بعد مسيرة فنية حافلة بإخراج مجموعة من الأفلام، يقر المخرج المغربي، حسن بنجلون، بإنتاج ثلاثة أفلام تتناول موضوع المرأة في المجتمع المغربي، على مستوى الحقوق والتقاليد والدور المنوط بها، كفاعل أساسي إلى جانب الرجل. وقال بنجلول في تصريح لملحق "مساواة" إنه تطرق إلى موضوع حقوق المرأة ومعاناتها وما تؤديه من أدوار في المجتمع، في ثلاثة أفلام، هي "محاكمة امرأة"، و"شفاه الصمت"، و"للأزواج فقط"، مؤكدا أن واقع المرأة في المغرب يحتاج إلى مزيد من الأعمال الإعلامية والسينمائية لمواكبة التحولات، التي عرفتها المرأة المغربية، خلال السنوات الأخيرة. وأضاف بنجلون، الذي تتصف أعماله بالجرأة في التطرق إلى وضعية النساء المغربيات، أن أعماله تناولت ظواهر قانونية واجتماعية وسياسية، تكبل حرية المرأة وتحرمها من حقوقها في مجتمعنا، من قبيل منع المرأة من الحصول على جواز سفر دون ضمانة الرجل، وعدم السماح أيضا للأم بإدخال ابنها في جواز السفر، أو منحه جنسيتها، ومنعها من السفر دون موافقة الزوج، وغير ذلك من القيود، التي تبين في ما بعد أنها كانت أغلالا تكبل معاصم الجنس اللطيف في بلادنا. وأضاف بنجلون أن "هناك، أيضا، ظاهرة لوم المرأة في المجتمع عن كل خلل، وإلحاق المسؤولية بها في حالة الفشل والعجز"، ضاربا المثل بظاهرة العقم، التي تلام فيها المرأة، حتى وإن كان الرجل عقيما، أو هما معا، وهو موضوع تطرق إليه فيلم "شفاه الصمت"، الذي سلط الضوء على معاناة النساء في حالة عدم الإنجاب، سواء بسبب إصابة الزوجة بالعقم أو بسبب زوجها العقيم، وتسببت هذه حالة في تدمير نفسية ومستقبل آلاف النساء المغربيات، اللاتي ينظر إليهن المجتمع بعين ناقصة، واضعا إياهن وراء قضبان التقاليد والعادات، التي لم تجلب لهن إلا الدمار النفسي والانحطاط، دون مبرر شرعي أو إنساني. وحول الوضع الراهن للمرأة، أكد المخرج المغربي، أنه "سعيد جدا" بصدور مدونة الأسرة، التي "وضعت حدا لسلسلة من التجاوزات في حق المرأة، من قبيل إجبارها على شراء الطلاق، أو تركها وأولادها دون نفقة، أو ضربها". وبخصوص صورة المرأة المغربية في السينما المغربية، أشار بنجلون إلى أن السينما، في بعض الأوقات، كانت متقدمة على الواقع، ووجهت رسائل من خلال أعمال فنية، تدعو إلى ضرورة تمكين المرأة من كافة حقوقها، لكن، في الوقت الراهن، وبعد التطور الحاصل في المجتمع، يشدد بنجلون على ضرورة تحلي الأعمال السينمائية والتلفزيونية بمزيد من الجرأة، وبذل جهد أكبر لمسايرة الحقوق التي تتأتى للنساء على أرض الواقع، ضاربا المثل بحضور المرأة في العمل السينمائي. وقال "في الوقت الذي أجري فيه تصوير فيلم جديد، هناك الآن، في القاعة التي نشتغل فيها، ثلاث رجال وتسعة نساء"، وأضاف أن المرأة المغربية أصبحت حاضرة في كل المجالات، وتعمل بجد، مشيرا إلى أنه يجب، في الوقت ذاته، الانتباه إلى الانتهاكات، التي تقع، مثل الاستغلال الجنسي للمرأة، وإجبارها على العمل بأجور زهيدة، وإخضاعها للتهديد بأساليب مقيتة، سواء في العمل، أو الشارع، أو البيت. وأضاف بنجلون، بهذا الشأن، أن "المرأة تعرض كسلعة رخيصة في عدد من الأعمال الإعلانية والإشهارية، ويجب الحد من هذه الظاهرة، بتحريك جمعيات تعنى بكرامة المرأة وحقوقها". ودافع بنجلون عن المساواة بقوله "لا يوجد هناك مجال محدد يعتبر رافعة لدعم المرأة وتعزيز مكانتها، وإنما كل المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية يجب أن تدعم فيها المرأة، لتحصل على حقوق كاملة وغير منقوصة". ووجه رسالة إلى الرجل داعيا إياه إلى احترام المرأة احتراما حقيقيا وكاملا.