بات مصطلح الحكومة الائتلافية أو حكومة الشراكة، يتردد في إيران وعلى لسان الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد، بعد الشكوك بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة، والطعن الذي تقدم به منافسه الرئيسي مير حسين موسوي، في ظل المواجهات التي شهدتها طهران وبعض المدن الرئيسة الإيرانية. ومع ذلك استمرت المواجهات في طهران بين الشرطة ومعارضي نجاد الذين اعتقل منهم العشرات وفي طليعتهم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس السابق محمد خاتمي وزوجته زهراء إشراقي حفيدة الإمام الخميني. يردد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هذه الأيام مصطلح «الحكومة الائتلافية» و«حكومة الشراكة الإيرانية»، وبالطبع فإن هذا يعد تحولاً في أجندة نجاد الذي انتقد قبل أسابيع هذا المصطلح عندما طرحه المرشح السابق محسن رضائي. ويؤكد خبراء إيرانيون أن طرح هذا المصطلح الجديد من قبل نجاد جاء بعد الاضطرابات الأمنية التي شهدتها طهران وباقي المدن الإيرانية اعتراضا على فوزه في الانتخابات. ويري هؤلاء الخبراء في تصريحاتهم الخاصة، أن الرئيس نجاد تفاجأ بحجم المعارضة وبثقلها، ولذلك فإن طرح شعار «الحكومة الائتلافية» هو تراجع من قبل نجاد أمام خصومه، وأن الواقع اثبت له بأن إيران لا يمكن إدارتها بسياسة متشددة وبحزب واحد لا يعرف أصوله. وتعتقد الباحثة الإيرانية أسماء فلاحي، أن المعارضة الإيرانية بقيادة مير حسين موسوي سوف لن تهدأ حتى تحصل على حقوقها. وقالت فلاحي، إن معظم الذين قاموا بالتظاهر إنما هم من جيل الثورة الذين تيقنوا بأن التيار الحاكم في إيران بات بعيداً كل البعد عن قيم الثورة. وأضافت، أن حكومة نجاد تسببت في عزلة إيران إقليميا ودوليا، والحقيقة أن هذا ليس قدر إيران. وقالت زوجة موسوي، زهراء رهنورد إن زوجها سيواصل تحركه لأجل الحصول على حقوقه. وأشارت إلى أن الشعب الإيراني الذي شارك بكل تلك الكثافة كان يريد التغيير إلا أن هؤلاء المسؤولين صادروا صوت الشعب لصالحهم. ويعتقد الخبير الإيراني محمد صادق علويان، أن الشعب الإيراني يحتاج إلى تغيير الحكومة.وقال، إن الأمر لا يتعلق بالإصلاحيين بل إن الإيرانيين بكافة أحزابهم يريدون التغيير وينشدونه. وكانت الصدامات تجددت أمس في طهران بين أنصار موسوي والشرطة استخدمت فيها قنابل مسيلة للدموع. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة «ولي عصر» احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد «الموت للدكتاتور» ورشقوا الشرطة بالحجارة. وردت قوات الأمن مطلقة قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وقال مصدر، إن رجال الشرطة اقتحموا محلات تجارية لجأ إليها بعض المحتجين واقتادوا عددا بينهم محمد رضا خاتمي (شقيق الرئيس الأسبق محمد خاتمي) وزوجته (زهراء إشراقي، حفيدة الخميني) والسياسي مصطفي تاج زاده ومحسن ميردامادي وسعيد شريعتي ورضا علي جاني وهدي صابر و عبد الله رمضان زاده. كما تم القبض على أعداد كبيرة من المتظاهرين في ساحة ولي عصر. و من جهته دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي المرشح المهزوم في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي الى مواصلة احتجاجه على نتائج الانتخابات بالطرق القانونية، على ما افاد التلفزيون الرسمي أمس الاثنين. وكان خامنئي وصف فوز احمدي نجاد في الانتخابات ب «عيد عظيم» تاركا املا ضئيلا بان ينقض مجلس صيانة الدستور النتائج نزولا عند طلب موسوي. واكد ان هذا المجلس «تلقى تعليمات بالنظر بدقة» في طعن موسوي مضيفا «لقد كان الله في عوننا وجرت الانتخابات بشكل جيد وبنزاهة وهدوء» هذا في الوقت الذي رفضت وزارة الداخلية الايرانية طلب المرشح للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي تنظيم مسيرة أمس الاثنين احتجاجا على نتائج الاقتراع الذي اعيد فيه انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد. وصرح انصار لموسوي طالبين عدم كشف هوياتهم ان هذا القرار لن يمنع تجمع مجموعات صغيرة من المتظاهرين في عدة اماكن من العاصمة. وكان موسوي قد تقدم أمس الأول إلى مجلس صيانة الدستور طالبا إلغاء نتائج الانتخابات، وطالب أنصاره بمواصلة معارضتهم. ومجلس صيانة الدستور هو الهيئة العليا المكلفة بالمصادقة على صحة أي عملية انتخابية وهو لم يصادق حتى الآن على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الجمعة الماضي. ويتولى الزعيم الإيراني علي خامنئي تعيين جميع أعضاء المجلس سواء مباشرة أو غير مباشرة.