قال حميد احمد الرقيبي وهو أحد المثقفين المحتجزين بمخيمات تندوف في مقال نشر بموقع ألجيريا تايمز الاخباري أن التيار الجهادي أضحى يتجذر بشكل مستمر في مخيمات اللاجئين و أصبح يسبب للبوليساريو و الجزائر قلقا دائما خصوصا بعد اعتراف قادة البوليساريو في مهرجانات شعبية بانخراط عدد من الشباب الصحراوي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ، و مشاركته في عمليات عسكرية ضد الجزائر وموريتانيا ومالي . و تتوافق معلومات الرقيبي مع معلومات وتقارير تتحدث عن صلة وثيقة بين انفصاليي البوليساريو و الجماعة السلفية الارهابية التي تتخد من منطقة الساحل الافريقي و الصحراء الجزائرية و الموريطانية مجالات لتحركاتها و عملياتها المسلحة . وكانت تقارير صحفية و حقوقية قد تحدثت بداية الخريف عن شن جبهة البوليساريو لحملة أمنية في مخيمات اللاجئين ضد من تسميهم بحاملي الفكر الجهادي ، و إقدامها على احتجاز أبرز الدعاة الإسلاميين المعارضين لسياساتها ، وفي مقدمتهم الداعية الصحراوي الشيخ أبا الصالح الذي باتت ترى في محاضراته ودروسه التي يلقيها في عدد من المساجد في مخيمات اللاجئين الصحراويين خطرا يهدد الثوابت الشيوعية التي قامت عليها البوليساريو بدعم من الجزائر. وفي نفس السياق تحدثت نفس المصادر عن اختفاء الإعلامي والمكلف بملف حقوق الإنسان الخليل في أعقاب قيام المخابرات الصحراوية باختطافه وتسليمه إلى السلطات الأمنية الجزائرية ، وتتستر جبهة البوليساريو لحد الساعة على الحادثة بسبب ما قد تحدثه من توترات في الوسط العائلي لهذا الناشط وهي قبيلة السواعد المعروفة بمشاداتها الكثيرة مع نظام جبهة البوليساريو. و كان تقرير صادر عن المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن، نشرته «العلم» في حينه ، قد أكد أن (جبهة البوليساريو) توجد حاليا في مرحلة متقدمة من التفكك تجعلها تشكل تهديدا جديا للاستقرار الإقليمي. ويوضح التقرير، الذي يشير إلى حصول تقارب بين بعض عناصر «البوليساريو» وجماعات إسلامية إرهابية، أن "انتشار الإيديولوجية السلفية بالمنطقة، المتمثلة في منظمة (القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، والاستنزاف الناتج عن 30 سنة من صراع عبثي ، سهلا اقتراب الشريحة الأكثر شبابا بالبوليساريو من الحركات الراديكالية". وحذر ذات التقرير من انتشار أعمال العصابات والجريمة المنظمة العابرة للحدود كخطر آخر من الانحراف، الذي قد يسلكه (البوليساريو)، حيث يشير إلى أن "خطرا آخر يرتبط بشكل مباشر بتعثر (البوليساريو) وإفلاسه الإيديولوجي، ويعززه الفقر المذقع السائد في مخيمات تندوف والعزوف الشعبي عن الانضمام لهذه الحركة الانفصالية ساهم في تنامي أعمال الجريمة". وسبق لمسؤول أمني بجهاز المخابرات الجزائرية أن كشف عن تفكيك خلية تعتنق السلفية الجهادية وتعد نفسها لإعلان تنظيم موالي للقاعدة في مخيمات تندوف وقال ذات المسؤول بتوقيف عشرة أشخاص وكلهم من الصحراويين الذين ينحدرون من المخيمات و يتابعون دراساتهم في مراكز تكوين مختلفة بالشرق الجزائري . أثبتن التحقيقات التي باشرتها السلطات الأمنية الجزائرية أنهم في طور تشكيل خلية إرهابية موالية للسلفية الجهادية المقاتلة إنطلاقا من مخيمات تندوف و تعد نفسها لإطلاق تنظيم خاص و موالي للقاعدة المغاربية، سيعمل على محاربة المغرب والجزائر وحتى البوليساريو الذين يعتقدون بكفرهم وردتهم، من أجل تحرير ما أطلقوا عليها "الصحراء الإسلامية" من الطغاة والصليبيين . وكان وزير العدل المغربي الراحل محمد بوزوبع قد أكد توفر المغرب على معلومات تثبت ارتباط البوليساريو بتنظيمات موالية للقاعدة وقال إن الانفصاليين، في إشارة إلى البوليساريو، "يساعدونهم على كل المستويات من أجل القيام بأعمال تخريبية للتشويش على المغرب"، وأكد وجود تقارير تثبت ذلك عن أجهزة استخباراتية قوية وتؤكد أن الجماعة المقاتلة في الجزائر والسلفية الجهادية في المغرب يتحركان بكل حرية في المناطق التي يتواجد بها البوليساريو".