في الوقت الذي لا تزال فيه إسبانيا تصارع فيروس كورونا، صُدم الأطباء في جنوب البلاد باقتحام فيروس "غرب النيل" القاتل مدينة إشبيلية منذ الأسبوع الماضي، ليتجاوز تعداد المصابين به إلى حدود أمس الاثنين 40 شخصا منهم اثنان فارقا الحياة، الأمر الذي لا يطرح تحديا على إسبانيا وحدها بل أيضا على المغرب المجاور لإقليم الأندلس الذي أضحى الآن مركز تفشي هذا المرض. وأعلنت السلطات الصحية والمجالس المحلية بإقليم الأندلس حالة الاستنفار لمواجهة هذا الفيروس الجديد الذي ينتقل عن طريق لسعات البعوض، والذي أدى إلى وفاة سيدة تبلغ من العمر 85 عاما ورجل في ال77 من عمره الأسبوع الماضي بمنطقتي "كوريا ديل ريو" و"بويبلا ديل ريو"، في الوقت الذي لا زال فيه 18 شخصا في المستشفى منهم 8 في وحدة العناية الفائقة، بحسب ما نقلته صحيفة "ABC" في نسختها الصادرة بمدينة إشبيلية. وقبل إسبانيا كانت دول الاتحاد الأوروبي قد سجلت 66 حالة إصابة مؤكدة بهذا الفيروس بشكل متفرق منذ بداية موسم الصيف، وفق أرقام المركز الأوربي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، غير أن الموجة التي يشهدها إقليم الأندلس هي الأسوأ من نوعها خاصة بعد أن تسببت في وفايات، ما دفع السلطات هناك إلى الشروع في عمليات تعقيم واسعة ورش المبيدات الحشرية بالأماكن المطلة على الأنهار بهدف القضاء على البعوض. وتعود أصول هذا الفيروس، الذي لا يوجد له أي لقاح إلى حدود اللحظة، إلى دول حوض النيل بالقارة الإفريقية، لكن بانتقال الحشرات استطاع البروز بشكل كبير في القارة الأوروبية، غير أنه قد يعود إليها مرة أخرى بمن غرب القارة هذه المارة في حال ما انتقل من جنوب إسبانيا إلى شمال المغرب المنطقتان اللتان لا تفصلهما إلا 14 كيلومترا من مياه البحر الأبيض المتوسط. ويتسبب هذا الفيروس في أعراض مشاهبة لمرض التهاب السحايا والتهابات الدماغ، لكن الخطير في الأمر، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسبانية نقلا عن خبراء في الأمراض المعدية، هو أن 80 في المائة من المصابين به قد لا تظهر عليهم الأعراض، ما قد يتسبب في نقل العدوى إلى جميع أنحاء البلاد وحتى خارجها دون أن يلاحظها أحد. ويبرز هذا الخطر الفيروسي الجديد في الوقت لا زالت فيه السلطات الصحية المغربية منشغلة بمحاولة تطويق فيروس "كوفيد 19" الذي عاود الانتشار بشكل سريع منذ قرار رفع الحجر الصحي، وكانت جهة طنجةتطوانالحسيمة، وتحديدا مدينة طنجة المطلة على إقليم الأندلس الأكثر تضررا خلال الأسابيع الماضية قبل أن تتراجع أعداد المصابين بها منذ الأسبوع المنقضي بشكل ملحوظ.