منذ ثلاث سنوات متوالية، وساكنة منطقة الأندلس باسبانيا، وخاصة منها أقاليم اشبيلية، وقاديس، وبرباطي، المواجهة جغرافيا لأقاليمنا بالعرائش، وأصيلة، وطنجة، والمضيق، في الضفة الشمالية للمتوسط والمحيط، تعاني من تهجمات الملايين من البعوض/ الناموس، المعروف إعلاميا في اسبانيا ب( الفيروس النيلي )، نسبة للناموس المصري بنهر النيل، المعروف بكبر حجمه، وحمله لفيروسات خطيرة على صحة البشر. وخلال هذه السنة، ومنذ شهر مارس المنصرم، والسلطات الصحية الإسبانية بالأندلس، تقوم بحملات تعقيمية على امتداد ضفاف نهر الوادي الكبير، الذي يربط بين أغلب المناطق الأندلسية، ومنها اشبيلية بالخصوص.
هذه الحملات المتواصلة، وبمختلف آليات رش المبيدات الصديقة للبيئة، وغير المضرة بالإنسان، والحيوان، والنبات، والماء، بعدما ارتفع عدد المصابين بالمناطق سالفة الذكر، حيث تم تسجيل مئات الإصابات بفيروس الناموس النيلي، كما وصل عدد الوفيات لحد اللحظة ثلاثة من مختلف الأعمار، وخاصة في مناطق اشبيلية وبرباطي وقاديس، حيث المناطق الرطبة والمحمية الدولية الأوروبية المعروفة باسم (دُونْيَانا/ DONANA).
ونظرا لكون الناموس الأندلسي المشهور، الحامل للفيروس النيلي، كما يسميه الإسبان، فإنه من المحتمل جدا، أن يصل الى التراب الوطني، عبر الرياح القوية التي تهب من الناحية الغربية الجنوبية للأندلس، وعبوره مسافة بحرية بالبوغاز تصل (14/ كلم )فقط، أو يمكن وصوله مختفيا في سيارات اخواننا العائدين من بلاد الغربة عبر ميناءي طريفة والجزيرة الخضراء، خاصة وأن المحميات الطبيعية الواقعة ما بين أصيلة وطنجة (بتهدارت) ، والواقعة ما بين مارتيل والمضيق(بسمير)، يمكن أن تكون حاضنة لهذه الحشرة، المعروفة بسرعة تأقلمها، وقوتها على تحمل الظروف المناخية المتقلبة.
وأمام هذا الخطر العابر للأنهار والبحار فإن السلطات الصحية المغربية، مطالبة بالحذر والرصد، والتدخل السريع، كما تم ذلك احترازيا في بعض المناطق بالمضيق وطنجة، وخاصة بعد ظهور أسراب من الناموس في عدد من المدن والمناطق الساحلية بشمال المملكة.