وافق المرشد الأعلى الإيراني، أية الله علي خامنئي، رسمياً أول أمس الاثنين، على الولاية الرئاسية الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي فجر فوزه في الانتخابات الرئاسية في يونيو اضطرابات شعبية وسياسية في الجمهورية الإسلامية.أحمدي نجاد يؤدي اليمين اليوم الأربعاء (أ ف ب) وأقيمت مراسم التنصيب في "حسينية الإمام الخميني"، بحضور قائد الثورة وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، وسط تقارير تتحدث عن تغيب عدد من قادة الرموز السياسية منها علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي ومهدي كروبي. وسيؤدي نجاد اليمين الدستوري، اليوم الأربعاء، أمام مجلس الشورى الإسلامي، الذي يمنحه مهلة شهر واحد لتشكيل حكومة وتقديم أعضائها إلى المجلس للحصول على الثقة، وفق التقرير. وكان الرئيس الإيراني فاز بنسبة 63 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية العاشرة التي جرت في 12 يونيو الماضي، وصفتها الاحتجاجات الشعبية ب"الانتخابات المسروقة". وخرج الآلاف من الإيرانيين للتنديد بالانتخابات، ولقي بعضهم مصرعه فيما اعتقلت السلطات الآلاف منهم، أطلقت سراحهم لاحقاً وبدأت في محاكمة آخرين أخيراً. هذا ووجه الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، القيادي البارز في التيار الإصلاحي انتقادات عنيفة إلى المحاكمات التي أجرتها السلطات لشخصيات إصلاحية، على خلفية الاحتجاجات التي أعقبت فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، بولاية ثانية، واصفاً إياها بأنها "إهانة لإيران والإسلام". وقال خاتمي إن هذه المحاكمات، التي اعتبرها "مسرحية"، تضر بالنظام وثقة الناس فيه، مضيفاً أن ما يجري فيها "غير قانوني، ولا يتناسب مع حقوق المواطنين"، بعد الجدل الواسع الذي أثارته "اعترافات" نائبه السابق، محمد علي أبطحي، حول إدعاء تزوير الانتخابات والتآمر ضد المرشد الأعلى علي خامنئي. ورأى خاتمي، وفق بيان وزعه مكتبه على وسائل الإعلام، أن الجرائم الحقيقية هي تلك التي ارتكبتها السلطات في طهران، من خلال عمليات احتجاز المعارضين وما تعرض له بعضهم في مراكز الاعتقال. وكانت اعترافات أبطحي في جلسة المحاكمة التي نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، أشارت إلى الزعيم البارز، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وخاتمي، إضافة إلى المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، مير حسين موسوي، أقسموا على الانتقام من القيادة الإيرانية ممثله بخامنئي ونجاد. كما نسبت وسائل الإعلام إلى أبطحي قوله إنه "خان تاريخ وثقافة إيران"، وأن خروجه في المظاهرات الأخيرة لم يكن قانونياً. هذا ورفض أبطحي التشكيك باعترافاته حول عدم حصول تزوير في الانتخابات معتبرا ذلك استخفافا بذكاء الناس. وقال أبطحي إنه توصل قبل شهر إلى استنتاجاته بان إشاعة التزوير كانت كذبة جرى اختلاقها لإثارة الشغب، وكانت أكبر غلطة ارتكبتها النخب السياسية الإصلاحية، وفقاً لما أوردت "العالم". وقال أبطحي "أؤكد لكل أصدقائي ولكل الأصدقاء الذين يسمعوننا، إن موضوع التزوير في الانتخابات الإيرانية كان كذبة جرى اختلاقها من أجل إثارة أعمال الشغب كي تصبح إيران مثل أفغانستان والعراق وتقاسي الأمرين".