في مبادرة تنم عن الإصرار في مواصلة الاحتجاجات السلمية، دعا المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي الشعب الإيراني إلى التزام يوم للحداد يومه الخميس مرفوق بمسيرات و تجمعات ترحما على روح ضحايا المظاهرات الأخيرة المناهضة للسلطة. وفي تراجع ملحوظ يهز من صورته، اعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الثلاثاء انه يؤيد اعادة فرز جزئية للاصوات اذا اقتضى الامر، و«ذلك بحضور ممثلين عن المرشحين لكي يتأكد الجميع من النتائج.» وفي نفس هذا السياق نشرت صحف إيرانية رسمية أمس صورا للتظاهرة التي قام بها أول أمس أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي أمام مبنى التلفزيون إلى جانب صور للمظاهرة التي خاضها أنصار الرئيس أحمدي نجاد في شارع ولي عصر، و هو ما اعتبره المراقبونت تراجعا عن التأييد اللامشروط لأحمدي نجاد. وعلى صعيد آخر تواصلت الاعتقالات في صفوف الإصلاحيين و قادتهم فيما دعا المرشح الإصلاحي للانتخابات الرئاسية الايرانية مير حسين موسوي «الشعب الايراني» الى يوم حداد يومه الخميس مع تجمعات ومسيرات عن روح ضحايا التظاهرات المناهضة للسلطة كما جاء على موقعه على الانترنت أمس الاربعاء. وقال الاعلان ««يطلب موسوي من الشعب الايراني التجمع في المساجد واجراء مسيرات سلمية لمواساة عائلات الشهداء والجرحى في الاحداث الاخيرة» موضحا ان المرشح سيشارك «في مراسم» خاصة بالحدث. و كان سبعة مدنيين على الاقل قد قتلوا يوم الاثنين في طهران في هجوم على قاعدة لميليشيا الباسيج الاسلامية فيما اصيب كثيرون اخرون بجروح. وتحيي الشيعة ذكرى الموتى في اليوم الثالث, وبعد اسبوع, ثم في اليوم الاربعين على الوفاة. و بموازاة مع ذلك اعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الليلة قبل الماضية انه يؤيد اعادة فرز جزئية للاصوات اذا اقتضى الامر, حسب ما نقل التلفزيون الرسمي الايراني. وقال خامنئي «اذا استدعت دراسة المشاكل اعادة فرز للاصوات في بعض صناديق الاقتراع, فيجب ان يتم ذلك بحضور ممثلين عن المرشحين لكي يتأكد الجميع» من النتائج. وفي وقت سابق اعرب مجلس صيانة الدستور الذي تلقى طعونا من مرشحين الى الانتخابات الرئاسية عن استعداده لاجراء اعادة فرز لاصوات الصناديق «التي تم التشكيك فيها». واضاف المجلس انه يامل ان يرد قريبا على طلبات طعون مير حسين موسوي, مهدي كروبي, ومحسن رضائي. و كان خامنئي الذي يمثل اعلى سلطة في النظام الايراني قد اعرب عن دعمه الجلي لاحمدي نجاد قبل استحقاق الجمعة. كما وصف فوز الرئيس الايراني السبت بانه «عيد حقيقي» يوم اعلان النتيجة فيما قدم خصم احمدي نجاد الرئيسي مير حسين موسوي في اليوم نفسه طعنا في النتيجة. وبث التلفزيون الرسمي صورا لخامنئي متحدثا الى ممثلي المرشحين الاربعة, وبدا انه يحاول ان يضع نفسه فوق النزاع الذي شب بينهم بعد الانتخابات. وقال المرشد الاعلى ان «معسكري الناخبين كليهما من الشعب الايراني ويؤمنان بالنظام الاسلامي» معتبرا ان «جو المودة» الذي ساد حسب قوله خلال الحملة الانتخابية «ينبغي الا يتحول الى جو من العداء» لكن الحملة تمت في اجواء من المواجهة حيث تبادل المرشحون الاتهامات بالكذب على الناخبين. وتحولت الاحتجاجات على فوز احمدي نجاد منذ السبت الى تظاهرات حاشدة لا زالت متواصلة لحد الآن. و يعتبر المراقبون أن هذه الخطوة من جانب المرشد الأعلى تعد خدشا في الصورة التي للمرشد باعتباره فوق الصراعات إلا أن مسارعته في تهنئة أحمدي نجاد ثم تراجعه عن ذلك يشكك في حياده كما اعتبر المراقبون نشر صحف إيرانية رسمية أمس الاربعاء صورا للتظاهرة السلمية التي نظمها أنصار المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي يسير في نفس هذا السياق المتذبذب للمرشد الذي يسيطر على الإعلام و هكذا نشرت صحيفة «اطلاعات» التي يعين المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي مديرها, على صفحتها الاولى صورتين كبيرتين ملونتين جنبا الى جنب للتظاهرة «الرسمية»» الداعمة للنظام والاخرى لانصار موسوي. ونشر صورة لتظاهرة موسوي يستلزم موافقة السلطات التي تفرض رقابة صارمة على مضمون الصحف. وعنونت الصحيفة التي يشرف عليها رجل الدين سيد محمود ضوائي المقرب من الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي «تظاهرتان واحدة في ولي عصر والثانية امام مقرالاذاعة والتلفزيون»»»». وكتبت الصحيفة «بدأ المتظاهرون بهدوء وصمت مسيرتهم من ساحة وناك بدلا من ساحة ولي عصر» حيث دعا النظام الى تنظيم تظاهرة مضادة. وقالت الصحيفة «جميع طبقات المجتمع من مسنين وراشدين واطفال وشباب شاركوا في التظاهرة. كان حجم الحشود ضخما لدرجة ان بعض الجادات المطلة على جادة ولي عصر اغلقت» واضافت الصحيفة ان «الحشود تظاهرت بهدوء ودون عنف ورفعت صورا لخاتمي وموسوي ويافطات احتجاجا على نتائج الانتخابات» وكتب على يافطة «لسنا مشاغبين» وذكرت الصحيفة ايضا ان متظاهرين قدموا ورودا لقوات الامن. في المقابل نشرت صحيفة «طهران امروز» المحافظة المعتدلة على صفحتها الاولى صورة لتظاهرة موسوي الى جانب صورة للتظاهرة الرسمية مؤكدة ان التظاهرتين نظمتا بهدوء. وافاد شهود عيان على الارض ان مواجهات وقعت مساء بين مجموعات من المتظاهرين والميليشيات الاسلامية وان دراجات نارية وحاويات نفايات احرقت. و على صعيد آخر تم أمس الاربعاء اعتقال استاذ جامعي ومحلل وهما مقربان من المعسكر الاصلاحي الذي دعم مير حسين موسوي المرشح للانتخابات الرئاسية في ايران حسب ما اعلن مقربون منهما. واعتقل حميد رضا جلائي بور الاستاذ في علم الاجتماع في جامعة طهران والمساهم في حملة المحافظ المعتدل موسوي في منزله صباحا حسب ما اعلن زميله عيسى سهرخيز لوكالة فرانس برس. واعتقل ايضا سعيد لايلاز خبير الاقتصاد والمحلل السياسي في منزله صباحا حسب ما افاد احد افراد عائلته. واوقف عدد كبير من المسؤولين والصحافيين الاصلاحيين, افرج عن بعضهم, منذ الاعلان السبت عن اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد. وكان موسوي والمرشحان الاخران في الانتخابات الرئاسية نددوا بالمخالفات وعمليات الغش التي تخللت الاقتراع. و كانت السلطات الإيرانية قد نفذت موجة اعتقالات طالت عددا من رموز التيار الاصلاحي بينهم سعيد حاجريان ومحمد علي ابطحي وهما من ابرز المقربين للرئيس السابق محمد خاتمي وقالت مصادر الإصلاحيين أنهما اقتيدا من منزليهما قبل الفجر، ونقلت وكالة فارس شبة الرسمية للانباء عن وزير المخابرات غلام حسين محسني قوله ان قوات الأمن اعتقلت 26 اخرين ممن وصفهم بالعقول المدبرة المشتبه تورطهم بالتظاهرات والاحتجاجات في طهران، وقال التلفزيون الرسمي انه «جرى اعتقال عملاء اساسيين كانوا وراء الاضطرابات ووجد لديهم متفجرات وبنادق ومسدسات.» كما اعلن وزير الاستخبارات غلام حسين محسن ايجائي اول امس الثلاثاء ان26 مسؤولا عن اعمال الشغب اوقفوا. وقرر مناصرو موسوي وبشكل عام كل الذين يحتجون على نزاهة الاقتراع مواصلة التظاهرات بالرغم من حظر السلطات لها.