ما فتئت العديد من التقارير الدولية تتحدث عن ارتباط جبهة البوليساريو بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتورطها في العديد من العمليات، ولعل آخر حدث تم فيه ربط البوليساريو بالقاعدة هو واقعة اختطاف الإسبان الثلاثة بموريتانيا ، إذ رجحت كافة الفرضيات تورط تنظيم القاعدة في هذه العملية مع جبهة البوليساريو، وشرعت المخابرات الإسبانية في التحقق من معلومات تفيد تورط ضابط بالمخابرات الجزائرية مكلف بالإشراف على المصالح السرية لجبهة البوليساريو وتنسيق عملها داخل المخيمات بتسهيل مرور مسلحين اختطفوا الأجانب الثلاثة، وفق ما نقلته وسائل إعلام دولية، منها جزائرية. وفي هذا الصدد، أكد محمد ضريف، المتخصص في الجماعات الإسلامية، وجود مجموعات داخل البوليساريو تنسق مع القاعدة من أجل الحصول على الأموال، وهذا ما كشف عن حقائق على ضوء اختطاف مجموعة من الرعايا الأجانب بكل من مالي وموريتانيا، علما أن مجموعة من أتباع البوليساريو موجودون في موريتانيا، خاصة في نواذيبو. وأشار المحلل السياسي، في تصريح ل«المساء» إلى أن القاعدة في المغرب الإسلامي لم تعلن موقفها من قضية الصحراء لكونها تتحرك بمنطق يتجاوز القطرية، وهو ما يدل عليه اسمها الذي يحيل على البعد المغاربي. واستبعد ضريف وجود تنسيق مباشر بين تنظيم القاعدة وجبهة البوليساريو، لكون هذه الأخيرة لا تراهن على كسب ود القوى العظمى، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تشن حربا على الإرهاب، كما لا يمكن أن تسمح لها الجزائر بذلك لأنها بدورها تخوض حربا ضد القاعدة. ويرى ضريف أن محاصرة الشبكات الإرهابية تتطلب توفير الاستقرار عبر حل سياسي لملف الصحراء، وكان المغرب قد تقدم باقتراح الحكم الذاتي كآلة لطي هذا الملف. ومن بين أبرز التقارير التي تحدثت عن وجود تنسيق بين البوليساريو وتنظيم القاعدة، تقرير صادر عن المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن ببروكسيل، الذي اعتبر أن «البوليساريو» أصبح إحدى خزانات التجنيد الرئيسية لمنظمة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أشار إلى أن «غياب التعبئة وتأثر شريحة من البوليساريو بالفكر السلفي يصبان، في الواقع، في مصلحة منظمة من قبيل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي لديها حاجة ماسة في تجنيد مقاتلين جدد». ويعزو التقرير علاقة التكامل بين «البوليساريو» ومنظمة «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» إلى حاجة هذه الأخيرة «لامتدادات محلية وحاجة هذه الحركة الانفصالية للاستفادة من الدعم المالي والزخم الإيديولوجي، الذي تقدمه الجماعات الإسلامية المتطرفة «. وإلى جانب التقارير الدولية، سبق لمسؤولين مغاربة أن أعلنوا عن ضرورة الانتباه إلى خطر التنسيق بين الانفصاليين والقاعدة، ومن بينهم وزير العدل الراحل محمد بوزوبع الذي قال، في حوار صحفي «هناك الآن تنسيق وتعاون بين القاعدة، لا سيما الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والسلفية الجهادية المغربية وبين جبهة البوليساريو». التنسيق بين الجبهة الانفصالية والقاعدة، حسب بوزوبع، جاء استنادا إلى تقارير استخبارات دولية، خاصة الأمريكية، وقال وزير العدل الراحل إنه إذا «تركنا هذا الوضع مستمرا فسيشكل خطرا على منطقة الساحل برمتها»، ليضيف أن «الانفصاليين يساعدون الجماعات الإرهابية على كافة المستويات في أعمال التخريب التي تطال استقرار المغرب».