أكد تقرير صادر عن المركز الأوروبي للإستخبارات الإستراتيجية والأمن، نشر أخيرا، أن (جبهة البوليساريو) توجد حاليا في مرحلة متقدمة من التفكك تجعلها تشكل تهديدا جديا للاستقرار الإقليمي. ويوضح التقرير، الذي يشير إلى حصول تقارب بين بعض عناصر البوليساريو وجماعات إرهابية، أن "انتشار الإيديولوجية السلفية بالمنطقة، المتمثلة في منظمة (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، والاستنزاف الناتج عن 30 سنة من صراع عبثي، سهلا اقتراب الشريحة الأكثر شبابا بالبوليساريو من الحركات الراديكالية". ويؤكد التقرير أن هذا التقارب تجسد، للأسف، من خلال اتصالات بين أعضاء من الحركة وإرهابيين من (الجماعة الإسلامية المسلحة) بالجزائر. ويشير المركز الأوروبي للإستخبارات الإستراتيجية والأمن إلى أن (البوليساريو) أصبح أحد خزانات التجنيد الرئيسية لمنظمة (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، مؤكدا أن «غياب التعبئة وتأثر شريحة من(البوليساريو) بالفكر السلفي يصبان، في الواقع، في مصلحة منظمة من قبيل (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، التي لديها حاجة ماسة في تجنيد مقاتلين جدد». ويعزو التقرير علاقة التكامل بين (البوليساريو) ومنظمة (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) الإرهابية إلى حاجة هذه الأخيرة «لامتدادات محلية وحاجة هذه الحركة الانفصالية للإستفادة من الدعم المالي والزخم الإيديولوجي الذي تقدمه الجماعات الإسلامية المتطرفة، مما يسمح لها بإعادة تعبئة قواعدها التي أنهكتها ثلاثون سنة من الوعود الزائفة». ومن جهة أخرى، يحذر المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن من انتشار أعمال العصابات والجريمة المنظمة العابرة للحدود كخطر آخر من الانحراف الذي قد يسلكه (البوليساريو)، حيث يشير إلى أن «خطرا آخر يرتبط بشكل مباشر بتعثر (البوليسايو) وإفلاسه الإيديولوجي، ويعززه الفقر المدقع السائد في مخيمات تندوف والعزوف الشعبي عن الانضمام لهذه الحركة الانفصالية ساهم في تنامي أعمال الجريمة». ويتابع التقرير أنه إضافة إلى العوامل الداخلية لحركة (البوليساريو)، شجع غياب العقاب في منطقة جنوب الصحراء على نمو التهريب بجميع أشكاله (المخدرات وتهريب البشر وتحويل المساعدات الإنسانية)، كما ساهم في انتشار الإرهاب بالمنطقة. وأشار المركز، بخصوص تحويل المساعدات الإنسانية، إلى أن (البوليساريو) يتوفر على إرث ثقيل في هذا المجال، مضيفا أن «الفارق بين العدد الحقيقي لسكان تندوف والأرقام التي يقدمها (البوليساريو) يشكل قاعدة لهذا التحويل». ويضيف التقرير أن «استمرار تفكك (جبهة البوليساريو) الملاحظ خلال السنوات الأخيرة، لم يعرقل الاتجاه نحو تحويل المساعدات الدولية». كما تطرق تقرير المركز إلى تدهور وضعية حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، مذكرا بفحوى تقارير المنظمات الدولية التي أدانت المعاملة المهينة التي يتعرض لها السكان على يد الإنفصاليين. ومن جهة أخرى، أثار التقرير مسألة المفاوضات بين الأطراف المعنية بخصوص إيجاد حل لقضية الصحراء، مشيرا إلى أن «ردود الأفعال المفرطة للبوليساريو تثير شكوكا جادة حول الإرادة الحقيقية للإنفصاليين في الانخراط بشكل بناء» في هذا المسلسل. وقد أبانت سلوكات (البوليساريو) مجددا، حسب التقرير، عن جانب «معاناته من غياب الديموقراطية الداخلية»، مضيفا أن «العديد من المجموعات المعارضة عبرت بالفعل عن مواقفها المدينة لغياب شرعية قيادة البوليساريو». ومن جانب آخر، أبرز التقرير علاقات (البوليساريو) بالجزائر التي «جعلت من النزاع المفتعل في الصحراء الغربية، من خلال دعمها اللامحدود، أداة للسعي نحو ضرب استقرار المغرب»، مستطردا أن "هذا الدعم يستجيب أيضا للأهداف الإستراتيجية للجزائر في منطقة المغرب العربي". وأضاف التقرير أيضا أن «استمرار وضعية الصراع يمكن الجيش الجزائري من الاحتفاظ بدور وازن في تسيير شؤون البلاد».