اعتمادا على توجهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وانطلاقا مما جاء في التقرير الأول للمجلس الأعلى للتعليم، الذي يعد وثيقة وطنية مرجعية، تشخيصية واستشرافية للمدرسة المغربية، وانطلاقا من برنامج الإدارة الإلكترونية للأمم المتحدة، الذي صنف المغرب في المرتبة 140 من أصل 192 دولة، اعتمدت وزارة التربية الوطنية على استغلال نظام المعلوميا ت كآلية تطمح من خلالها إلى دعم مسلسل الإصلاح. ترتكز هذه الإجراءات على توزيع العديد من الحواسيب العادية والمحمولة على المؤسسات التعليمية ، أي تعميم تكنولوجيا المعلوميات في قطاع التعليم (برنامج جيني)، وذلك بتجهيز 9260 مؤسسة، وتكوين أكثر من 200 ألف مدرس خلال الفترة 2009- 2013، واستفادة 80 ألف طالب مهندس وأمثالهم من حاسوب محمول وولوج الإنترنت، بدعم من طرف الدولة بنسبة 85 في المائة.. كما أن تأهيل هيئة الإدارة التربوية أصبخ من الأولويات للارتقاء بمستوى أدائها وتطوير قدراتها، حيث تم تنظيم دورات تكوينية لفائدة لمديرين والمديرات وتزويدهم بحواسيب محمولة، اعتبارا على أن تكنولوجيات الإعلام والتواصل ستساهم في تسريع وتيرة العمل داخل الإدارات التربوية مما سيساهم في الحد من هدر الزمن المدرسي وتمكين الإداريين من الاضطلاع بأدوارهم التربوية الحقيقية والأساسية التي يفتقر إليها تلاميذ مؤسساتنا التعليمية على اختلاف أسلاكها، والمتمثلة في تأطير التلاميذ وتكثيف الأنشطة الثقافية والترفيهية والإبداعية ...، والتي وجدوا أنفسهم غير قادرين على القيام بها، نظرا لكثافة الأعباء الإدارية وتعدد المهام المضنية اليومية. وجاء تطبيق برنامج «نافذة» لعصرنة قطاع التعليم، وإدخاله في عالم التكنولوجيات الجديد للمعلوميات والاتصالات، الشيء الذي سيعمل على تقليص الهوة الرقمية في قطاع التعليم وعصرنة دواليبه بآليات حديثة سيما وأن تجربة تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين كشفت عن نواقص في هذا الجهاز كان لابد من معالجتها والتخلص من سلبياتها. ويهدف هذا المشروع إلى تزويد 100.000 أستاذ «ة» بحواسيب محمولة مع الربط بشبكة الانترنيت في أفق 2010، وذلك لتسهيل ولوج المدرسات والمدرسين إلى عالم التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال التي أصبحت تشكل أداة أساسية في تطوير أساليب التدريس وفي الانفتاح على العالم. ويأتي المشروع كرافعة أساسية لإنجاح برنامج GENIE « الذي شرع في إنجازه منذ سنة 2006. وأتاح هذا البرنامج العديد من الإمكانيات، كالإرتباط بالانترنيت لاسلكي ومتحرك يمكن الأساتذة من ولوج شبكة أينما وجدوا؛ والاستفادة من التكوين عن بعد عبر بوابة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين وبوابة الوزارة؛ والاستفادة من موارد ديداكتيكية تساعدهم على استعمال التقنيات الحديثة في التدريس؛ وولوج الخدمات التي تقدمها المؤسسة عبر بوابتها في مجال السكن والصحة والنقل، إلخ. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج يدخل ضمن الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين لأسرة التعليم من أجل الارتقاء بأوضاعها المادية والاعتبارية . ويعد مشروع «نافذة»، الذي يمتد على 3 سنوات بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 430 مليون درهما، ثمرة مجهود عمل قام به العديد من الشركاء. فقد خصصت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، دعما بقيمة 1000 درهم لكل منخرط لاقتناء الحاسوب، والتزمت وزارة التربية الوطنية بأداء المبلغ نفسه. فيما التزم صندوق الخدمات الشاملة للاتصالات (Fonds du Service Universel des Télécoms) بأداء دعم بقيمة 40 درهما عن كل خط أنترنيت محمول لمدة 3 سنوات، وستقدم المؤسسة مبلغا تكميليا بقيمة 20 درهما شهريا للمدة نفسها. والتزم الفاعلون الثلاثة في مجال الاتصالات، والشركاء المتخصصون في مجال تسويق التجهيزات المعلوماتية (إنتل وميكروسوفت) بتطبيق تخفيضات مهمة مقارنة مع الأسعار المطبقة في السوق. كذلك، تم تقديم تسهيلات في الأداء لاقتناء الحواسيب عبر اتفاقية شراكة تربط المؤسسة بالأبناك. وتمكن منخرطو مؤسسة محمد السادس، من اختيار الحاسوب الملائم لهم، من بين تشكيلة واسعة ومتنوعة وبأسعار وخاصيات متنوعة. ووقع الاختيار على هذا النوع من الحواسيب والأنترنيت المتنقل، لتمكين نساء ورجال التعليم من استخدامه في أي مكان وفي أي مجال (القسم، المنزل، قاعة المعلمين، التكوين المستمر، الاجتماعات والندوات). وبالنسبة للتكوين والمضامين، فقد تم وضع تشكيلة من البرامج المعلوماتية الخاصة بالتعلم عن بعد من طرف مؤسسة محمد السادس، بلغت قيمتها 12 مليون درهم، يسمح بإيواء وتوفير المحتوى البيداغوجي مجانا، وستتيح بوابة المؤسسة إمكانية الولوج لمكتبة سمعية بصرية ومنتديات عامة وموضوعاتية. برنامج «نافذة»، سيعزز دون شك مشروع GENIE الذي انخرطت فيه هذه الوزارة منذ سنة 2006 بهدف تعميم استعمال التكنولوجيات الحديثة داخل المنظومة التربوية، وتقليص الهوة الرقمية ببلادنا من خلال نشر ثقافة تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، و تم خلال الشطر الأول من مشروع GENIE، تجهيز ما يفوق 2000 قاعة متعددة الوسائط على الصعيد الوطني، وهي عبارة عن فضاءات تربوية لتمكين الأساتذة من إدماج تكنولوجيات الإعلام والتواصل في دروسهم بغية تطوير تعلمات التلاميذ، كما تم تكوين 10.000 أستاذ في المبادئ الأولية للإعلاميات. كما ساهمت المنتديات الجهوية الأولى لورشات التقاسم والتعميق والتصويب في مجال التكوين المرتبط ببرنامج «جيني» وذلك في اطار تفعيل البرنامج الاستعجالي وخصوصا المشروع المتعلق بتطوير تكنولوجيا الإعلام والإتصال في المنظومة التربوية خلال الموسم الجاري، والتي نظمت تحت شعار «جميعا من أجل إدماج تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم»، والتي استهدفت العديد من الفاعلين التربويين من المديرين المركزيين ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والنائبات والنواب الإقليميين والمكونين المركزيين والجهويين لبرنامج «جيني» و المنسقين الجهويين والإقليميين للبرنامج ومنشطي القاعات المتعددة الوسائط في تعبئتهم للإنخراط في إنجاح هذا البرنامج وذلك من خلال تبادل خبرات وتجارب الشركاء الوطنيين في مجال تكوينات «جيني» ودراسة وتحليل نمط التكوين المعتمد، وتفعيل «جماعات الممارسة الافتراضية» الجهورية التي أفرزها برنامج تطوير الأداء المهني في مجال استخدام الإعلام والاتصال وتطوير خدمات التكوين فضلا عن إنتاج وثائق تربوية تساعد على تنمية الأداء المهني للفاعلين التربويين. وتم توزيع برنامج المنتديات الجهوية على كل من تطوان وأكاديميات الرباط-سلا-زمور-زعير، والدار البيضاء الكبرى والغرب شراردة بني حسن و طنجة تطوان ومراكش ومراكش تانسيفت الحوز وتادلا أزيلال والشاوية ورديغة ودكالة عبدة، ووجدة ومكناس تافيلالت وفاس بولمان وتازة الحسيمة تاونات والجهة الشرقية) ، وواد الذهب لكويرة ولعيون بوجدور وكلميم سمارة وسوس ماسة درعة. واستجابة لتوجيهات الميثاق الوطني للتربية والتكوين، التي تشير إلى « الاعتماد على التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال سعيا لتحقيق التوظيف الأمثل للموارد البشرية، وتشجيعا لمبادرات الإبداع والابتكار المتعلقة بإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في مجال التربية والتعليم، تم تنظيم دورات للملتقى الوطني للأساتذة المجددين، الذي تنظمه مايكروسوفت المغرب بتعاون مع وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي وتكوين الأطر و البحث العلمي، والذي انبثقت عنه مباراة بين الأطر التربوية من أجل الارتقاء بالابتكار التربوي لإذكاء روح التنافس الإيجابي من أجل الارتقاء بالابتكار التربوي وإحلاله المرتبة النوعية التي يستحقها، وأيضا لتطوير كفاياتهم التقنية والتربوية في هذا المجال وذلك غاية في استثمارها الناجع في العملية التعليمية التعلمية. كما أن الوزارة، كما ورد في بعض وثائقها بصدد إجراء دراسة من أجل إنشاء مختبر وطني لتطوير المحتويات الرقمية والذي ستكون من بين مهامه السهر على تشجيع وتأطير الإنتاجات المتعددة الوسائط حسب معايير متعارف عليها دوليا واحتراما للخصوصيات التربوية والثقافية الوطنية. وهكذا، سيمكن هذا المشروع إن تم اسغلاله على الوجه المطلوب وكما خطط له، من الارتقاء بمستوى أداء الأساتذة وتطوير قدراتهم باستعمال التكنولوجيات الحديثة، وإدماج الحاسوب كوسيلة ديداكتيكية في العملية التعليمية التعلمية، وتمكين التلاميذ من الاستعمالات المتعددة للمعلوميات والوسائل السمعية البصرية المرتيطة بالمناهج التربوية والبحث عن المعطيات من خلال الاستثمار الأمثل للأنترنيت، وتقليص الهوة الرقمية ببلادنا من خلال نشر ثقافة تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. ولن تتحقق أهداف هذا المشروع إلا بالتزام الفاعلين والمسؤولين التربويين لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي الإصلاحي وعدم إضاعة فرصة الإصلاح لربح رهان الجودة وتجديد المدرسة المغربية.