من التخمة الى الخصاص، هذا هو حال فريق الجيش الملكي اليوم، وهو حال يجعل الفريق العسكري يعيش أزمة لم يسبق أن عاشها. فقد كان مشكل المدربين السابقين أنهم يحارون في اختياراتهم، ويحارون في دكة احتياطهم، لأنهم كانوا دائما يتوفرون على ترسانة قوية من اللاعبين يصعب الاختيار بينهم، أما اليوم، فإن المدرب العامري لم يجد أمامه إلا الشبان، بعد أن رفض مجموعة من اللاعبين الاستمرار في حمل القميص العسكري لأن منهم من ضاق درعا بالجو المشحون الذي أصبح يعيشه الفريق العسكري، والذي وصل مداه إلى الحد الذي جعل بعض اللاعبين يرفضون تجديد عقودهم ، بعدما كان ترديد أسمائهم ضمن المرغوب فيهم من طرف الفريق العسكري، يجعلهم يشعرون بالفخر، ويعتبرون ذلك مفيدا في نهج سيرتهم، الآن الجيش بدون القديوي الذي يريد الرحيل، بدون وادوش، ومديحي، ولمناصفي، والشادلي، وخالد العسكري الغائب مكرها وبويزكارن وغيرهم من اللاعبين. هذا التسونامي في محاولة مغادرة الفريق سيجعل المدرب العامري أمام خيار واحد ووحيد هو الاستعانة بخدمات لاعبي فريق الشبان. وإذا كان الحل ترقيعيا ومرحليا، فإن المطلوب من المسؤولين عن الفريق العسكري إعطاء إجابات صريحة لهذا الواقع المتشظي، الذي أصبح الفريق العسكري يعيشه. واقع أصبح فيه اللاعبون يعيشون كتلا وأحزابا، وأصبح فيه المدرب العامري عاجزا عن رأب الصدع، وغير قادر على جعل اللاعبين يتكلمون جملا كروية مفيدة، وعوضوها بلغة التلاسن ، والمشادة. هذا الواقع تترجمه المرتبة التي يحتلها الفريق العسكري الآن، والتي لن تزيده إلا غوصا في أعماق المجهول. إنها صورة لم يكن الفريق العسكري يوما يظن أنه سيصل إليها وأنه سيصل إلى هذا المستوى من التردي الذي يتألم له كثيرا «اوليدات تشي كفارا» جمهور «الترا عسكري» و«بلاك آرمي» الجمهور الذي لن يكون قادرا على ترديد تلك اللازمة الجميلة «الى مابومبا ماشي عسكري».