بعد تأكيد فرنسا مقتل القيادي في القاعدة عبد الحميد أبو زيد في معارك شمال مالي، عين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي القيادي يحيى أبو الهمام خليفة له. أبو الهمام، أو جمال عكاشة البالغ من العمر 34 سنة، هو الذراع الأيمن لعبد المالك درودكال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الناشط في صحراء الساحل الإفريقي. وتقول مصادر إعلامية إنه بقي مرافقاً لأبي زيد لغاية ساعاته الأخيرة قبل مقتله في جبال الإيفوغاس شمال مالي. وأبو الهمام، الذي نشط سابقاً في الجماعة المسلحة في قلب العاصمة الجزائرية، غادر إلى صحراء شمال مالي عام 2004 . وأولى عملياته العسكرية كانت الهجوم على ثكنة عسكرية بموريتانيا 2005. واتهم بالضلوع أيضاً في مقتل الناشط الأمريكي كريستوفر ليجيت 2009 . ويحيى أبو الهمام، قائد كتيبة الفرقان المتمركزة في غرب تومبكتو شمال مالي، هو أحد أهم خمس قيادات عسكرية في القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسب تنظيمها الداخلي. وقد صنفته واشنطن مؤخراً على قائمة الإرهابيين المطلوبين، بعدما اتهمته بالوقوف وراء العديد من الأعمال الإرهابية في شمال مالي والمناطق المجاورة. وتفيد مصادر صحفية أنه تم اختيار يحيى أبو الهمام «قبل أيام»، لكن ينتظر تكليفه بهذه المهمة خلال اجتماع لقيادة القاعدة، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد مقدم صاحب قناة «النهار» الجزائرية الخاصة التي أوردت الخبر. واعتبر مقدم أن اختيار عكاشة لقيادة المنطقة الممتدة من غرداية بوسط جنوبالجزائر إلى منطقة أزواد بشمالي مالي، جاء لما يمثله «من ثقة ووفاء لإمارة دروكدال»، ولكونه من «القيادات الأولى للتنظيم» التي وصلت إلى صحراء أزواد في النصف الثاني من سنة 2004 . والأولوية بالنسبة لعكاشة تتمثل الآن في إعادة تنظيم جناح القاعدة في منطقة الصحراء، بعد أن تعرض لخسارة اثنين من كبار زعمائه هما أبو زيد، الذي تم تأكيد خبر مقتله، ومختار بلمختار الذي لاتزال الشكوك تحوم حول تصفيته من عدمها. وكان الرئيس التشادي إدريس ديبي -الذي تشارك قواته إلى جانب الجنود الفرنسيين في قتال الجماعات المسلحة في أقصى شمالي مالي - أعلن مقتل أبو زيد في مطلع مارس الجاري، وهو الخبر الذي أكده الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم السبت.