نقلت «الجزيرة نت» عن مصادر خاصة أن كتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قررت الانفصال عن التنظيم، وأبلغت قيادته بذلك، وأنها بصدد إعلان موقف جديد يتعلق بوضعها المستقبلي. ويأتي هذا الإعلان في وقت تتكاثف فيه المشاورات لشن حرب على التنظيم الذي يسيطر - مع جماعات مسلحة أخرى- على شمال مالي. وتعتبر كتيبة الملثمين إحدى أبرز المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، ويقودها المختار بالمختار الملقب بالأعور, وهو أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في الصحراء، وأول قائد لمنطقة الصحراء التي تعرف في أدبيات التنظيم بالمنطقة الثامنة أو تورا بورا المغرب الإسلامي. ولم تكشف المصادر التي استقت منها الجزيرة نت هذه المعلومات عما تنوي الكتيبة القيام به، وإن رجحت أنها ستعلن خلال الأيام القادمة عن تأسيس إطار سلفي جهادي خاص بها يكون مستقلا في قراراته وربما في خياراته الجهادية وفي مواقفه من قضايا المنطقة عموما بما فيها القضايا المتعلقة بمستقبل الإقليم ومستقبل التعاطي مع جيوش المنطقة وحكوماتها، وغيرها من الإشكالات التي تثير الجدل أحيانا لدى التنظيمات الجهادية الناشطة بالإقليم. وتفيد المصادر ذاتها أن كتيبة الملثمين أبلغت رسميا قيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نيتها «تجميد عضويتها» في التنظيم، وهو يعني الانفصال عمليا. ولم تكشف المصادر موقف قيادة التنظيم من هذه الخطوة ذات الأثر الكبير على مستقبل الحراك السلفي والجهادي داخل المنطقة. وكانت قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أقالت قائد كتيبة الملثمين المختار بالمختار من قيادة الكتيبة قبل نحو شهرين، بعد تعيين القائد السابق لسرية الفرقان يحيى أبو الهمام قائدا لمنطقة الصحراء التابعة للتنظيم، غير أن بالمختار رفض الإقالة، واستمر في قيادة الكتيبة. وتتبع منطقة الصحراء كتيبتان هما كتيبة الملثمين وكتيبة طارق بن زياد، وسريتان هما سرية الفرقان وسرية الأنصار، وتنشط معه في منطقة الصحراء بعض المجموعات الإسلامية المسلحة مثل حركة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وتنشط كتيبة الملثمين في محافظة غاوه بأقصى شرق الشمال المالي على القرب من الحدود المالية مع النيجر وبوركينافاسو، ولا يعرف العدد الحقيقي لأفرادها وإن كان يعتقد أنها من أكثر المجموعات التابعة للقاعدة عددا، وأكثرها تسليحا. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد توعد الدول التي ستشارك في تدخل عسكري شمال مالي بحرب طويلة. وقال أمير التنظيم عبد المالك دروك دال -في تسجيل صوتي- إن شمال مالي سيصبح مقبرة لجنود الدول التي ستشارك في التدخل العسكري . وأوضح أن تنظيم القاعدة يمتلك كميات كبيرة من الأسلحة. وأشار إلى أن التدخل العسكري يدخل في إطار نهب ثروات مالي ودول المنطقة المكونة من اليورانيوم والبترول والذهب، مشيرا إلى أن هدف الغرب هو استنزاف ثروات هذه الدول. وأضاف أن الأزمة في مالي قضية داخلية يمكن أن تحل بين الماليين.