أكد فريق الجيش الملكي أنه يعاني من أزمة نتائج، وأن الهوة بينه وبين عشاقه لاتزداد إلا اتساعا، وأن الصلح الذي أبرمه مع محبيه خلال الدورة الأخيرة لم يعمر طويلا، لأن جمهور الفريق العسكري لم يسبق أن رأى فريقه يتواضع بالشكل الذي هو عليه خلال هذا الموسم. المباراة التي جمعت الفريق ضد نظيره شباب المسيرة، كانت مناسبة للاحتجاج على المعد البدني جعفر عاطفي، الذي نعت بأنه ابن المستشار التقني السابق العربي كورة، وفي ذلك أكثر من إشارة. الاحتجاج طال المدرب مووس، رغم أنه لم يفهم ماقيل، كما لم يفهم مايجري داخل الفريق العسكري، ولو فهم لتساءل عن السر في جعل الحركات التسخينية للفريق العسكري تستغرق أكثر من 10 دقائق، مع ماتطلبه ذلك من جهد. إضافة إلى العلاقة المتوترة مع الجمهور، أظهر كل من لمناصفي ووادوش أنهما لم يعودا منضبطين، رغم أن الانضباط من تقاليد العسكريين، فما إن تم تعويضهما حتى غادرا الملعب صوب مستودع الملابس بشكل أكد أن اللاعبين يعيشون في صراع بينهم، وأن النتائج المحصل عليها هي انعكاس لغياب روح الفريق. هذا الغياب زكاه الأداء الباهت خلال المباراة. فاللاعبون كانوا تائهين وبدائيين في لعبهم، الشيء الذي جعلهم يتميزون بالكثير من العشوائية، مع ما أثار ذلك من الذهول. ويمكن القول بأن لعب «الزنقة » تكون فيه الكثير من الفرجة. فريق العيون وجد في طريقة لعب فريق الجيش ضالته، فعمد إلى تحصين الدفاع والقيام بمرتدات خاطفة، ولو أنه وثق من قدراته لخلق للفريق العسكري الكثير من المتاعب. وقد أشفقت لحال الزملاء الواصفين الرياضيين الإذاعيين، الذين وجدوا أنفسهم في ورطة وهم يصفون المباراة، التي كانت رتيبة. لقد كان أحسن مايجب كتابته عن هذا اللقاء هو :(وانتهت المباراة والسلام)، حتى لا أجد نفسي أدور في حلقة مفرغة، فراغ المباراة من كل تلك الأشياء واللحظات الجميلة التي يراد أن ترى بعين الصحفي. أكيد أن المباراة انتهت بتعادل بطعم الهزيمة، لكن أشياء كثيرة ستكتب بدايتها، فتوالي النتائج السلبية لن يترك المسؤولين عن الفريق مرتاحي البال، لأن إطالة التفرج سيفرغ ملعب الأمير مولاي عبد الله من عشاقه العسكريين. وقد شاهدنا كيف أن المدرجات كانت شبه فارغة وأن حناجر عشاق «اوليدات شي غيفارا» وحدها كانت تعطي للمدرجات بعض الحياة، رغم أن شابا منهم فقد حياته في الأسبوع الماضي، وهو يعبر عن حبه للفريق العسكري، بعدما تمسك بباب حافلة، وليفقد توازنه فداسته العجلات، وكأنها تنفذ تلك الجملة التي كان يرددها:( العسكر حتى لقبر). تصريحان والتر مووس، مدرب الجيش الملكي لقد كان همنا هو تأكيد الانتصار السابق أمام فريق الفتح بانتصار اليوم، لكن وللأسف وكما السابق من المباريات ضيعنا الكثير من الفرص. ورغم ذلك فأنا لاألوم أي لاعب، لأن كل واحد قام بالدور الذي يجب القيام به. إن مشكلة الفريق هي غياب تلك اللمسة الأخيرة للوصول إلى الشباك، رغم أننا نتدرب على ذلك كثيرا. حسن بنعبيشة، مدرب شباب المسيرة. بالنسبة لي فإن الهدف الذي سطرته قد تحقق. التعادل نتيجة إيحابية أمام فريق الجيش الملكي بمدينة الرباط، خاصة وأنه يعاني من النتائج التي يحصل عليها. إن مايجعل فريق العيون يعاني خلال البطولة، هو مشاق التنقل من العيون إلى مدينة بنسليمان، إضافة إلى غياب ملاعب التدريب. وبهذه المناسبة أكرر ماقاله فخر الدين، المدرب السابق لشباب المسيرة، عندما وصف اللاعبين بالأبطال نظرا لصبرهم واستماتتهم. وأنا أحيي فيهم روحهم العالية ولعبهم الرجولي.