قامت السلطة المحلية بسطات بوضع برنامج مكثف ومحدد المواعيد لحملة شاملة تستهدف تنظيم المجال العام بالمدينة من خلال تحرير الملك العمومي، وجمع الدواب الشاردة، ومحاربة الكلاب الضالة، بالتنسيق بين الملحقات الإدارية والمصالح الأمنية، مع تسخير الإمكانيات والوسائل الضرورية لضمان فعالية التدخلات. وفي هذا الصدد شنت السلطة المحلية، بحر هذا الأسبوع، سلسلة من الحملات الواسعة والمكثفة لتحرير الملك العمومي، والقضاء على ظاهرة الدواب الشاردة والكلاب الضالة، التي تفاقمت بشكل ملحوظ في المدينة تنفيذا لتعليمات عامل الإقليم إبراهيم أبوزيد. وتركزت هذه الحملات على النقاط السوداء، التي تعاني من انتشار كبير للباعة الجائلين، أبرزها زنقة الذهبية وزنقة اللحايفية، وهي مناطق كانت تعرف فوضى كبيرة وعرقلة لحركة السير وانتشار للأزبال، وباتت اليوم تشهد تحسنا ملموسا نتيجة الجهود المشتركة للسلطات المحلية ومصالح جماعة سطات ومصالح الأمن. وتهدف هذه التحركات إلى تحسين ظروف العيش في المدينة، التي أصبحت تعرف نزوحا قرويا متزايدا بسبب تفاقم الجفاف وقلة فرص الشغل بالدواوير المجاورة، وهو ما أفرز ظواهر جديدة مثل العربات المجرورة بالدواب وانتشار الدواب الشاردة، مما استدعى اتخاذ إجراءات صارمة لحجزها وإيداعها بالمحجز الجماعي بعد إشعار السكان بضرورة إخراجها من المدينة. ووفقا لمصادر محلية، فإن العملية شملت دراسة دقيقة للنقاط السوداء، التي تعرف تمركزا للباعة الجائلين وانتشارا للعربات المجرورة والدواب الشاردة، حيث تم إعداد خطة محكمة لتنظيم الفضاء العام وتعزيز الأمن والنظافة. ومن المتوقع أن تستمر هذه الحملات الاستثنائية خلال الأسابيع المقبلة في إطار التزام السلطة المحلية بتحسين جودة الحياة بالمدينة، وإعادة النظام إلى الفضاء العام طبقا للرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها عمالة إقليمسطات، والمرتكزة على معالجة شاملة للظواهر السلبية التي تؤثر على النظام الحضري. وإلى جانب الجهود الرسمية، كان لدور المجتمع المدني تأثير كبير في دعم هذه الحملات، حيث أطلقت جمعيات محلية حملات توعوية، بتنسيق مع السلطات، تستهدف السكان، خاصة أصحاب الدواب والباعة الجائلين، لتشجيعهم على الالتزام بالقوانين واحترام الملك العمومي، وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على النظام العام وتحسين جودة الحياة. وترتبط الحملات الحالية بتطلعات أوسع لتحسين البنية التحتية، وإعادة تنظيم المجال الحضري لمدينة سطات. وتشمل هذه الخطط تعزيز مشاريع التأهيل الحضري، وتوسيع المساحات الخضراء، وتطوير الأسواق النموذجية، التي تتيح للباعة الجائلين فرصا قانونية وآمنة لممارسة أنشطتهم.