أفادت تقارير إعلامية جزائرية بأن ما لا يقل عن 183 عنصرا متطرفا ينحدرون من دول المغرب العربي ومن عمق الساحل، يوجدون في معسكرات التدريب الخاصة بكتائب تنظيم القاعدة بالمنطقة الجنوبية، حيث يقدر عددهم، حسب شهادة أحد المعتقلين، ب33 موريتانيا و13 عنصرا قدموا من النيجر، و3 من المغرب، فضلا عن تواجد 7 أشخاص من الصحراء الغربية، وهو معطى جديد يكشف عن وجود عناصر أجنبية ضمن هذا التنظيم لم تكن معروفة من قبل، كما لم يكن معروفا سابقا تواجد عناصر من الطوارق في معاقل القاعدة. وحسب جريدة «الخبر» الجزائرية، فإن صاحب المعلومات وهو سجين يبلغ 25 سنة من العمر، اعتقلته أجهزة الأمن الجزائرية عندما سقط جريحا في مواجهة عنيفة وقعت في شهر أبريل الماضي غير بعيد عن الحدود الليبية، بين الجيش وأتباع يحيى جوادي، خليفة مختار بلمختار على رأس المنطقة الصحراوية. وتحدث السجين عن انضمام 3 من الطوارق، زيادة على 3 من المغرب وواحد من تونس وآخر من ليبيا واثنين من بوركينا فاسو، حيث تبين هذه الإحصائيات أن تنظيم القاعدة بدأ يجند سلفيين من جنسيات غير تلك التي كانت الجماعة السلفية تضمها، كما أنه بدأ يضم عناصر من جبهة البوليساريو. ونقلت المصادر عن المعتقل أثناء خضوعه للتحقيق بالعاصمة الجزائرية، أنه «دخل التراب الجزائري عن طريق الحدود المالية، نهاية العام الماضي، بغرض التدريب على السلاح»، وأن «شخصا مكلفا باستقبال الجهاديين هو من نقله إلى مركز للتدريب يسمى معسكر الزرقاوي»، نسبة إلى قائد تنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتله الجيش الأمريكي في يونيو 2006. ويوجد المعسكر، حسب نفس المصدر، قرب الحدود مع مالي، وهو المعسكر الذي التقى فيه لأول مرة بالمشرف على تدريب المسلحين في الصحراء، يحيى جوادي المعروف ب«حيى أبو عمار»، الذي استخلف مختار بلمختار. ويذكر السجين الأجنبي أن جوادي كان داخل سيارة رباعية الدفع رفقة 16 مسلحا، عندما شاهده لأول مرة في شهر أبريل الماضي، أياما قبل وقوعه في الأسر، حيث أصيب بجروح جسيمة في قصف جوي قاده الجيش ضد إحدى ميليشيات جوادي. وتكشف شهادة المعتقل عن معلومات هامة، من بينها أن «كتيبة الملثمين» بزعامة بلمختار، تحولت إلى «كتيبة الفاتحين» ويقودها جوادي الذي كان المستشار العسكري للجماعة السلفية سابقا، وأحد أهم قادتها السابقين في الشمال.