لقاء يومه السبت 3 غشت، الذي ينظمه الاتحاد الاشتراكي حول قضايا الهجرة بالمقر المركزي للحزب تحت عنوان «الاتحاد لاشتراكي وأسئلة وقضايا الهجرة «، والذي يشارك فيه مناضلات ومناضلو الاتحاد الاشتراكي في العديد من البلدان الاوربية ،العربية، الامريكية، الاسيوية والإفريقية هو فرصة لعودة الاتحاد الاشتراكي بقوة الى قضايا الهجرة التي كانت مرتبطة بالحزب وتاريخه، خاصة في فترة سنوات الرصاص حيث كان تنظيم الحزب بالخارج هو الرئة التي يتنفس من خلالها الحزب بالداخل، والذاكرة الحزبية تزخر بالأسماء التي صنعت هذه الحقبة مثل عبد الرحمان اليوسفي ،والراحل محمد الباهي ،عباس بودرقة وابراهيم أوشلح وعبد الحفيظ امزيغ ،وكذلك العديد من مناضلي الظل مثل مؤسس فرع اميان الحسين بوطعام، يونس ايت سليمان والذي كان ضحية العملية الارهابية لبر روايال بباريس والراحل ميلود كوكو، والمناضلين ايخيش وكنار المؤسسين لأول خلية حزبية بهولندا، والمعتقل المختفي الحسين المانوزي أحد مؤسسي خلية بروكسيل وغيرها من الاسماء التي لا يمكن التطرق إليها كلها في هذا الحيز، بالإضافة الى الاجيال الجديدة التي حملت مشعل الحزب فيما بعد. اليوم القيادة الجديدة أعطت اهتماما كبيرا لهذه القضايا من خلال العديد من القرارات ، أهمها هذا اليوم الدراسي الذي ينعقد بالرباط والذي جاء إثر زيارة الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، الاخيرة، الى باريس والتي قام خلالها بلقاءات مكثفة مع الفعاليات الحزبية والجمعوية وكان من أهم محطاتها لقاؤه مع طلبة المدارس العليا بفرنسا . كما حث المناضلات والمناضلين خلال هذه الزيارة على تجديد وتحديث تنظيماتهم بأوربا من اجل مواكبة التحولات الكبرى التي تعيشها الهجرة المغربية بالخارج سواء من حيث تركيبتها الديموغرافية أو السوسيو مهنية وهي كلها معطيات، كما يقول الكاتب الاول، تستدعي طرقا جديدة لتواصل والحوار مع هذه الاجيال الجديدة بالهجرة ، خاصة أن الحكومة الحالية منذ وصولها الى مواقع المسؤولية فرطت في قضايا المهاجرين وحقوقهم وتعاملت مع الهجرة بمنطق حزبي وزبوني ضيق ، ولم تعط أية أهمية تذكر لتنزيل القوانين الجديدة التي جاء بها الدستور الاخير، والذي يخصص 4 فصول لأول مرة في تاريخ المغرب وهي كلها لحماية حقوق مواطنين بالخارج وحماية هويتهم الثقافية، وكذا حقوقهم السياسية خاصة المشاركة في الانتخابات والترشح بها وكذلك المشاركة في كل المجالس العليا والهيئات التي يقرها الدستور الجديد، وهي كلها مكتسبات تجاهلتها الحكومة الحالية، خاصة أنها تمنح حقوقا لا تتوفر عليها أعرق الديموقراطيات مثل منح حق التصويت للأجانب بالمغرب ولمواطني كل البلدان التي تعطي نفس الحق لمواطنينا بالخارج، والقانون الذي جاء به الدستور الجديد مازال يعرف التعثر ببلدان مثل فرنسا التي لم تستطع إخراج هذا القانون الى الواقع. الاتحاد الاشتراكي اليوم ومن خلال قيادته الجديدة اختار إعطاء أهمية كبرى لقضايا الهجرة ومغاربة العالم وذلك بعد إهمال لهذه القضية في السنوات الاخيرة ،رغم أن العديد من الاتحاديين والجمعيات المقربة منهم ظلت ناشطة وحاضرة في القضايا الكبرى التي تشغل مغاربة العالم رغم معاناتها من غياب دعم سياسي حزبي في السنوات الاخيرة. كما ان الحزب في مذكرته للإصلاحات الدستورية تطرق الى قضية مشاركة مغاربة الخارج في المؤسسات المنتخبة. أهمية لقاء اليوم كذلك، هي أن هذا اليوم الدراسي سوف يمكن من اللقاء بين الاتحاديين من مختلف أقطار العالم من أجل التواصل والحوار ونقل قضاياهم واهتماماتهم الى القيادة الحزبية، وكذلك من أجل تقوية التنسيق بين مختلف التنظيمات الاشتراكية التي ينتمون اليها بأوربا وبين الاشتراكيين المغاربة. اليوم يعيش المغرب مفارقة كبرى ،ففي الوقت الذي يتوفر فيه على دستور جديد يوفر آفاق ضمان شروط ممارسة فعلية لحقوقهم الدستورية، تدبر شؤونهم حكومة عاجزة عن بلورة هذه المكتسبات ،بل تقوم بالتفريط في كل ما تم تحقيقه في السنوات الاخيرة، وهو ما يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتق الاتحاد الاشتراكي من أجل الحرص على المكتسبات المحققة، وتفعيل الدستور الجديد وما يتضمنه من حقوق جديدة خاصة حق المشاركة السياسية في قضايا البلاد.