ألقت قيادة جبهة البوليساريو الإنفصالية بمسؤولية اختطاف مواطنين أوربيين على تنظيم وصفته بالجديد وبالمجهول، ونفت المسؤولية عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقالت هذه القيادة في خروج أحد قيادييها لوسائل الاعلام، إنها ألقت القبض على تسعة من المتورطين في هذا الاعتقال. حديث من هذا القبيل يدعو إلى الريبة وإلى طرح كثير من الأسئلة خوفا من أن تكون القيادة الإنفصالية بصدد استبلاد الرأي العام والتعتيم عليه بمعلومات مزيفة. مهم جدا أن نسجل أن قيادة البوليساريو معززة بالمخابرات الجزائرية لم تتمكن من معرفة أية تفاصيل عن التنظيم الذي وصفته بالمجهول رغم أنهما ينطقان الحجر والرمال، واعتقد أن خلفية ذلك تكمن في سعي قيادة البوليساريو إلى تبرئة ذمتها من أي اختراق محتمل لتنظيم القاعدة، فهي تقول لنا اليوم إن هذا التنظيم غير مسؤول عن الاختطاف بما يؤشر على عدم وجوده في المخيمات، إلا أن الذي حدث بعد التصريح هو أن نفس القيادة تدعي وجود تنظيم مجهول الهوية وتشير إلى ارتباطه بمافيا المخدرات والهجرة السرية والاتجار في السلاح، وهذه حقيقة أخرى مرعبة قد تتجاوز إدعاء عدم تورط تنظيم القاعدة لأنها تعني ببساطة شديدة أن أراضي تندوف أضحت عشا من أعشاش احتضان الأنشطة غير المشروعة في العالم ، وأنها تعرف حالة انفلات أمني خطير سمح بانشاء تنظيم سري ومجهول تمكن من اختطاف رهائن. ثمة قراءة أخرى، فقد يكون كل هذا لم يحدث ، وأن البوليساريو لم تعتقل أحداً ولا هم يحزنون، لأنها لو كانت قد اعتقلتهم لكانت قد عرضتهم على وسائل الإعلام قصد التأكيد، وقد يكون الهدف من كل ذلك تهدئة خواطر المجتمعين في مؤتمر الجبهة وطمأنتهم حول الوضع الأمني في المخيمات خصوصا وأن قضية اختطاف الرهائن الأوربيين كانت ستحضر بقوة ضمن أشغال هذا المؤتمر. المهم الآن تأكد انضمام مخيمات تندوف مثلت الرعب الارهابي في منطقة تعتبر من أهم مستنبتات الإرهاب والمافيا في العالم.