استعرض مواطن موريتاني قضى ثلاث سنوات في مخيمات تندوف الفظاعات التي كان العشرات من مواطنيه الملتحقين بصفوف البوليساريو عرضة لها و المسلطة عليهم من طرف من وصفهم بالوحوش الآدمية (في إشارة الى قادة البوليساريو ) التي نهشت لحومهم وزجت بهم في معتقلات التعذيب الوحشي أين قضى العشرات منهم نحبه . و أكد المواطن الموريتاني محمد فال ولد القاضي في سلسلة مقالات شرعت العديد من الصحف الموريتانية في نشرها قبل يومين و عنوانها : « مذكرات عائد من الجحيم» أنه آل على نفسه أن يدون المعاناة التي تعرض لها الموريتانيون في سجون البوليساريو على الرغم من عجزه المسبق عن تصوير ما وصفه بوحشية الفظاعات التي سلطت على الموريتانيين الذين زج بهم البوليساريو في سجون شبهها بالمسالخ البشرية قضى بها العشرات من مواطنيه نحبهم و خرج منها البقية معاقين و أجسادهم و نفسيتهم مدمرة . و أضاف محمد فال أن التحاقه و رفاقه بمخيمات تندوف تم مباشرة بعد الإطاحة بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه سنة 1978 ، وخروج موريتانيا من حرب الصحراء سنة 1979 في أعقاب غارات مليشيات البوليساريو المسلحة من الجزائر المتكررة على نواكشوط , حيث شهدت البلاد موجات هجرة للشباب الموريتاني باتجاه مخيمات البوليساريو بايعاز من شبكات تابعة للمرتزقة و للجزائر جندت آلاف الموريتانيين و السينغاليين و الماليين وشحنتهم عبر طرق جانبية الى تندوف طمعا للهروب من واقع الفقر و مخلفات الجفاف و البطالة التي سادت موريتانيا ,غير أن مقام هؤلاء الشباب المغرر بهم سرعان ما اصطدم مع واقع مر بمخيمات لحمادة أين تعرضوا لأبشع صور التنكيل و الاستعباد و التحقيق و سقطوا ضحية مؤامرات مدبرة من طرف البوليساريو و ضباط المخابرات الجزائرية المراقبة للمخيمات . ومعلوم أن مخيمات المحتجزين في تندوف تأوي في الغالب أجانب تم جلبهم من جنوبالجزائر و من مالي و النيجر و شمال موريتانيا مستغلين ظروفهم المأساوية بسبب الجفاف والمجاعة والحاجة بهدف تضخيم عدد المحتجزين أمام الرأي العام العالمي وأمام الأممالمتحدة وقصد الاستفادة من المساعدات الدولية لا غير. و شهادة العديد من العائدين الصحراويين من تندوف خاصة من مؤسسي البوليساريو أكدت أمام المحافل الدولية و منظمات حقوق الإنسان كيف كان الانفصاليون يخطفون عائلات بأكملها ويزجون بها في مخيمات تندوف تحت تهديد السلاح. وسبق للعديد من التقارير الحقوقية و الصحفية أن أكدت قبل أشهر قبام الشرطة السرية التابعة للبوليساريو المدعومة بضباط من مديرية الاستعلامات الخاصة الجزائرية، باستجواب عنيف للعديد من الإعلاميين و الحقوقيين و حتى بعض أعضاء اتحاد الكتاب الصحراويين تم استنطاقهم بوحشية في أقبية الشرطة السرية الانفصالية الموجودة في ثكنة 27 فبراير خلال شهر أكتوبر الفارط. و تأتي هذه الملاحقات و المتابعات و المضايقات على خلفية نشر بعض المقالات الحرة في العديد من الجرائد الالكترونية العالمية، تفضح الظروف المأساوية التي يعيشها سكان المخيمات المحاصرين بأحزمة أمنية وحشية، لا تسمح لهم لا بالتنقل و لا بالتعبير. وقد برز بناء على العديد من الشهادات المتواتاستمرار رة وسط مخيمات المحاصرين تيار من المثقفين و النخب المقربة من التيار الإسلامي التي ضاقت ذرعا من اللجوء القسري، و شرعت في فضح الممارسات اللا إنسانية و انتهاكات حقوق الإنسان و احتكار السلطة و المال من طرف قيادة فاسدة و مفروضة لا يتجاوز عددها 20 فردا تتخصص في المتاجرة في الأغذية و الاعانات الممنوحة من طرف المنظمات الإنسانية العالمية و تتقاضى فضلا عن ذلك رواتب خيالية ممنوحة من طرف وزارتي الدفاع و الخارجية الجزائريتين و منحا سخية شهرية من شركة البترول و الغاز صوناتراك الجزائرية، الفاعل الحقيقي مع العسكر في معاناة الشعب الصحراوي المغلوب على أمره و "اللاجئ" بالرغم منه