شهدت جامعة مولاي إسماعيل بمكناس ارتفاعا ملحوظا في نسبة المسجلين الجدد بالجامعة برسم موسم 2012-2011 بلغت 25 في المائة مقارنة مع الموسم الفارط، حيث بلغ عددهم 33 ألف و969 طالبا دون احتساب عدد الطلبة في سلك الماستر المهنية. وأوضح رئيس الجامعة، السيد أحمد البريهي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الدخول الجامعي للموسم الجديد أنه ضمن هذا العدد لم يتم احتساب الطلبة المسجلين في أسلاك الماستر المتخصصة أيضا، مشيرا إلى أن عدد الطلبة الجدد شهد ارتفاعا بنسبة 54 في المائة مقارنة مع العدد المتوقع أصلا في عقد تطوير الجامعة ضمن المخطط الاستعجالي. وأضاف أن الطلبة يتوزعون على الكليات التابعة للجامعة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية العلوم وكلية الحقوق والعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية والكلية متعددة التخصصات إلى جانب المدارس العليا كالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن، والمدرسدة العليا للتكنولوجيا، والمدرسة العليا للأساتذة بنسب متفاوتة. إلا أن ما يميز الدخول الجامعي الحالي، يضيف السيد البريهي، توجه الطلبة أكثر إلى الشعب العلمية، وهو ما يترجم مضامين إستراتيجية وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي التي شجعت على هذه الشعب، مشيرا إلى أن جامعة مولاي إسماعيل أضحت توفر 105 مسلكا بعد إضافة 15 مسلكا جديدا هذه السنة. واعتبر أن هذه المسالك، التي تجاوزت التعليم التقليدي، تروم إمداد الطلبة بتكوين مهني وتقني محض يتلاءم مع سوق الشغل التي أضحت لها متطلبات محددة تفتح آفاقا جديدة أمامهم في قطاعات حيوية حيث يجد الخريجون من هذه المسالك فرصا متعددة للشغل. وذكر بأن شعبة جديدة تم إطلاقها الموسم الدراسي الفارط بالمدرسة العليا للتكنولوجيا خاصة بالعمل الاجتماعي لفائدة الطلبة الذين لديهم اهتمام بهذا العمل واستفادتهم في هذا الإطار من تكوين هو الأول من نوعه بالمغرب لمدة سنتين للاشتغال بمهنية وبتقنيات عالية في مؤسسات ذات طبيعة اجتماعية وتضامنية. وأبرز أن إضافة المسالك فتحت فرصة أيضا أمام الأساتذة من أجل الاستفادة من تكوين وتكوين مستمر داخل وخارج المغرب ودعم إمكانياتهم البيداغوجية لمسايرة متطلبات التكوينات الجديدة وذلك عبر حملات تحسيسية قامت بها الجامعة لفائدتهم. كما تحدث رئيس الجامعة، في نفس السياق، عن مشروع الإدماج المهني للخريجين من الجامعات المغربية عبر التقييم وآليات الحكامة وتدبير التعليم العالي الذي تم إطلاقه بجامعة مولاي إسماعيل عبر وضع برنامج معلوماتي لتتبع مسار خريجي الجامعات المغربية يروم التمكن من متابعة إدماجهم وتقوية العلاقات بين الجامعة ومحيطها السوسيو اقتصادي. وقد أتاح هذا المشروع الذي رصد له الاتحاد الأوروبي ميزانية تفوق 596 ألف و905 أورو، وضع آلية لتتبع عملية الاندماج المهني لخريجي الجامعة بتعاون مع الفاعلين السوسيو-اقتصاديين بالجهات المعنية، ووضع قاعدة معطيات، وتحديد حاجيات سوق الشغل ووضع الصفات الشخصية رهن إشارة المقاولات وتحديد الشعب الأكثر استجابة للسوق. واستفاد من هذا المشروع، الذي ضم في خطوته الأولى من الجانب المغربي جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بصفتها منسقا وطنيا، وجامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة القاضي عياض بمراكش، إلى جانب قطاع التعليم العالي بوزارة التربية الوطنية، أزيد من 1000 طالب. وينخرط في هذا المشروع عن الجانب الأوروبي جامعة «الما لوريا بولونيا» بإيطاليا بصفتها منسقا عاما للمشروع، وجامعة «روفيرا فيرجيلي»، و»تاراكون» من إسبانيا، وجامعة «بولي تكنيك» توران بإيطاليا، وجامعة «تولون فار الجنوبية» بفرنسا. واعتبر السيد البريهي أن هذا التوجه الذي مكن من حصر نحو 5000 بيان سيرة للخريجين لحد الآن سيتم توزيعها على مختلف المقاولات والمؤسسات، يروم تطوير مهارات الطلبة التواصلية وانخراطهم بشكل أفضل في هذه السوق وضمان الجودة وإعداد أطر تكون قادرة على مواجهة تحديات التنافسية. ويرى في هذا السياق أن الجامعة مسؤولة بالدرجة الأولى عن صورتها وعن مستوى تواصلها مع محيطها الاجتماعي وإبراز إمكانياتها في تكوين الطلبة وكل جديد في مشاريعها، لكن ذلك، حسب السيد البريهي، لن يتأتى إلا من خلال انخراط شركائها من المجتمع الذي تشكل جزءا منه. من جهة أخرى، اعتبر السيد البريهي أن المشاكل التي تواجهها الجامعة عموما، ليست بالضرورة مادية بل مرتبطة أساسا بمسألة «الحكامة الجيدة» وتدبير الموارد البشرية بما يستجيب لهذه الحكامة عبر تشخيص الحاجيات لاستثمار إمكانيات الأطر بعد الاستفادة من التكوين والتكوين المستمر. وأبرز، في معرض حديثه عن مشاريع جامعة مولاي اسماعيل، أن هذه الأخيرة تعتزم تنفيذ باقة منها لتطوير أدائها وتأهيل فضائها لتكون في مستوى تطلعات الطلبة وتستجيب للأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب خاصة عبر إحداث مراكز للبحث العلمي والاشتغال في شروط ملائمة.