بعد أسابيع قليلة من اكتشافه عبر تلسكوب "ATLAS" في تشيلي، أظهرت حسابات أجرتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أمس الثلاثاء، ارتفاع احتمال اصطدام الكويكب "2024 واي آر 4" (2024 YR4) بالأرض في عام 2032، ليُصبح الكويكب الأكثر تهديدًا على الإطلاق في تاريخ الفضاء. ويُقدّر عرض الكويكب، الذي يُعرف بإسم "قاتل المُدن" بين 40 و90 مترًا. وتُقدّر وكالات الفضاء الدولية أن يصطدم الكويكب بالأرض في 22 ديسمبر 2032، ما قد يُلحق أضرارًا كبيرة تصل إلى حد تدمير مدينة بأكملها. ووفقًا ل"ناسا"، ارتفع احتمال اصطدام الكويكب بالأرض إلى 3.1%، وهو أعلى مستوى جرى تسجيله على الإطلاق منذ بدء رصده في 27 ديسمبر الماضي. ويعتمد هذا التوقّع على بيانات أولية، ولذلك يجب التعامل معها بحذر، إذ من المُرجّح أن يتغيّر في الأسابيع والأشهر المقبلة، على ما يؤكد خبراء قابلتهم وكالة فرانس برس. وفي هذا الإطار، قال بروس بيتس من "جمعية الكواكب" (Planetary Society) الأميركية لوكالة فرانس برس: "لا أشعر بالذعر"، داعيًا في الوقت نفسه إلى إجراء مراقبة دقيقة للكويكب الذي أُطلق عليه اسم "2024 YR4". وفي حال اصطدامه بالأرض، سيؤدي الكويكب إلى انفجار يُعادل 500 ضعف قوة قنبلة هيروشيما، وهو ما يكفي لمحو مدينة بأكملها، أو حتى التسبّب في حدوث تسونامي، إذا ما حدث الاصطدام بالقرب من جزيرة أو السواحل. حدث نادر جدًا ورغم أنّ خطر الاصطدام يُعتبر منخفضًا للغاية حاليًا، إلا أنّه الأعلى على الإطلاق منذ أكثر من عقدين من رصد الأجرام السماوية. وقال رئيس مكتب الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية ريتشارد مويسل لوكالة فرانس برس، إنّ مثل هذا الحدث "نادر للغاية"، لكنّه طمأن إلى أنّ "لا خطر على العامة في الوقت الحالي". في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أثار الكويكب "أبوفيس" قلق المجتمع العلمي الدولي باحتمالية اصطدامه بالأرض عام 2029، والتي بلغت 2.7%. وسرعان ما تراجعت احتمالية الاصطدام إلى حوالي الصفر. وعلى نحو مماثل، من المرجّح أن تتبدل التوقّعات بشأن "2024 YR4" قريبًا مع جمع المزيد من البيانات لتحسين مساره وصورته. ويعتمد العلماء على التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" خصوصًا لإجراء عمليات رصد أكثر دقة في مارس المقبل. لكنّ الوقت ينفد لأنّ الكويكب يدور في مدار يبتعد عن الأرض. ومن المتوقّع أن يختفي هذا النجم عن نطاق رؤية التلسكوبات الأرضية في الأشهر المقبلة، قبل أن تعود إمكانية رصده مجددًا عام 2028، وفق تقديرات الخبراء. مهمة فضائية لتحويل مساره وبحسب ملاحظاتهم الحالية، فإنّ "2024 YR4" سيكون في الفئة عينها للكويكب الذي تحطّم عام 1908 في منطقة نائية من سيبيريا، وذلك بسبب سطوعه. ويقال إنّ هذا الحدث الذي لم يتمّ توثيقه بشكل جيد والمعروف باسم حدث تونغوسكا، أدى إلى تدمير مئات الآلاف من الهكتارات من الغابات. وإذا تأكد خطر وقوع مثل هذه الكارثة خلال نحو 8 سنوات، فقد يُفكّر مجتمع الفضاء الدولي في إرسال مهمة لتحويل مسار الكويكب. ومنذ سنوات، يعمل العلماء على تطوير مثل هذه الوسائل للدفاع الكوكبي. وعام 2022، نجحت مهمة تابعة لوكالة "ناسا" في تغيير مسار كويكب غير ضارّ عن طريق إرسال مركبة للاصطدام به، في سابقة من نوعها أشبه بسيناريوهات الأفلام الهوليوودية.