تقارير تنذر باحتمال وجود علاقة بين الانفصاليين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي صدر تقريران دوليان متزامنان، يتهمان حبهة البوليساريو بتفشي الإرهاب في منطقة الساحل، ويحذران من تنامي نزوع مقاتلي البوليساريو والتحاقهم بصفوف الجماعات المتطرفة التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة. وتزامن صدور هذين التقريرين مع تقارير إستخباراتية إسبانية تسير في نفس الاتجاه التقرير الأول صادر عن المركز الأوربي للدراسات الاستراتيجية الموجود مقره في بروكسيل، يحذر من تفكك مقاتلي جبهة البوليساريو يزيد من احتمال استقطابهم من طرف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بل ويغذي نشاط هذا التنظيم المتطرف. وعزا تقرير المركز الأوربي للدراسات الاستراتيجية ارتباط عناصر البوليساريو بالجماعات المتطرفة إلى البحث الدؤوب لتلك العناصر عن عائدات إضافية، من خلال وضع تجربتهم الحربية رهن إشارتها، وهو ما يقوي بالتالي شوكة تلك الجماعات المسلحة للقيام بالأعمال الإرهابي في البلدان القريبة، واستهدافهم بالدرجة الأولى المغرب. والتقرير الثاني أصدره المركز الأمريكي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن القومي يشير إلى وجود علاقة بين الانفصاليين في مخيمات تندوف، بل تقاربا بينهما يصل إلى درجة التحالف. ويؤكد التقرير الأمريكي على أن مخيمات البوليساريو أضحت أحد الخزانات الأساسية للتجنيد، ومنبعا للتنظيمات المسلحة، وخصوصا المتطرفة منها لاستقطاب العديد من العناصر إلى صفوفها. وينذر التقريران، من مغبة أن تتحول البوليساريو إلى جناح عسكري لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خصوصا وان البوليساريو دخلت مرحلة التفكك منذ عدة سنوات كنتيجة طبيعية لاتفاقات وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة الذي يدخل عقده الثاني، ونتيجة أيضا لأكثر من ثلاثة عقود من الاستنزاف في حربها ضد المغرب. وحذر التقرير الأمريكي من توسع مجال نشاط التنظيم الإرهابي، ليشمل كل من مالي وموريتانيا والجزائر، مطالبا بضمان الأمن في هذه المنطقة، كأحد الأولويات في السياسة الأوربية والأمريكية. كلا التقريران، أشارا إلى وجود اتصالات متواصلة بين الجانبين لحاجة البوليساريو للدعم المالي نتيجة الأوضاع الاجتماعية السائدة في المخيمات، من جهة، وحاجة الجماعات المتطرفة إلى تعبئة قواعدها وتجنيد مقاتلين جدد مستعدين لتنفيذ أوامرها من جهة أخرى وحاجتها أيضا إلى امتدادات محلية. وجاء هذان التقريران أياما معدودة، بعد أن نبه تقرير استخباراتي آخر، هذه المرة من الجارة الشمالية إسبانيا، يشير بأصابع الاتهام إلى تورط عناصر من البوليساريو في أفعال منسوبة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقبيل صفقة الإفراج عن الرهينتين الإسبانيين اللذان اختطفهما التنظيم لقرابة ثمانية أشهر، قبل أن تفرج عنهما مقابل إطلاق سراح أحد العناصر المحسوبة على الانفصاليين. وأشار التقرير الإسباني، إلى أن عناصر الأمن العسكري الجزائري، المكلفين بتنسيق مصالح الانفصاليين داخل المخيمات تغض الطرف عن مرور أشخاص يقومون بأعمال قذرة لصالح شبكات وتنظيمات إرهابية بالمنطقة. آخرها السماح بمرور مسلحين قاموا باختطاف ثلاثة أشخاص، منهم امرأة، كانوا في طريقهم إلى موريتانيا. ولا يقتصر علاقات جبهة البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية، فقط التي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، وإنما أيضا بتورطها في أعمال التهريب بشتى أنواعه والجريمة المنظمة. فمنذ سنوات خلت ربط عناصر من الانفصاليين علاقات سواء بمهربي السلع عبر الصحراء، أو بمهربي البشر وتورطهم في الهجرة السرية. ناهيك عن مزاولة قياديين منها لتجارة الأسلحة عبر البلدان القريبة. ويستغل الانفصاليون ضعف المراقبة الأمنية على طول الحدود البرية المشتركة بين دول شريط الساحل لممارسة نشاطهم، بفعل تجربتهم وخبرتهم في المسالك الصحراوية. فكانوا يقدمون الدعم التقني واللوجيستيكي لشبكات التهريب مقابل عمولات مالية باهظة. وجاءت هذه الخلاصات لتعزز المخاوف التي سبق أن عبر عنها المغرب في أكثر من مناسبة، خلال السنوات الأخيرة في هذا الاتجاه. خصوصا بعد تصاعد مختلف عمليات التهريب عبر الجدود الجنوبية، وتنامي خطر المد المتطرف القادم من منطقة الساحل والصحراء. وزاد من حدة هذه الظاهرة ثبوت تورط عنصر من البوليساريو في عملية اختطاف الرهائن الإسبان شهر نونبر الماضي من التراب الموريتاني وتسليمهم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.