يبدو أن المأزق السياسي ،الذي أدت إليه نتائج الانتخابات الرئاسية المطعون فيها، في إيران سيستمر في التأزم؛ فبعد مسيرة الحداد التي دعا إليها أنصار موسوي يوم أمس دعت الميليشيا الإسلامية الإيرانية «الباسيدج» ،و هي من المؤيدين لأحمدي نجاد ، أنصارها إلى المشاركة بكثافة يومه الجمعة في الصلاة الجامعة التي سيؤمها آية الله علي خامنئي ، مما دعا «جمعية رجال الدين المقاتلين» التي تضم رجال دين إصلاحيين في ايران, إلى طلب تصريح لتنظيم مسيرة جديدة غدا السبت يتخللها خطاب لمير حسين موسوي . و فيما ينتظر المراقبون بترقب تصريحات المرشد الأعلى يومه الجمعة و ما ستفرزه من ردود فعل، أعلن مجلس صيانة الدستور الايراني أمس الخميس ان المرشحين الثلاثة الخاسرين في الانتخابات الرئاسية قدموا طعونا بالانتخابات اوردوا فيها646 مخالفة، و من جهته رحب مجلس الخبراء الايراني, اعلى هيئة دينية في الجمهورية الاسلامية, بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات إلا أنه التزم الصمت حيال نتيجتها المطعون فيها والتي اعطت الفوز للرئيس محمود احمدي نجاد. من مسيرة الحِداد إلى صلاة الجمعة نظمت المعارضة الايرانية مسيرات جديدة ويوم حداد أمس الخميس لمواصلة الضغط على السلطات في الخلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية في اكبر ازمة تشهدها ايران منذ انتصار الثورة في1979 . وفي تحد لمنع التظاهر, دعا المرشح الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي انصاره الى ارتداء الثياب السوداء و النزول الى الشوارع وتنظيم يوم حداد على المدنيين السبعة الذين قتلوا الاثنين في طهران خلال مواجهات, حسب بيان نشر على موقع حملة موسوي على الانترنت. و كان عشرات الالاف من انصار موسوي قد شاركوا مجددا الاربعاء في تظاهرة «صامتة» في وسط طهران. وسار المتظاهرون الذي كانوا يضعون عصائب واشرطة خضراء, لون حملة موسوي, بهدوء بين ساحتي هفت التير وانقلاب من دون وقوع حوادث, وفق ما افاد هؤلاء المشاركون في اتصال هاتفي مع فرانس برس. و ردا فيما يبدو على هذه التظاهرات التي يقوم بها أنصار موسوي دعت الميليشيا الاسلامية الايرانية (الباسيج) المتهمة بالمشاركة في المواجهات التي دارت مع انصار المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي, اعضاءها الى المشاركة في صلاة الجمعة التي سيؤمها المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي في طهران. وقال الباسيج في بيان نشرته وكالة مهر للانباء ان «الباسيج اليقظين (...) بحضورهم الاسطوري, سيشاركون في صلاة الجمعة التي سيؤمها آية الله خامنئي» ودعت الباسيج ايضا المرشحين الخاسرين في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد والذين طعنوا بهذه النتيجة الى «التبرؤ علنا من مثيري اعمال الشغب» وتعتبر الباسيج انصار موسوي الذين يتظاهرون سلميا منذ ايام عدة في طهران مثيري اعمال شغب. وبالمقابل يعتبر موسوي ومسؤولون آخرون ان الباسيج هم المسؤولون الاوائل عن الصدامات التي دارت خلال هذه التظاهرات. والباسيج ميليشيا تضم مئات الالاف, وتأسست بأمر من مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني بعيد قيام نظام الثورة في1979 . وشاركت الباسيج في الحرب الايرانية العراقية (1980 -1988 ) وكانت مساهمتها الابرز في هذا المجال تشكيل ««موجات بشرية» مهمتها فتح الطرق في حقول الالغام امام الجنود وتضم الميليشيا غالبية من العناصر بالزي المدني ويتم تحريكها عند الضرورة, ووحدات عسكرية اقل عددا ولكن اكثر تدريبا وخبرة. ودور الباسيج فرض النظام العام عند حصول اضطرابات مدنية, وهي تخضع لقيادة جيش النخبة في ايران الحرس الثوري. و استمرارا في استعراض القوة بين الجانبين طلبت جمعية رجال الدين المقاتلين التي تضم رجال دين اصلاحيين في ايران, تصريحا لتنظيم مسيرة جديدة غدا السبت يتخللها خطاب لمير حسين موسوي المرشح الذي هزم في الانتخابات امام الرئيس محمود احمدي نجاد. وقال موقع حملة موسوي على الانترنت ان «جمعية رجال الدين المقاتلين طلبت من شرطة طهران تنظيم مسيرة من الساعة الرابعة إلى الساعة السابعة من عصر السبت من ساحة انقلاب الى ساحة ازادي»» احتجاجا على نتائج الانتخابات. واشار الموقع الى ان المسيرة ستجري بمشاركة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي وموسوي الذي سيلقي خطابا خلالها في انتظار موقف المرشد الأعلى: و على صعيد آخر اعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الايراني عباس علي كدخدائي أمس الخميس ان المرشحين الثلاثة الخاسرين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في12 حزيران/يونيو قدموا طعونا بالانتخابات اوردوا فيها646 مخالفة. وقال كدخدائي للتلفزيون الرسمي ان احد المرشحين اورد390 مخالفة في حين سجل الثاني160 مخالفة والثالث96 مخالفة. ولم يحدد المتحدث اي مرشح تقدم بأية مخالفات. والمرشحون الثلاثة الذين خسروا الانتخابات امام الرئيس المتشدد الفائز بولاية ثانية محمود احمدي نجاد, وطعنوا بنتيجتها هم المحافظ المعتدل مير حسين موسوي والاصلاحي رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي. و فيما رحب مجلس الخبراء الايراني, اعلى هيئة دينية في الجمهورية الاسلامية, بالمشاركة الكثيفة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في12 يونيو لكنه التزم الصمت حيال نتيجتها التي اعطت الفوز للرئيس محمود احمدي نجاد. واكد المجلس انه «يرحب بالمشاركة الحماسية والاسطورية والنشطة ل84 % من الشعب الثوري» نهار الانتخابات, من دون ان يأتي على ذكر نتيجة هذه الانتخابات. ويتألف المجلس من86 رجل دين وهو مكلف بمراقبة انشطة المرشد الاعلى للثورة آية الله علي خامنئي, ويرأسه الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني. وكان احمدي نجاد اتهم رفسنجاني بقيادة الحملة الانتخابية لمنافسه الرئيسي مير حسين موسوي الذي حل ثانيا وطعن بنتيجة الانتخابات. وكان مرشد الجمهورية آية الله خامنئي صرح انه يؤيد اعادة فرز جزئية للاصوات اذا اقتضى الامر. لكن موسوي كرر الاربعاء طلبه الغاء نتائج الانتخابات التي اعلن عن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد فيها, والدعوة الى اقتراع جديد. ومساء الاربعاء, وجه مع الرئيس الايراني السابق الاصلاحي محمد خاتمي رسالة مشتركة الى رئيس السلطة القضائية الايرانية اية الله محمود هاشمي شهرودي طالبا فيها باطلاق سراح جميع الاشخاص الذين اعتقلوا خلال الايام الماضية. وقال موسوي وخاتمي في رسالتهما «نطلب منكم اتخاذ جميع الاجراءات الضرورية لوضع حد لوضع مقلق اليوم ومنع اعمال العنف ضد الناس واطللاق سراح الاشخاص الذين اعتقلوا»خلال الايام الماضية. من جهته, دعا اية الله عبد الكريم موسوي اردبيلي«المسؤولين المعنيين» الى التعامل مع اعتراضات المرشحين «بشكل محايد» واصدار «حكم مقنع» وهو رابع مسؤول ديني كبير يوجه مثل هذا النداء منذ السبت.