أكد تقرير حديث صادر عن إحدى مراكز البحث الأوروبية أن جبهة البوليساريو منظمة بدون مستقبل وتشكل تهديدا إرهابيا للوضع في المنطقة قد يتطور نحو الجريمة المنظمة، الأمر الذي يشكل خطرا على العديد من الدول الإفريقية وحتى على أوروبا على المدى المنظور. كما دعا الجزائر إلى الكف عن التدخل في قضية تهم المغرب والمجتمع الصحراوي، وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالدفع نحو حل سياسي متفاوض عليه بين الأطراف، ودعا الولاياتالمتحدةالأمريكية للضغط في هذا الاتجاه من أجل حل قضية الصحراء التي عمرت أكثر من 30 سنة. وكشف تقرير أصدره المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن أخيرا في أزيد من ثمانين صفحة بالإسبانية والفرنسية والإنجليزية حجم الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان الذي مارسته البوليساريو داخل مخيمات تندوف سواء على المحتجزين بالمخيمات أو على أسرى الحرب المغاربة. وقال المركز الذي تأسس عام 2002 في التقرير الذي حمل عنوانجبهة البوليساريو: شريك مفاوضات ذو مصداقية أم مخلفات حرب باردة وعرقلة لحل سياسي للصحراء الغربية؟ إن البوليساريو ظلت طيلة العقود الثلاثة الماضية من إنشائها في منتصف السبعينات بيد جماعة من أفراد قلائل يسيطرون عليها وتفتقد إلى الديمقراطية الداخلية، وتقوم باحتجارالآلاف من الصحراويين ضد إرادتهم بتواطؤ مع الجزائر، مضيفا بأن عدة شكاوى قدمت في الماضي ضد الجبهة بسبب الانتهاكات التي تمارسها ضد الصحراويين المحتجزين، كما وجهت إليها عدة اتهامات باستغلال المساعدات الدولية الموجهة إلى المحتجزين والحيلولة دون وصولها إليهم، كما طالب بمحاكمة المسؤولين من قيادات الجبهة عن هذه الانتهاكات والتجاوزات. واتهم التقرير النظام الجزائري بالوقوف وراء البوليساريو طيلة السنوات الماضية بسبب الرهانات الاستراتيجية في المنطقة، حيث اعتبر أن دعم النظام الجزائري والضغوط التي مارسها كانت وراء اعتراف بعض الدول في القارة الإفريقية بما يدعىالجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية، متسائلا حول جدوى السعي إلى إنشاء دويلة صغيرة في المنطقة في عصر العولمة. وأضاف التقرير أن جبهة البوليساريورغم كل شيء ليست قادرة على لعب أي دور في أي حل سياسي متفاوض عليه بالنظر إلى عدم الاستعداد للتغيير من الداخل، داعيا في هذا السياق إلى إجراء انتخابات ديمقراطية داخل الجبهة، وقال بأن المغرب أبدى استعداده أخيرا لمنح الأقاليم الصحراوية حكما ذاتيا، لكن البوليساريو لا يمثل في هذه المعادلةسوى جزءا من الصحراويين. ونقل التقرير شهادة لحامدي رباني، أحد قياديي البوليساريو العائدين مؤخرا، قال فيها إن جبهة البوليساريو توجد في مرحلة الفشل التام، لأن غالبية أعضائها القدامى قد غادرتها كما تخلى عنها العديد من قادتها التاريخيين، ولم يبق هناك سوى بعض الشباب الذي لن تجد قيادة البوليساريو ماذا ستقول لهم وما هي الآفاق التي ستضعها أمامهم، إن البوليساريو يوجد اليوم في الطريق المسدود. للإٌطلاع على التقرير http://www.esisc.org/LE%20FRONT%20POLISARIO.pdf