توج المرشح الوحيد، محمد حوراني، أول أمس الخميس، رئيسا للاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلفا لمولاي حفيظ العلمي.. لكن قراءة النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع الزجاجية، تشير إلى ضعف المشاركة التي ميزت هاته الانتخابات، وارتفاع عدد الأوراق البيضاء التي وصلت إلى مستوى قياسي.. فعدد الأصوات التي تتوفر عليها الهيئة الناخبة في الاتحاد العام لمقاولات المغرب يصل إلى 8634 صوتا، غير أن عدد الأصوات المعبر عنها لم يتعد 2611، ووصلت الأصوات التي أيدت محمد حوراني إلى 1830، بينما ارتفعت الأوراق البيضاء إلى 746، وبلغت الأصوات الملغاة 35 صوتا. رجال الباطرونا كظموا الخلافات التي ثارت حول ترشح الثنائي محمد حوراني ومحمد تامر وانسحاب الثنائي محمد الشعيبي ويوسف علوي، لكنهم لم يستطيعوا تجاوزها يوم الاقتراع، وهو ما عكسته الأوراق البيضاء وضعف المشاركة، مما يعني أن اللقاء غير الرسمي الذي دعي إليه أعضاء مجلس الإدارة بمنزل مولاي حفيظ العلمي وذاك الذي احتضنه أحد فنادق الدارالبيضاء يوم الثلاثاء الماضي والذي شهد حضور الرؤساء السابقين للاتحاد، لم يفضيا سوى إلى صيانة المظاهر والحفاظ على ماء وجه الباطرونا، كما يؤكد ذلك بعض الذين شهدوا الاقتراع. في ظل الأزمة الحالية، يفترض أن يتوجه الرئيس المنتخب إلى تناول الملفات التي تحفز الاستثمار وتوفير مناخ ملائم للمبادرة، لكن يبدو أنه سيتوجب على حوراني أن يكرس الكثير من الجهود، في الشهور المقبلة، لرص صفوف الباطرونا المغربية من أجل تجاوز الانقسامات التي تخترقها، خاصة في ظل وجود ملفات فتحت بالكاد في الولاية السابقة وإلحاح انتظارات ومطالب رجال الأعمال والفيدراليات بمناسبة إعداد مشروع قانون مالية السنة القادمة، وهو ما سيفرض على الرئيس الجديد، حسب أحد أعضاء مجلس الإدارة، التوفر على الكثير من الجاذبية وفتح قنوات الاتصال مع السلطات العمومية والانفتاح أكثر على الغاضبين من رجال الأعمال. حوراني حرص على الاعتراف بما قام به سلفه مولاي حفيظ العلمي، هذا الأخير الذي وثق بالصوت والصورة السنوات الثلاث التي قضاها على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب. غير أن حوراني شدد، خلال حملته، على ضرورة إضفاء مهنية أكبر على الاتحاد وتصويب ما اختل في عمل اللجان والاهتمام بالاتحادات الجهوية والمقاولات الصغرى والمتوسطة والجباية ومدونة الشغل، حيث سيتم العمل على جبهات متعددة والتركيز على الأوراش الملحة.