مقتل بلمختار و أبو زيد في عمليات عسكرية بمالي تلقت التنظيمات الإرهابية المتطرفة الناشطة في منطقة الساحل والصحراء ضربة قاصمة بإعلان مقتل مختار بلمختار، زعيم خلية «الملثمون»، شمال مالي، أياما قليلة بعد الإعلان رسميا عن مقتل عبد الحميد أبو زيد أحد الزعماء البارزين في التنظيم، والرأس المدبرة لعمليات اختطاف الرهائن في منطقة الساحل والصحراء. وأعلنت مواقع إلكترونية أن القوات التشادية تمكنت من قتل الجزائري مختار بلمختار المعروف ب «الأعور» والملقب بخالد أبي العباس، أول أمس السبت، بعد أسبوع عن إعلان القوات التشادية أنها تمكنت من قتل عبد الحميد أبو زيد، أحد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء. وأعلن متحدث باسم القوات المسلحة التشادية أن قوات بلاده الموجودة في مالي، تمكنت السبت من قتل مختار بلمختار المعروف ب «الأعور»، أمير خلية «الملثمون»، أحد الأذرع الرئيسية لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي أعلن أخيرا انشقاقه عن هذا التنظيم. وأضاف المتحدث باسم القوات التشادية، التي تشارك في القوات الإفريية في مالي أن قوات بلاده العاملة في شمال مالي دمرت ظهر أول أمس السبت قاعدة للإرهابيين بالكامل، وخلفت العملية مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم قائدهم مختار بلمختار. وكانت خلية مختار بلمختار المعروفة بكتيبة «الموقعون بالدماء» أعلنت مسؤوليتها عن عملية احتجاز رهائن من دول عربية في منشأة لإنتاج الغاز بجنوب شرق الجزائر، شهر يناير الماضي، التي تزامنت مع انطلاق العملية العسكرية الفرنسية بشمال مالي. وأسفرت عملية الاحتجاز التي تبنتها خلية بلمختار بمقتل العشرات من الرهائن والجنود الجزائريين. ويأتي الإعلان عن مقتل زعيم أحد التنظيمات المتطرفة في المنطقة يومين فقط بعد التأكيد الرسمي، على لسان الرئيس المالي، بمقتل زعيم آخر هو عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة «طارق بن زياد» والمتخصص في خطف الرهائن الفرنسيين، والذي راجت أخبار غير مؤكدة عن تمكن القوات المالية من قتله، قبل أسبوع. وجاء مقتل أبو زيد في أعقاب غارة جوية نفذها الطيران الفرنسي في منطقة «تغرغارين» بجبال آفوغاس في معركة مع القوات المالية والفرنسية كان يقود فيها أبو زيد مجموعة من مقاتليه. وبينما لم يصدر أي بلاغ في الموضوع من طرف القوات الفرنسية، إلا أن متحدثا باسم القوات المالية أكد أن العملية التي قتل فيها زعيم «كتيبة طارق بن زياد» شهدت كذلك، خلال المعارك، مقتل أكثر من 50 عنصرا من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من ضمنهم قادة ميدانيين. وبمقتل عبد الحميد أبو زيد يضيع سر كان الوحيد الذي يملك مفاتيحه، ويتعلق الأمر بمصير الملايين من الأورو التي حصل عليها في عمليات فدية آخرها 16 مليون أورو تسلمها من وسيطة يعتقد أنها من قبل شركة آريفا مقابل إطلاق سراح ثلاثة رهائن، من أصل سبعة يعملون في الشركة. وكان أبو زيد قد اختطف العدد الأكبر من الرهائن، ويعتبر في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الأكثر براعة في قيادة السيارات الصحراوية، وسبق له أن اشتبك مع مجموعة «محمد ناجم» القائد العسكري وزعيم الحركة الوطنية لتحرير أزواد على الحدود الليبية الجزائرية، كما عبر إلى تونس حيث قصف آنذاك من قبل الطيران الفرنسيي وقتل عددا من رجاله جراء القصف، وتمكن هو من النجاة من الطيران الفرنسي، وكاد يموت عطشا في رحلته تلك حيث نفدت المياه التي كانت بحوزته ورفاقه، وسافر أسبوعا كاملا في الصحراء دون مياه، وقتل منهم العطش حوالي سبعة أشخاص. ومن بين من كانوا مع أبو زيد في رحلة الخوف تلك، مؤسسو جماعة التوحيد والجهاد الذين التحقوا بكتيبته منذ التحاقهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وخاصة المنحدرين من جبهة البوليزاريو. وعين عبد الحميد أبو زيد مؤخرا كنائب أمير منطقة الصحراء يحي أبو الهمام بعد مقتل نبيل أبو علقمة. واشتهر أبو زيد أيضا بمعرفته الواسعة التي لا تضاهى بالدروب في الصحراء، وهو فضلا عن ذلك ميكانيكي بارع، ومستخدم جيد لكافة أنواع الأسلحة، ويحظى باحترام كبير جدا بين العناصر الشبابية خاصة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.