صلة بالمقال الذي أوردناه في جزءه الأول بتاريخ:20/05/2010، والمتعلق بحقيقة مسلسل التغيير وتدبير الشأن المحلي، والذي سنقسمه إلى ثلاث محاور رئيسية وهي كالأتي: 1. الطريق إلى النيابة الأولى للمجلس البلدي والإقليمي لطانطان. 2. الوعود وحقيقة الواقع. 3. مقاولة سلام أوبركى والصفقات المشبوهة. شهدت مدينة طانطان صيف 2009 أجواء سياسية مشحونة وغير عادية وذلك عقب انتخابات أعضاء المجالس الحضرية والقروية، حيث أفرزت هذه الاستحقاقات نخبا جديدة وأوجه غير معهودة، ولعل أبرزها لائحة الروبيني الذي حقق فوزا مدويا بعد حملة دعائية قادها هذا الوافد الجديد عبر ووعود قدمها وتعهد بتحقيقها، حيث استطاعت لائحة الروبيني الظفر بإثنى عشر مقعدا وهي نتيجة لم تعرفها المنطقة منذ اعتماد النمط الجديد عن طريق الإقتراع المباشر عبر اللائحة المحلية. فالسؤال كيف تم هذا الوصول؟ وبأية طريقة؟ وعلى حساب من تم؟ للإجابة على هذه الأسئلة كان لابد من الرجوع إلى الخلف شيئا ما، إذ يذكر أنه في الماضي القريب نشب خلاف حاد بين السيد الكوخ والسيد رئيس المجلس السابق لسبب يجهل فحواه، وبسبب هذا المشكل ومع مرور الوقت تكونت لدى السيد عبد الخالق الملقب بالعويسي قناعات شخصية في إزاحة الرئيس السابق للمجلس البلدي، وبأي ثمن كان وهنا يتضح جليا أن هدفه هدف شخصي محض وليس للنهوض بمدينة العبور أو حبا في ساكنتها وإنما الغاية تصفية حسابات سياسية بأي طريقة كانت ولو حتى بالكذب والإفتراء على المواطنين وتظليل الرأي العام لكسب عطفه ووده وتمييل صوته، وبعد أسبوع "المشماش" كما يصطلح عليه، دخلت النخب الجديدة مرحلة تشكيل هياكل المجالس المنتخبة، إذ أن هذه العملية أصفرت عن حصول وكيل لائحة الصنبور على منصبين هو كونه نائبا أول لرئيس المجلس البلدي ونفس المنصب في تشكيلة المجلس الإقليمي، فلقد برز السيد لعويسي كمرشح للرئاسة في منافسة شرسة ضد الرئيس السابق، هنا بالذات دخل السيد عالي المزليقي على الخط كورقة رابحة ليشكل حلفا مع لعويسي مقابل حصول المزليقي على الرئاسة، وعلى إثرها أرغم الكوخ على التنازل لفائدة وكيل لائحة الهلال في سبيل محاربة قوية ضد الرئيس السابق وكان له ما أراد، واكتفى بالنيابة الأولى. أما بخصوص كيفية حصول السيد لعويسي على النيابة الأولى لرئيس المجلس الإقليمي فهده قصة مشابهة لكن بصيغة أخرى، تتمثل في كون الرئيس الحالي للمجلس الإقليمي وقبل إنتخابه كان من الموالين للسيد عبد الفتاح هذا الاخير الذي كان يتوفر على أغلبية تمكنه من الترشح لمنصب الرئاسة والفوز بها لكن ما حدث أنه بين عشية وضحاها انقلب السيد كرمون هو وتوجهه رأسا على عقب لينسل من بين مجموعة عبد الفتاح ويرتمي في أحضان الروبيني مقابل صفقة لم يكن يحلم بها حتى في منامه وهي عبارة عن الظفر برئاسة المجلس. يبدو أن السيد عبد الخالق له هواية وهي جمع النيابات الأولى للرؤساء، لكن ليس هذا هو المهم بقدر ما سيكون القادم أهم وأعظم.