أعلنت السلطات الباكستانية، يوم حداد على 43 قتيلا راحوا ضحايا العملية التفجيرية التي هزت أمس الآربعاء، مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند بجنوب باكستان وصف ب "الأعنف" الذي تشهده البلاد منذ أعوام.ووقع الهجوم الدامي الذي أسفر أيضا عن إصابة أكثر من 60 شخصا آخر بجروح وفقا لآخر حصيلة رسمية في وقت كان الآلاف من الشيعة يحيون ذكرى عاشوراء. وقام شخص بتفجير نفسه أمام موكب شيعي على طريق رئيسي في مدينة كراتشي و هذا رغم التعزيزات الأمنية التي نشرتها السلطات الباكستانية أيام قبل الاحتفال بعاشوراء حيث رفعت مستوى التأهب الأمني في مختلف أنحاء البلاد تحسبا لوقوع أعمال عنف طائفية. وللغرض نفسه، جرى نشر تعزيزات أمنية إضافية حول المساجد وأماكن العبادة بالإضافة إلى الاستعانة بالقوات شبه العسكرية في المدن والبلدات الحساسة من الناحية الأمنية. وعلى اثر هذا الاعتداء أدان رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، العملية التفجيرية داعيا الزوار الشيعة من مواطنيه إلى إلغاء احتفالاتهم. من جهته، أعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك حالة الطوارئ في كافة مستشفيات كراتشي قائلا إن "الأطباء يبذلون جهودا كبيرة لإنقاذ حياة الجرحى. والوضع قاتم للغاية". ودعا إلى التزام الهدوء وناشد علماء الشيعة بإلغاء موكبي11 و12 من محرم لتجنب وقوع أي حوادث مماثلة كما أمر أجهزة الأمن بتشكيل فريق مشترك للتحقيق والقبض على الجناة وتقديمهم أمام العدالة. و يعتبر هذا الهجوم الثالث من نوعه على مواكب عاشوراء في باكستان هذا العام حيث فجر انتحاري نفسه في مسجد شيعي في الجزء الباكستاني من كشمير ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص كما أدت تفجيرات عبوات ناسفة إلى إصابة 17 شخصا في هجوم ثاني في كراتشي في اليوم ذاته. وذكرت تقارير إعلامية أن التفجير أدى إلى أعمال شغب في كراتشي العاصمة المالية لباكستان حيث قام عدد من الشيعة الغاضبين بأعمال تخريب ورشقوا سيارات الإسعاف بالحجارة وأضرموا النار في السيارات والمحلات التجارية وأطلقوا عيارات نارية في الهواء ما دفع السلطات إلى توجيه نداءات للهدوء. وعمل رجال الإطفاء حتى وقت متأخر من الليل على إطفاء حريق كبير في الأسواق القريبة من مكان الهجوم أمام أعين التجار الذين وقفوا عاجزين مما دفع بعلماء الشيعة إلى إطلاق نداءات من المساجد طالبوا فيها المحتجين الغاضبين بعدم الانخراط في أعمال العنف. وكان انفجار وسط موكب شيعي في مدينة كراتشي العاصمة التجارية لباكستان أسفر عن سقوط 25 قتيلا وإصابة العشرات بجروح، في ثالث هجوم من نوعه منذ انطلاق الاحتفالات بيوم عاشوراء. ووقع الانفجار رغم التدابير الأمنية الصارمة التي فرضتها السلطات الباكستانية حيث جند الآلاف من قوات الأمن لتفادي وقوع هجمات مسلحة أو تفجيرات تستهدف مواكب الشيعة في الاحتفالات بعاشوراء. ويأتي هذا الانفجار بعد يوم من تفجيرين وقعا استهدف أحدهما مئات الشيعة المحتفلين بعاشوراء في المنطقة الخاضعة للإدارة الباكستانية من إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. ووقع الانفجار الثاني في كراتشي وأسفر عن إصابة 17 شخصا. كما لقي تسعة مسلحين من عناصر حركة طالبان مصرعهم وأصيب أربعة عشر بجروح في قصف جوي شنته القوات المسلحة الباكستانية,على معاقل لحركة طالبان في مقاطعة أوركزاي بالحزام القبلي المحاذي للحدود الأفغانية. وأوضحت مصادر عسكرية أن القوات المسلحة استخدمت الطائرات الحربية في القصف, مشيرة إلى أن عمليات القصف أسفرت كذلك عن تدمير معقل هام للمسلحين في منطقة أوركزاي السفلى وسبع سيارات ومخزن وقود للمسلحين. وفي مدينة هانجو المجاورة للحزام القبلي, لقي أربعة مسلحين مصرعهم في حادث انفجار سيارة مفخخة كانوا يتنقلون بها لاستخدامها في شن عملية انتحارية بالمنطقة. من جهة أخرى, قالت مصادر أمنية في مدينة كوهات بإقليم الحدود الشمالي الغربي إنها تمكنت من إلقاء القبض على أكثر من ستين شخصا من العناصر التي يشتبه في صلتها بالجماعات المتطرفة, وذلك خلال عملية تمشيط شنتها في المدينة تحسبا لوقوع أعمال إرهابية.