نظمت مجموعة البحث في الجودة والسلامة والصحة والبيئة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بفاس، التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، مؤتمر دوليا انطلق صباح يوم الخميس 6 كانون الأول/دجنبر 2012 في موضوع "الجودة في التعليم العالي". الحدث يبتغي فتح مسلسل مناقشة في هذه الساعة، وتأهيل الموارد البشرية لتصبح قادرة على رفع التحديات وتأهيل البلاد، لكي تكون في مستوى المنافسة الدولية، في ظل العولمة والظروف التي تعرفها المنطقة. تكاثر عدد الطلبة لا يوزايه ارتفاع عدد التجهيزات: السيد 'محمد الكنيدري' وزير سابق للتربية الوطنية ومتدخل بالمؤتمر، يتحدث عن الجامعة المغربية والتي وفق كلامه عرفت عددا من المراحل، تعتبر المرحلة الحالية مهمة بالنسبة للجامعة المغربية، حيث هناك تكاثر عدد الطلبة ونقصان في عدد التجهيزات وسعة القاعات، ويضيف قائلا :"لابد إذن من التفكير في طرق التعليم، لكي يمكنها الأخذ بعين الإعتبار جميع هذه الأمور المطروحة حاليا".غير أنه يعود ويتساءل عن الكيفية التي يمكن بها التنسيق بين الحاجيات، وهذه الأخيرة كثيرة جدا والأعداد الكثيرة للطلبة وجودة التعليم؟، الإجابة حسب وزير التربية الوطنية الأسبق هي أنه لابد من أن يكون هناك تفكير جماعي. التكوين في المؤسسات التعليمية عاد إلى الخلف: وهذا الملتقى الذي يجمع عددا من المتخصصين والباحثين والأساتذة ومجموعة من الجامعات، وتبعا لحديث السيد 'الكنيدري' سيخلقون دينامية حديثة بالنسبة لتطوير التربية وعلومها داخل الجامعة، ثم التفكير على الأقل للحد والنقصان من الإشكاليات التي تطرحها الأعداد وقلة الإمكانيات، وطريقة استعمال التكنولوجيا الحديثة المستعملة على الصعيد العالمي. ويعود وزير التربية الوطنية الأسبق ويتحدث عن التكوين في المؤسسات الإبتدائية والثانوية، والذي أصبح على حد قوله اليوم يعود للوراء وأضحى من الضروري التفكير في هذا التعليم، وبين هذا التعليم والتعليم العالي لابد من التفكير بجدية، حتى يمكن إنقاذ الأطفال والشباب، من هذا الهبوط الذي سار فيه الجميع، والطريقة التي يتأتى بها ذلك دائما حسب حديثه هو التفكير مع هؤلاء الناس المختصين في الميدان التربوي، والذين يتوفرون على دراية بأنظمة التربية على الصعيد العالمي. الطالب من متلقي للعلم إلى فاعل حقيقي في عملية التعليم: أما السيد 'كريم علاف' وهو أستاذ جامعي بفرنسا، يقول بأن هناك ضرورة في الآونة الأخيرة إلى النظر إلى الحاجيات والإمكانيات، ويضيف :"نرى أنه في العالم العربي هناك مواد أولية وهناك إمكانيات بشرية، وما ينقص هو ماذا نريد بالنسبة للمستقبل؟ هل نريد أن نبقى في عجلة التطور تابعين، أم ممكن أن نكون نحن كذلك قادرين على تغيير إيجابي للسبل الأساسية، وهي أن لا ننتظر أن يكون هناك تطبيق صناعي للتكنولوجيا، حتى نقوم بتطبيقها صناعيا هنا وأن لا يكون النظرة للطالب مجرد متلقي للعلم، بل يجب أن يكون الطالب عاملا في عملية التغيير".ونواحي التغيير تتمثل في التكنولوجيا، والسيد 'كريم علاف' يرى أنه بتوفر مواد أولية وموارد بشرية، يجب أن يكون هناك مشروع يتجسد على صعيد كل طالب وكل شخص، وبالنسبة إليه هذه هي الطريقة الوحيدة لتحسين نوعية التعليم في البلاد، والتعليم الجامعي هو تعليم يجب أن يصبح يعطي بعض النصائح، والطلبة يكونون هم الذين يقومون بالتعلم والبحث والتنوع التكنولوجي. وللإشارة المؤتمر ضم عددا من الجلسات والورشات، وتميز بتكريم مجموعة من الوجوه العاملة في التعليم العالي، كما جرى توقيع اتفاقية شراكة بين جامعة فاس وجامعة بلغاريا، وحسب منظمي هذا الحدث الدولي فاختيار موضوع "الجودة في التعليم العالي"، يعود لكونه مكون أساسي في عملية تهيئ الموارد البشرية التي تحتاجها البلاد.