الحقيقة منصب رئيس فيدرالية تكنولوجيا الإعلام والرئيس المدير العام لHPS حيث كان انتسابه إلى فرع «أونا» في آخر لحظة تخريجة تمكنه من الامتثال لقوانين الاتحاد التي تفرض على المرشح لمنصب الرئيس أن يكون مسيرا لمقاولة عضو في الاتحاد لمدة ثلاث سنوات، والحال أن عضوية شركة حوراني في الاتحاد كانت بطريقة غير مباشرة عبر الجمعية التي يرأسها، مما كان سيحرمه من الترشح لولا ذلك الحل. وقد طرح نفس الأمر بالنسبة لمحمد تامر، رئيس الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، الذي اهتدى إلى حل مشابه. جاء انسحاب الثنائي الشعيبي والعلوي يوما واحدا بعد انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التي كان يرتقب أن تكون مطبوعة بتنافس حاد، يضفي على هذا الموعد تشويقا افتقده في آخر انتخابات قادت مولاي حفيظ العلمي إلى الرئاسة بعد أن تقدم كمرشح وحيد للرئاسة.