تتميز السينما المغربية ، ذات المقاس الطويل (35ملم)، بعد خمسين سنة من تجربة العطاء والإنتاج بكونها سينما ذكورية بامتياز ، وإن كان ذلك على مستوى التشخيص، أو على مستوى التقنيات، أو على مستوى الإخراج والإنتاج، أو على مستوى الكتابة السينارستية. وبالتالي، لم تبدأ المرأة المغربية الإخراج السينمائي إلا مع بداية سنوات الثمانين من القرن العشرين ، وبالضبط مع فيلم « الجمرة» لفريدة بورقية سنة 1982م. بيد أن أول حضور للمرأة الممثلة كان في سنة 1968م مع الممثلة ليلى الشنا في فيلم» الحياة كفاح» ، والذي أخرجه محمد التازي بن عبد الواحد وأحمد المسناوي. أما المرأة التي كتبت أول سيناريو سينمائي مغربي طويل، فهي الكاتبة حفيظة العسري ، وذلك عام 1979م أثناء الاشتغال على فيلم» أين تخبئون الشمس؟» للمخرج المغربي عبد الله المصباحي. وإذا انتقلنا إلى مجال التصوير السينمائي ، والذي كان حكرا على الأجانب على سبيل الخصوص، فإن أول مصورة سينمائية مغربية هي نادية سعيد في فيلم « أمينة» للمخرج محمد التازي بن عبد الواحد سنة 1980م. في حين ، كانت عتيقة الطاهري أولى مونتيرة مغربية تهتم بالتركيب والمونتاج كما في فيلم» الحال» ، والذي أخرجه أحمد المعنوني سنة 1981م. أما إيمان المصباحي فهي المخرجة المغربية الوحيدة التي اهتمت بتوزيع الأفلام السينمائية المغربية. وعليه، فالمرأة المغربية كان لها حضور بارز داخل السينما المغربية منذ الستينيات من القرن الماضي إلى غاية العقد الأول من الألفية الثالثة تشخيصا وتصويرا وكتابة وإخراجا وإنتاجا، وإن كان حضورها على مستوى التمثيل والتشخيص بدرجة أكثر ولافت للانتباه بالمقارنة مع حضورها في المجالات الفرعية الأخرى للصناعة السينمائية كالإخراج والتصوير والمونتاج والإنتاج... المرأة والتشخيص السينمائي كان أول حضور للمرأة في الأفلام السينمائية المغربية الطويلة ? كما قلنا سالفا- منذ فترة الستينيات من القرن العشرين مع الممثلة ليلى الشنا ، وذلك في فيلم» الحياة كفاح» ، والذي أخرجه محمد التازي بن عبد الواحد سنة 1968م. ومن هذه اللحظة المشهودة فنيا وجماليا وسينماتوغرافيا، صار للممثلة المغربية مشاركة مكثفة وبارزة في معظم الأفلام المغربية سواء أكان ذلك من خلال أدوار البطولة أم من خلال الأدوار الثانوية أم من خلال أدوار الكومبارس. ولم تعد الممثلة المغربية هاوية فقط تعتمد على قدراتها الذاتية وتمثل نصائح الآخرين، بل أصبحت فنانة واعية ومحترفة فنيا في مجال الفن السابع، لها باع ثقافي وعلمي مهم في مجال السينما اكتسبته عبر ممارسة فن المسرح، أو بواسطة حضورها في الورشات التكوينية أو التدريبية في ميدان السينما ، أو بعد تخرجها من معاهد فنية مغربية أو أجنبية . ومن أهم الممثلات اللواتي كان لهن حضور في السينما المغربية ، نذكر على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر والتقييد: ليلى الشنا، وفاطمة الشيخ، وحبيبة المدكوري، ورشيدة أفزار، ونعيمة يسري، وفاطمة الركراكي، ونزهة الركراكي، وخديجة مجاهد، وجميلة الأيوبي، وعائشة ساجد، وعائشة سعدون، ومليكة مسرار، وأمينة رشيد، والزهرة فايزة، وبديعة ريان، ونعيمة المشرقي، وعائشة التهامي، وميا الرمال، ونجدة صباح، وفاطمة الساهلي، ونادية أطبيب، والشعيبية العذراوي، وسعاد التهامي، وابتسام المطلب، وحدهوم بنت بوعزة، والباتول البوعناني، ورشيدة مشنوع، وسعاد صابر، وسلوى الجوهري، ومليكة العمري، وزهرة العمري، وصفية الزياني، وسعاد الرواس، وخديجة الخمولي، وثريا جبران، وصوفيا الهادي، ورشيدة العلوي، وسناء العلوي، ونعيمة بنسعيد، وزهرة أوباها، وعائشة الصفريوي، وخديجة بودرية، وسعاد حميدو، وماجدة بدر الدين، وزكية الطاهري، وفاطمة وشاي، ونهاد أشهبار، وفاطمة تالبانات، وسلمى الشدادي، وفاطمة السوسي، وزاهية زهري، وريم شماعو، وإلهام لوليدي، وأمل الستة، وخلود، ومريم الراوي، وفضيلة بنموسى، ونوال وداد، وسهام أسيف، وأمل شبلي، وحنان زهدي، وسناء مزيان، وسناء قمري، ورشيدة السعودي، وإيمان الرغاي، وعائشة ماه ماه، وحفيظة قسوي، وفاطمة الزهراء إبراهيمي، ونزهة رحيل، وفاطمة عاطف، وهاجر المصدوقي، وسناء عكرود، وحنان نزار، وكوثر الوزاني، وجيهان كمال، ومرجانة العلوي، وفاطمة العياشي، وسليمة بنمومن، ونبيلة بركة، وبهيجة هشامي، وريم طاود، ونادية العلمي، وعالية الركاب، وزهور السليماني، وثريا العلوي، ونعيمة إلياس، ومونيا عصفور، ورشيدة براكني، وفاطمة العيساوي، وليلى الأحياني، وهدى الريحاني، وسميرة نور، ومليكة حمومي، وبشرى شرف، وليلى بلعربي، وبشرى إيجورك، ومنى فتو، وأمل عيوش... بيد أن الممثلات المتميزات سينمائيا في المغرب نذكر منهن: ثريا جبران، ومنى فتو، وأمل عيوش، وثريا العلوي، وأمينة رشيد، وسناء عكرود، ولطيفة أحرار، وفاطمة خير، ونعيمة المشرقي، وبشرى إيجورك، وسامية أقريو، ونعيمة إلياس، وماجدولين... المرأة والإخراج السينمائي لم تقتصر السينما المغربية على المخرجين الذكور فحسب (أكثر من أربع وستين 64 مخرجا)، بل نجد مجموعة من المخرجات الإناث ، ويبلغ عددهن عشرة (10) حسب تحرياتنا الفيلموغرافية ، وهن: فريدة بورقية، وفريدة بنليزيد، ونرجس النجار، وليلى المراكشي، وياسمين قصاري، وإيمان المصباحي، وليلى الكيلاني، وزكية الطاهري، وسعاد البوحاطي، وفاطمة جبلي الوزاني. وهن مخرجات، يمثلن في الحقيقة، المرأة المغربية الواعية خير تمثيل على الصعيد السينمائي فنيا وجماليا وثقافيا، ويدافعن عن المرأة أيما دفاع عبر حضورهن المعرفي والوجودي والفني المتميز في الساحة الثقافية السينمائية المغربية بصفة خاصة والساحة السينمائية العربية والدولية بصفة عامة. وتعد فريدة بورقية المخرجة المغربية الأولى التي تخرج فيلمها السينمائي الطويل ، وذلك سنة 1982م تحت عنوان» الجمرة». ويتخذ هذا الفيلم طابعا اجتماعيا قائما على فكرة الانتقام على غرار الأفلام الهندية المعروفة بحبكتها الدرامية المتأزمة، وأحداثها الصراعية، ومشاهدها الحركية. وبعد ذلك، لم تنتج فريدة بورقية سوى الأفلام التلفزية للقناتين المغربيتين: الأولى والثانية. وبالتالي، فقد ابتعدت عن إنتاج الأفلام السينمائية، وربما يكون ذلك راجعا إلى غياب الدعم المشجع، وقلة الإمكانيات المادية والمالية. لكن فريدة بنليزيد ستنتج خمسة أفلام سينمائية طويلة ما بين1987و2007م. وبذلك، تكون هي المخرجة الأكثر إنتاجا في المغرب، وتأتي بعدها نرجس النجار بثلاثة أفلام. بينما المخرجات الأخريات لم ينتجن سوى فيلم واحد كفاطمة جبلي الوزاني، وإيمان المصباحي، وياسمين قصاري، وليلى المراكشي، وسعاد البوحاطي، وزكية الطاهري. ومن ثم، يبلغ عدد الأفلام المنتجة من قبل المخرجات المغربيات ستة عشر (16) فيلما من مائة وواحد وتسعين ( 191 ) فيلم مغربي أنتج من سنة 1958 إلى سنة 2008م حسب إحصائيات نشرة المركز السينمائي المغربي. وبناء على ما سبق، فإن من أهم أفلام فريدة بنليزيد فيلم « باب السماء مفتوح» ، وقد أنتجته سنة 1987م. ويتخذ الفيلم طابعا صوفيا روحانيا تتقابل فيه الدنيا والآخرة، والجسد والروح، والحياة والموت. أما فيلم «كيد النساء» ، والذي أنتجته سنة 1999م، فيتخذ بدوره طابعا اجتماعيا يتناول مفهوم الكيد الرجالي من خلال حكاية شعبية أسطورية تراثية. هذا، وستركز فريدة بنليزيد عدستها التصويرية مرة أخرى في فيلمها» الدارالبيضاء يا الدارالبيضاء» ، والذي أخرجته عام 2002م، عن الموضوع الاجتماعي من خلال تناول اختفاء البنت عائشة في مدينة كبرى كالدارالبيضاء. و سيسبب هذا الاختفاء المفاجئ لأبيها « با لحسن» معاناة مأساوية خطيرة، ستقض مضجعه كثيرا بعد العثور على « لمياء» ، وهي صديقة عائشة، جثة مطروحة في أحد أركان المدينة. وتنتقل فريدة بنليزيد من فضاء الدارالبيضاء إلى فضاء طنجة في فيلمها» خوانيتا بنت طنجة»، والذي أنتجته سنة 2005م، لالتقاط عوالم نسائية متعددة تجسد علاقة الأنا بالآخر، وتحيل رمزيا على كينونات حضارية متعايشة ومتقابلة ومتصارعة في نفس الوقت من خلال التشديد على الحرية والحب والوفاء. وداخل هذا الفضاء الشمالي، تصور المخرجة فريدة بنليزيد فيلمها الخامس»طريق العيالات» سنة 2007م للتعبير عن مشاكل المرأة المغربية على المستوى الأسري كمعاناتها من ضياع الزوج في السجن بسبب المتاجرة في المخدرات، و اغتراب الابن ذاتيا ومكانيا ، وهجرته بطريقة غير شرعية إلى الضفة الأخرى. وعلى أي حال، ففريدة بنليزيد تتعامل كثيرا مع المواضيع الاجتماعية بواسطة استحضار المرأة المغربية ، والدفاع عن حقوقها الطبيعية والشرعية، والمنافحة عن مكتسباتها القانونية، والثورة على الرجل الظالم و المستبد. ولم تكتف هذه المخرجة المتميزة بالمتخيل الواقعي الاجتماعي، بل انتقلت للتعبير عن المتخيل الحضاري والمتخيل الشعبي والأسطوري. أما إذا انتقلنا إلى المخرجة المغربية نرجس النجار، فقد أثار فيلمها الجريء « العيون الجافة»، والذي أنتجته سنة 2002م، كثيرا من النقد؛ لكونه يتناول موضوع الدعارة في جبال الأطلس المتوسط من خلال رؤية نقدية اجتماعية قائمة على الاحتجاج والرفض والاستنكار والاستهجان. في حين ، يصور فيلمها الثاني « برابول» (2003م) هوس المرأة بالتلفزة هوسا جنونيا، والاختلاء بالشاشة السحرية من أجل إشباع الرغبات الدفينة الشعورية واللاشعورية. بيد أن في فيلمها الثالث» انهض يا مغرب»، والذي أنتجته سنة 2006م، فقد عبرت فيه عن الشعور الوطني عن طريق تحبيك حدث درامي يتعلق بكرة القدم. وتتناول فاطمة جبلي الوزاني في فيلمها» في بيت أبي» (1997م) موضوعا اجتماعيا حساسا يتمثل في تحبيك عقد درامية حول بكارة المرأة قبل الزواج عبر استحضار حكايات وقصص ومرويات نسائية بهذا الصدد. أما إيمان المصباحي في فيلمها» جنة الفقراء»(2002م)، فتتناول بعدستها التصويرية قضية العنصرية في بلاد المهجر على ضوء رؤية حضارية انتقادية موضوعية. في حين، نجد ياسمين قصاري ترصد في فيلمها الاجتماعي» الراقد»(2004م) مأساة امرأة حامل يغادرها زوجها للعمل في بلاد الغربة. ولكن غيبته ستطول كثيرا؛ مما سيؤثر سلبا على المرأة والجنين على حد سواء. وتعالج ليلى المراكشي في فيلمها « ماروك»(2005م) قضية فتاة مراهقة تعاني من الحب الرومانسي الجامح . بيد أنها ستواجه قيود الواقع وسلطة الأنا الأعلى المتمثلة في الوالدين وأفراد الأسرة وتقاليد المجتمع. وتخرج ليلى الكيلاني فيلمها الوثائقي « أماكننا الممنوعة» سنة 2008م من خلال التركيز على سنوات الرصاص، واستعراض نتائج مرحلة المصالحة مع الماضي عبر استجواب عائلات مغربية تعرضن للظلم والعسف والجور. وهنا، تقوم الذاكرة بدور هام في تسليط الأضواء على الأحداث التي عاشها المغاربة إبان سنوات القمع والجمر. ويظهر الجانب الاجتماعي أيضا واضحا وأكيدا في فيلم « فرنسية» (2008م) لسعاد البوحاطي، والذي تتناول فيه المخرجة قضية المهاجرين المغاربة في أوروبا ، وصعوبة اندماج الجيل الثاني في مجتمعهم الأصلي. وهناك مخرجة جديدة ، وقد ظهرت مؤخرا في الساحة السينمائية المغربية ، وهي المخرجة زكية الطاهري التي أخرجت فيلم « رقم واحد» «number one « سنة 2008م ، و تعالج فيه علاقة الرجل بالمرأة على ضوء مستجدات مدونة الأحوال الشخصية المغربية ضمن قالب الكوميديا الاجتماعية، منددة بالظلم الذي يمارس على المرأة بدون حق قانوني أو وجه شرعي. وما يلاحظ على هذه الأفلام النسائية أنها في جوهرها ذات طابع واقعي اجتماعي، وأن فيها دفاعا مباشرا أو غير مباشر عن المرأة المغربية المهضومة الحقوق، والتي تعاني كثيرا في مجتمع منحط ومحبط وموبوء على جميع الأصعدة والمستويات، تدهورت فيه مجمل القيم الإنسانية الأصيلة، وحلت محلها القيم الكمية الدنيئة. المرأة وكتابة السيناريو من الطبيعي في المغرب أن يكون مخرج الفيلم في الغالب هو الذي يكتب السيناريو ، ويسهر على تأليف مشاهده، وتركيب لقطاته، وتنضيد لوحاته السينمائية. ومن هنا، كانت المخرجات المغربيات هن اللواتي يسهرن بحق وحقيق على الإخراج وكتابة السيناريو السينمائي على حد سواء كفريدة بورقية ، وفريدة بنليزيد، ونرجس النجار، وليلى المراكشي، ، وياسمين قصاري... باستثناء البعض منهن كحفيظة العسري، ورشيدة بوجدرة، وفاطمة شبشوب...اللواتي أعطين اهتماما كبيرا لكتابة السيناريو على حساب الإخراج السينمائي. المرأة والتوضيب السينمائي من المعروف أن الصناعة السينمائية لها فروع كثيرة من حيث تشعب تخصصاتها، وتعدد مهنها، وكثرة مسالكها، ودقة تقنياتها. لذا، تحضر المرأة المغربية إلى جانب شريكها الرجل في مجال إعداد المونتاج ، والاهتمام بالتوضيب السينمائي تقطيعا وتركيبا لخلق إيقاع الفيلم من حيث البطء والتسريع ، أو إيجاد نسق تركيبي خاص للفيلم للحفاظ على تسلسله كما في الأفلام المغربية الكلاسيكية، أو إبداع صيغ جمالية وفنية عن طريق خلخلته انحرافا وانزياحا ، وذلك بالخروج عن المعتاد والمألوف كما في الأفلام المغربية الحداثية. ومن أهم المتخصصات في مجال التوضيب السينمائي نستحضر كلا من : السعدية ناصف، ومريم عمريوي، وفاطمة مساعد، وغزلان أسيف، وليلى دينار ، وكاهنة عطية، ومفيدة التلاتلي، ونعيمة السعودي... المرأة وتقنيات الصوت والموسيقى اهتمت المرأة المغربية إلى جانب التصوير والإخراج، وكتابة السيناريو، و إعداد المونتاج، بتقنيات التصويت سواء على صعيد تنضيد الأصوات ، والتحكم فيها فنيا وجماليا ، أو الاهتمام بالموسيقى على صعيد المكساج أو أثناء وضع الموسيقى التصويرية الداخلية. ومن أهم المتخصصات في مجال تقنيات الصوت نذكر على سبيل التمثيل: عائشة حسني، ونجاة عمري... المرأة والتصوير السينمائي ثمة العديد من الفاعلين والتقنيين والخبراء المغاربة في مجال التصوير السينمائي الذين ساهموا بجدية في إخراج الفيلم المغربي ، وتصوير لقطاته المشهدية، ونقل الصور لتقديمها للمشاهدين سواء داخل المغرب أم خارجه. وإذا كان التصوير السينمائي حكرا على الذكور المغاربة والأجانب، فإن للمرأة المغربية حضورها الفني والجمالي والتقني. ومن المصورات المغربيات اللواتي أغنين السينما المغربية على مستوى التقني نستدعي: نادية سعيد، ، وفاطمة الرواس، وميادة سيسمان... المرأة والنقد السينمائي من المعروف أن النقد السينمائي المغربي نقد ذكوري بامتياز، ولكن ثمة ناقدات قدمن الشيء الكثير للنقد السينمائي المغربي من خلال كتبهن المطبوعة ، ومقالاتهن الصحفية، وحضورهن في النوادي النقدية السينمائية إما كعضوات و مشرفات وإما كناقدات و صحفيات إعلاميات. ومن أهم الناقدات المغربيات في المجال السينمائي لابد من استحضار: أمينة بركات مستشارة سابقة بمكتب « اتحاد نقاد السينما بالمغرب» ، والتي كتبت الكثير من المقالات النقدية، وصباح بنداود ، والتي كانت أيضا مستشارة بمكتب « اتحاد نقاد السينما بالمغرب»، ودبجت العديد من المقالات النقدية في السينماتوغرافيا ، ولا ننسى فتيحة زريعي صاحبة كتاب» مفهوم المختبر السينمائي المغربي» الذي نشر سنة 2004م. ويبدو لنا من كل هذا أن حضور المرأة الناقدة في الساحة الثقافية السينمائية المغربية ضئيل جدا، مادام أن عدد الناقدات السينمائيات يعد على الأصابع. وبالتالي، فلم يطبع من الكتب السينمائية النسوية سوى كتاب واحد للناقدة فتيحة زريعي. مهرجانات سينما المرأة يعرف المغرب كل سنة مهرجانات سينمائية متنوعة تستدعى فيها المرأة باعتبارها ممثلة أو مخرجة أو ناقدة أو كاتبة سيناريو أو مكلفة بتقنيات الفن السابع من أجل تشجيعها وتقديرها و تكريمها أو الإشادة بها مدحا وتنويها وتحفيزا. بيد أن أهم مهرجان متخصص في سينما المرأة هو « المهرجان الدولي لسينما المرأة بسلا» ، وهو من تنظيم جمعية أبي رقراق بتعاون ودعم من عدة مؤسسات عمومية وخاصة . وقد انعقدت دورته الثالثة في 28 سبتمبر من عام 2009م بعرض أفلام من إخراج نسائي أو طرح أفلام تعالج قضايا المرأة سواء أكان ذلك من قريب أم من بعيد. كما احتفى المهرجان في دوراته الثلاث بمجموعة من المخرجات السينمائيات كليلى الكيلاني،وإيمان المصباحي، وفريدة بورقية، وفريدة بنليزيد ، وفاطمة الجبلي الوزاني ، وياسمين قصاري، وليلى المراكشي ، ونرجس النجار، وسعاد البوحاطي، وزكية الطاهري . خاتمة تلكم نظرة عامة حول سينما المرأة في المغرب، ولكن مازالت هذه السينما في بداياتها الأولى كما وكيفا. وإن كنا نرى زخما كبيرا من الممثلات المغربيات اللواتي يقبلن على فن التشخيص السينمائي عن حب وهواية أو تكوين. بيد أن دور المرأة في السينما المغربية ، ولاسيما الدور البطولي ، يغلب عليه الإغراء الجسدي ، والغواية الشبقية، والإثارة الجنسية . وكل ذلك من أجل جذب المشاهد المغربي شدا ، ودغدغة عواطفه شعوريا ولاشعوريا، مع السعي المحموم من أجل تحقيق الأرباح المادية، ولو كان ذلك على حساب القيم الأصيلة والأخلاق الفاضلة والخلال الإسلامية النبيلة. وفي الأخير، إذا تفحصنا السينما المغربية من النظرة الأولى، فنجد أنها مازالت سينما ذكورية بامتياز على الرغم من تميز المرأة على صعيد الإخراج وكتابة السيناريو والتوضيب التقني. زد على ذلك، فأغلب الأفلام التي أنتجتها المخرجات المغربية ذات طابع واقعي اجتماعي وكوميدي، يتم التركيز فيها على موضوع المرأة في علاقتها الجدلية مع الرجل ، من خلال إفصاح الأنثى عن مشاكلها الذاتية والموضوعية عبر تفتيق مكنونات الوعي ، و استنطاق خبايا اللاوعي، والدفاع عن حقوقهن الطبيعية والمكتسبة، والوقوف في وجه سلطة الرجل المتغطرس قوامة ورجولة وفحولة.