اعتقلت السلطات الإيرانية العشرات من أنصار ورموز التيار الإصلاحي عقب اندلاع أعمال عنف إثر نزول أنصار مرشح الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي إلى شوارع طهران أول أمس احتجاجا على إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية. ونقلت وكالة رويترز عن محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق قوله إنه جرى اعتقال أكثر من مائة شخصية إصلاحية من منازلهم، وتوقع حدوث اعتقالات أخرى. وقد أكدت مصادر في التيار الإصلاحي حدوث اعتقالات واسعة في صفوفها، خاصة من حزب جبهة المشاركة الإصلاحية. وأشارت عدة تقارير إلى أن أبرز المعتقلين محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، إضافة إلى عبد الله رمضان زادة المتحدث السابق باسم حكومة خاتمي ومصطفى تاج زادة، وزهراء إشراقي حفيدة الإمام الراحل الخميني، وعدد آخر من الشخصيات البارزة. كما أن بعض وسائل الإعلام التابعة للمحافظين قالت إن ما حدث من احتجاجات أول أمس كان أمرا مدبرا، وأنه على هذا الأساس تمت حملة الاعتقالات، حيث ألقت الشرطة القبض على العديد من المحتجين وضربت بعضهم بالهراوات. وقد تواصلت الاحتجاجات في طهران أمس، وذكرت التقارير من طهران إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين أمام مبنى وكالة الأنباء الإيرانية. وشهدت العاصمة الإيرانية احتجاجات واضطرابات أول أمس وصفت بأنها الأكبر منذ الثورة الإسلامية عام 1979 ، وذلك في أعقاب إعلان فوز نجاد بولاية رئاسة جديدة. واشتبك آلاف الأشخاص مع الشرطة أثناء احتجاجات نظمها أنصار مير حسين موسوي، وهو أقرب المنافسين لأحمدي نجاد، حيث شكك المحتجون في نتيجة الانتخابات. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز والهراوات لتفريق المحتجين، وطاردت عددا منهم في الشوارع والميادين التي تجمعوا بها. كما أغلقت العديد من المتاجر وأشعلت حرائق صغيرة، وسمع صوت طلقات رصاص، وفقا لشهود عيان. ومن جهة ثانية احتجت جماعة رجال دين إيرانية بارزة على ما قالت إنه تزوير لعملية فرز الأصوات، ودعت إلى إبطال انتخابات الرئاسة. وقال مجمع رجال الدين المناضلين (روحانيون) القريبة من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والداعمة لموسوي، إنه يجب إلغاء الانتخابات وإجراؤها مرة أخرى «في جو أكثر هدوءا ومنطقية وعدالة». وقالت في بيانها «لن نترك موسوي بمفرده». وفي مواجهة ذلك، حث المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي جميع الإيرانيين على احترام فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة. وحث خامنئي المرشحين المهزومين ومؤيديهم على تجنب «أي تصرفات أو تصريحات استفزازية». وقد دعا موسوي أنصاره للهدوء وتجنب العنف، وذلك في بيان صدر مساء أول أمس على موقع حملته الانتخابية الإلكتروني. وكان موسوي احتج على ما وصفه بأنه انتهاكات وتلاعب في التصويت، وقال إن أعضاء مقره الانتخابي «تعرضوا للضرب بالهراوات والعصي الخشبية والقضبان الكهربائية». وأضاف موسوي في بيانه «أحتج بشدة على العديد من الانتهاكات الواضحة وأحذر من أني لن أستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة». وأضاف أن «مثل هذا التصرف من بعض المسؤولين سيهدد أركان الجمهورية الإسلامية وسيؤدي إلى استبداد». كما حث موسوي كبار رجال الدين في مدينة قم على أن يتحدثوا جهرا، وقال «اليوم كل الطرق للمحافظة على حقوقنا مغلقة، إن صمت العلماء وآيات الله العظمى ربما يسبب ضررا أكثر مما يصلح في الانتخابات». وكان وزير الداخلية صادق محصولي قد أعلن إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد لولاية ثانية مدتها أربع سنوات بنسبة 62.6 % من الأصوات مقابل 33.7 % لموسوي، في إقبال وصف بأنه قياسي على التصويت بلغ 85 %،