قررت كتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الانفصال عن التنظيم، وأبلغت قيادته بذلك، حيث أعلن الجزائري مختار بلمختار، أحد أبرز قادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، استقالته من التنظيم الذي يسيطر على شمال مالي. وكان مختار بلمختار الملقب ب"الأعور" قائد كتيبة في غاو (شمال شرق مالي) قبل أن يقال من منصبه في أكتوبر الماضي. وتعتبر كتيبة الملثمين إحدى أبرز المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى ويقودها المختار بالمختار؛ وهو أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في الصحراء وأول قائد لمنطقة الصحراء التي تعرف في أدبيات التنظيم بالمنطقة الثامنة أو تورا بورا المغرب الإسلامي. ويعتبر مختار بلمختار أحد القادة التاريخيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي أدخل التنظيم إلى شمال مالي. وحسب مصادر أمنية متطابقة، فقد قاتل مختار عام 1991 في أفغانستان قبل أن يعود بعد ثلاث سنوات إلى بلاده لينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة. ثم أصبح "أميرا" للجماعة في الجنوب الجزائري على الحدود مع شمال مالي، حيث ساعد على تشكيل الجماعة السلفية من أجل الدعوة والقتال التي أصبحت فيما بعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ورجعت مصادر إعلامية أن تعلن الكتيبة خلال الأيام القادمة عن تأسيس إطار سلفي جهادي خاص بها يكون مستقلا في قراراته وربما في خياراته وفي مواقفه من قضايا المنطقة. وكانت قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أقالت قائد كتيبة الملثمين المختار بالمختار من قيادة الكتيبة قبل نحو شهرين، بعد تعيين القائد السابق لسرية الفرقان يحيى أبو الهمام قائدا لمنطقة الصحراء التابعة للتنظيم، غير أن بالمختار رفض الإقالة واستمر في قيادة الكتيبة. وقالت بعض المصادر إن مختار بلمختار لم يتحمل إقالته فبعث برسالة إلى قيادته يعلن فيها أنه لم يعد عضوا في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". ومن جهة أخرى، حذر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فرنسا والدول الإفريقية من القيام بعمل عسكري في مالي مهددا بقتل الرهائن الفرنسين، وقال زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود المعروف باسم عبد الملك دروكدل، بحسب شريط فيديو موجه الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وبعض القادة الأفارقة المصطفين وراءه، إن أردتم السلم والأمن في بلادكم وبلاد الساحل وما جاورها فإننا نرحب بذلك وإن أردتموها حربا فسنلبي رغبتكم فيها وستكون الصحراء الكبرى مقبرة لجنودكم ومهلكة لأموالك".