تم الإعلان رسميا أن الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وكذلك المرشحين الرئاسيين اللذين لم يحالفهما الحظ مير حسين موسوي ومهدي كروبي لم يشاركوا في مراسم تصديق المرشد الأعلى على انتخاب محمود احمدي نجاد. وذكرت قناة «العالم» الرسمية الناطقة بالعربية أن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، وهما من المؤسسات الرئيسية للسلطة، وكذلك الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي لم يحضرا المراسم التي تغيب عنها أيضا مرشحا المعارضة السابقان مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان يطالبان بإلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في12 يونيو الماضي. وقد بث حفل التنصيب الذي اعتبر خلاله المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أن الإيرانيين بالتصويت لأحمدي نجاد انما اختاروا محاربة الاستكبار والفقر. وقال إن «الشعب الإيراني صوت لمكافحة الاستكبار والفقر ولتعزيز العدالة» وفقا لهذا التلفزيون. ويقدم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد نفسه على انه مدافع عن الفقراء والقيم الإسلامية لكن الغرب يعتبره مصدر تهديد بسبب خطابه العدائي. وتولى الرئيس الذي أعيد انتخابه في12يونيو الماضي مهامه رسميا يوم الأربعاء لولاية جديدة. وقد اغرق إعلان فوزه من الدورة الأولى للاقتراع، البلاد في اخطر أزمة سياسية منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في1979 ، إذ جرت تظاهرات هائلة لأنصار مرشحين هزموا في الاقتراع وتحدثوا عن تزوير انتخابي. وقالت السلطات إن حوالي ثلاثين شخصا قتلوا في هذه التظاهرات. وبعد فوزه المفاجئ في2005 بوقت قليل أطلق احمدي نجاد تصريحاته الشهيرة التي طالب فيها ب»شطب إسرائيل من الخارطة» معتبرا إن محرقة اليهود مجرد «خرافة». واحمدي نجاد الذي شبه البرنامج النووي الإيراني «»»»بقطار بغير فرامل ولا يمكن العودة به إلى الوراء»، يجسد رفض النظام الإيراني تعليق هذا البرنامج على الرغم من الضغوط الدولية. وفي إيران انتقد العديد من الاقتصاديين سياسته الاقتصادية التي تتسم بالهدر وبإعادة توزيع كثيفة للعائدات النفطية متسببة في وصول التضخم الى6 ،23 % بدون ان تؤدي مع ذلك إلى خفض معدل البطالة والفقر. واحمدي نجاد (52 عاما) متزوج واب لولدين وفتاة. وولد احمدي نجاد لأب يعمل حدادا في28 اكتوبر1956 في قرية ارادان الفقيرة الواقعة على بعد تسعين كلم جنوب شرق العاصمة. وقد نشأ في طهران وحاز شهادة دكتوراه في إدارة وسائل المواصلات في المدن. وعند قيام الثورة الإسلامية في1979 ، انضم مع غيره من الطلاب الإسلاميين إلى صفوفها قبل أن ينتسب إلى الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام. وقد تولى فيما بعد أول منصب سياسي شغله في حياته اذ عين حاكما لمحافظة اردبيل شمال غرب ايران. وفي2003 دخل معترك الحياة السياسية الإيرانية من أوسع أبوابها مع توليه رئاسة بلدية طهران، المنصب الذي ساعده لاحقا في الوصول إلى سدة الرئاسة في يونيو 2005 . وخلال الحملة للفوز بولاية رئاسية ثانية، حرص على إبراز صورته كرجل من الشعب. وقد أكد في إحدى مناظراته التلفزيونية الأخيرة انه يعيش فقط من مرتبه كأستاذ. ويثير أسلوبه الإعجاب وتحديدا في الأوساط الشعبية في المدن والقرى. ويأخذ عليه خصومه خطابه العدواني ويعتبرونه رجلا لا يمكن التنبؤ بمواقفه بينما يرى فيه مؤيدوه «نصيرا للفقراء». وفي ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد احمدي نجاد أسلوبا جديدا في الحكم. فقد جمع مجلس وزرائه كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في مدن مختلف المحافظات حتى «يتعرف بشكل أفضل على المشاكل اليومية للشعب»، على حد قوله. وتلقى على مدى أربع سنوات عشرين مليون رسالة وشكل مكتبا خاصا يتولى الرد على كل منها حرصا منه على الاحتفاظ بقاعدته الانتخابية الشعبية. ومع إعادة انتخابه بحصوله على63 ،62 % من الأصوات وفقا للنتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية، بقي احمدي نجاد الذي يحظى بدعم من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، صاحب القرار بشأن عرض الحوار الذي تقدم به الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان اوباما قرر «مد يده» إلى القادة الإيرانيين. ولم يستبعد احمدي نجاد أن تتجاوب طهران مع هذه البادرة لكنه طلب من واشنطن ان تغير سياستها «عمليا». وفي الوقت نفسه واصل الرئيس الإيراني خطابه الهجومي كما فعل مؤخرا بالتأكيد على ان محرقة اليهود كانت «خدعة كبيرة».