بعد حملة القمع الشرسة و موجة الاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين الإيرانيين يبدو أن الضغوط بدأت تمتد إلى زعماء المعارضة و خاصة منهم المرشحون الذين نافسوا أحمدي نجاد علي رئاسة الجمهورية. فعقب قيام المرشح المحافظ محسن رضائي للشكوى التي تقدم بها ضد نتائج الانتخابات ، ألغى المرشح الإصلاحي مهدي كروبي بدوره موكبا تأبينيا كان من المقرر أن يقوده أمس الخميس «بسبب تعذر عثوره على مكان للتجمع» . و مقابل هذا الرضوخ للضغوطات دعا منتظري وهو رجل الدين الشيعي الاعلى رتبة في ايران, من جهة اخرى مواطنيه الذين يحتجون على شرعية اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد, الى مواصلة تحركهم. مضيفا أنه «اذا لم يتمكن الشعب الايراني من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فانه من المحتمل ان يؤدي تصاعد التبرم الى تدمير اسس اية حكومة مهما كانت قوتها». الغى مهدي كروبي المرشح للانتخابات الرئاسية في ايران تجمعا كان مقررا تنظيمه أمس الخميس لتأبين ضحايا التظاهرات الذين قتلوا في الاحتجاجات الاخيرة على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد, على ما افاد حزبه على موقعه الالكتروني. ومنعت وزارة الداخلية الايرانية اي نوع من انواع التجمع وذلك لأنه تعذر على كروبي العثور على مكان للتجمع الذي كان دعا اليه. وجاء في الموقع «انه لمن المؤسف في مثل هذا الوضع ان لا يمنح قادة سياسيون مثل كروبي مكانا لاقامة مراسم حداد ولا حتى مسجدا او ضريح الامام» في اشارة الى ضريح مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله الخميني. وبحسب الموقع فان الاصلاحي كروبي الرئيس الاسبق لمجلس الشورى قرر تنظيم التابين الاسبوع المقبل في جامعة طهران او مقبرة المدينة, بهجة الزهراء. ومنعت وزارة الداخلية الايرانية اي نوع من انواع التجمع وذلك منذ اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي نظمت في12 يونيو. واكد كروبي وايضا المنافس الرئيسي لمحمود احمدي نجاد على الرئاسة مير حسين موسوي, ان اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته بنسبة63 بالمئة من الاصوات تم بناء على تزوير انتخابي. و من جهته اعلن مير حسين موسوي زعيم حركة الاحتجاج على اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد, أمس الخميس بدوره انه «يخضغ لضغوط» لسحب طلبه الغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في12 يونيو, بحسب موقعه على الانترنت. وقال موسوي الذي حل ثانيا في الانتخابات خلف احمدي نجاد على موقعه كلمه «ان الضغوطات الاخيرة تهدف الى جعلي اتخلى عن طلب الغاء الانتخابات» وفي23 يونيو اشار مكتب الحملة الانتخابية لموسوي في تقرير الى تزوير ومخالفات مفترضة اثناء الاقتراع مطالبا ب تشكيل «لجنة حقيقة» لاعادة النظر في العملية الانتخابية. وندد التقرير ب «بالاستخدام الواسع النطاق لامكانيات الحكومة لمصلحة مرشحها" الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد الذي فاز في انتخابات 12يونيو بنسبة63 بالمئة من الاصوات. كما انتقد التقرير اختيار اعضاء اللجان التي كلفت تنظيم الانتخابات من بين انصار احمدي نجاد. واستبعد النظام الايراني الغاء الانتخابات الرئاسية واعلن ان الرئيس الجديد وحكومته سيؤديان اليمين الدستورية بين26 يوليو و19 غشت و في المقابل حذر رجل الدين الايراني المعارض آية الله العظمى حسين منتظري أمس الخميس من ان النظام يمكن ان يسقط اذا تواصل قمع التظاهرات السلمية في ايران. وقال منتظري في بيان وردت نسخة عنه لوكالة فرانس برس «اذا لم يتمكن الشعب الايراني من المطالبة بحقوقه المشروعة من خلال تظاهرات سلمية وتم قمعه فانه من المحتمل ان يؤدي تصاعد التبرم الى تدمير اسس اية حكومة مهما كانت قوتها» ودعا منتظري وهو رجل الدين الشيعي الاعلى رتبة في ايران, من جهة اخرى مواطنيه الذين يحتجون على شرعية اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد, الى مواصلة تحركهم. وكان منتظري بين اول منتقدي النظام والاقتراع الرئاسي في12 يونيو بشدة. وكان كتب بعد اربعة ايام من الاقتراع «للاسف ان هذه الفرصة الممتازة (الانتخابات) استخدمت باسوأ طريقة ممكنة» ووصف اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد بانه «"امر لا يمكن ان يقبله اي عقل سليم"» كما ندد وقتها بالسلطات لممارستها العنف والقمع تجاه المتظاهرين واتهمها ب «تصفية حساباتها مع المثقفين والناشطين والمفكرين وتوقيف العديد من مسؤولي الجمهورية الاسلامية بلا سبب» وقد خضع آية الله العظمى منتظري الذي كان يعتبر الخليفة المحتمل لمؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله روح الله الخميني, للاقامة الجبرية في منزله لفترة طويلة بسبب انتقاداته للنظام. ومنتظري الذي يتبع فتاواه عدد كبير من الناس في ايران, دعا الخميس السلطة الى «اقامة لجنة محايدة تتمتع بسلطات للعثور على مخرج مقبول (لازمة) الانتخابات» التي شابها تزوير بحسب المعارضة. وكان تحدى مجلس صيانة الدستور الذي يتبع المرشد الاعلى, آية الله علي خامنئي, المكلف النظر في صحة الاقتراع. وقال المجلس انه ينوي المصادقة على صحة الاقتراع. وكان مير حسين موسوي المنافس الرئيسي لاحمدي نجاد, اول من طلب تشكيل لجنة مستقلة لفحص نتائج الانتخابات الرئاسية. هذا فيما لا تزال حملة الاعتقالات متواصلة حيث تم توقيف مئات الاشخاص في ايران منذ بداية الاضطرابات التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد, بينهم140 سياسيا وجامعيا وطالبا وصحافيا, بحسب ما افادت عدة مصادر الخميس. ونشرت صحيفة «اعتماد» لائحة من70 اسما لمسؤولين ايرانيين اصلاحيين من الصف الاول وصحافيين ومسؤولي حملة المرشح المعارض مير حسين موسوي في12 يونيو. وتم توقيف هؤلاء الاشخاص عموما في منازلهم, بحسب ما ذكر اقارب بعض الموقوفين لوكالة فرانس برس. واورد موقع موسوي على الانترنت ان70 جامعيا وعضوا في جمعيات طلابية اسلامية تم توقيفهم اثر اجتماعهم بموسوي أول أمس الاربعاء. واعلنت السلطات من جهة اخرى هذا الاسبوع توقيف صحافيين اجنبيين احدهما ايراني كندي والاخر يوناني بريطاني يعملان لوسائل اعلام اميركية. واكدت السلطات مرارا منذ بضعة ايام انها فككت شبكات «عقول مدبرة» كانت تخطط لتنظيم تظاهرات معارضة. وقتل17 ايرانيا على الاقل وتم توقيف مئات آخرين في تلك التظاهرات التي نددت باعادة انتخاب احمدي نجاد. واعلنت السلطات توقيف457 شخصا اثر تظاهرات عنيفة جدا السبت الماضي في طهران. ولم تنشر اي حصيلة عن الاعتقالات في حين اشارت منظمات غير حكومية الى العديد من الايقافات في مدينتي تبريز (شمال غرب) وشيراز (جنوب). الفيفا يطلب ايضاحات حول ايقاف لاعبين والاتحاد الايراني ينفي طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بايضاحات من الاتحاد الايراني حول ما تردد عن فرضه عقوبات على بعض لاعبي المنتخب الوطني لارتدائهم شارات خضراء حول معاصمهم تشير لدعمهم لمرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي. وارتدى ستة من لاعبي المنتخب هذه الشارات الخضراء في المباراة الاخيرة في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم (1 -1 ) ومن ضمنهم علي كريمي ومهدي مهدافيكيا. وذكرت وسائل اعلام انكليزية ان اللاعبين ابلغا انهما لن يلعبا لمنتخب بلادهما مرة ثانية بسبب موقفهم السياسي. وقال متحدث باسم الفيفا انهم ارسلوا الى الاتحاد الايراني يطالبونه بايضاحات «كتبنا رسالة الى الاتحاد الايراني نطالبه فيها بإجابات حول ما ذكرته بعض التقارير الاعلامية لناحية ما تعرض له بعض اللاعبين عقب المباراة ضد كوريا الجنوبية في17 يونيو». من جهته, نفى علي كافاشين رئيس الاتحاد الايراني لكرة القدم هذه التهم واصفا اياها «بالكاذب»" بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام ايرانية امس الخميس. وقال كافاشين لإحدى الصحف «التعليقات في وسائل الاعلام الغربية ليست سوى اكاذيب واعمال مضللة. لم يوقف الاتحاد الايراني اي لاعب من المنتخب الوطني». ونقلت وكالة «ايسنا» عن علي كريمي وقائد المنتخب مهدي مهدافيكيا قولهما امس الاربعاء انهما قررا التوقف عن اللعب مع المنتخب افساحا في المجال امام لاعبين شبان للانضمام الى الفريق. وقال كريمي «انا واثق من ان اللاعبين الشبان في الفريق والذين سينضمون لاحقا سينجحون مع المنتخب"». أما مهدافيكيا فقال «يجب على المنتخب ان يستعد لكأس آسيا2011 واعتقد انه يجب ان اعطي مكاني للاعبين اصغر سنا ولذلك فأنا اقول وداعا للمنتخب».