عرفت بلدية طانطان سيناريو جديد غير متوقع بدأت خيوطه تتشابك مباشرة بعد رسالة استقالة تقدّم بها الرئيس السابق المنتمي للأصالة والمعاصرة و الذي خلق المفاجأة باسم حزب الإصلاح والتنمية في الاستحقاقات الجماعية الأخيرة. كان مقر بلدية طانطان قد شهد عملية انتخاب رئيس جديد للمجلس بعد أن تم تعيين رئيس البلدية علي المزليقي في منصب عامل ملحق بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية وانتهت أشغال هذه الدورة الاستثنائية بتصويت 21 عضوا من أصل 35 عضوا على السالك بولون، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب برلماني عن حزب الاستقلال، ونافسه على الرئاسة عبد الخالق الكوخ، عن حزب الوحدة والديمقراطية، بحصوله على 14 صوتا، هو الذي كان يشغل منصب النائب الأول للرئيس و مهندس الاغلبية في التشكيلة السابقة. وشهدت القاعة مباشرة بعد انتخاب الرئيس انسحاب منافسه عبد الخالق الكوخ و 13 عضوا من حزبه ، و تخلى حزب التجمع الوطني للأحرار عن تحالفه مع الروبيني في تمام الثالثة صباحا من يوم التصويت، بينما انضم أحد الأعضاء من الطرف الأخر الى جانب عبد الخالق الكوخ بعد ما كان مقتنعا بفوزه الحتمي. و في لقاء لجريدة "دعوة الحرية" مع الرئيس الجديد الحاج " بولون السالك" أكد على أنه تمت ثلاث أو أربع مشاورات بين أربع مجموعات داخل البلدية، و تمسك الروبيني بمنصب الرئاسة و تمت التسوية مع المجموعات الأخرى بالاتفاق على النيابة الأولى و الثانية و تم تشكيل المكتب.و علق الرئيس الجديد السالك بولون على استراتيجيات المجلس القديم بقوله الفلسفة السابقة لا أعلق عليها و يبقى الحكم للشارع ، و الانسان بطبيعته قد يرتكب بعض الأخطاء ، و لكن المجلس السابق أعطى بعض الإشعاع و المر دودية ، سنتابع نفس النهج في التأهيل الحضري رغم أن هذا الأخير عرف التأجيل في السنوات السابقة بسبب الخلاف بين المنتخبون و السلطة لدينا الإرادة و الرغبة القوية في العمل و أدعو الإخوة في حزب الوحدة و الديمقراطية بالالتحاق بالركب من أجل النهوض بالاقليم . في المقابل أكد أحد رجال الظل في حزب الوحدة و الديمقراطية أن المجلس الجديد لا يمكن أن يعطي أي جديد للمدينة ، باعتبار تجربة المواطن السابقة مع بعضهم ، و أضاف للجريدة أن نواب الرئيس( الشيب ) لا يستطيعون الاستيقاظ في السادسة صباحا لمعاينة الذبائح في المجزرة البلدية ، و مشكل النظافة بدأ يفرض نفسه من جديد و هلم جر . يُشار إلى أنه بالإضافة إلى انتخاب السالك بولون رئيسا، تم انتخاب البشير بوشعاب نائبا أول، والطيب باحنيني نائبا ثانيا، والحسين بوتسوفرة نائبا ثالثا، والسالك زيني نائبا رابعا. و هناك من يرى أن لعنة " اسلامة امبيرة" قد حلت بعالي المزليقي و عبد الخالق الكوخ ، الأول خسر ثلاث مناصب (رئيس المجلس البلدي في الطنطان،عضو في الكوركاس، و نائب برلماني مرتقب) ، و الثاني تحول بسرعة البرق من الأغلبية إلى المعارضة..و تم في يوم الجمعة 2 أبريل 2010 إعمال الفصل 41 من الميثاق الجماعي تم بموجبه إقالة رئيس اللجنة المكلفة بالتخطيط والمالية "اسلامة امبيرة"، و في اتصال هاتفي لجريدة "دعوة الحرية" بهذا الأخير أكد " أن الفرحة لم تكتمل " في تعليقه على التشكيلة الجديدة للمجلس. فهل سيعرف الرئيس الجديد ترويض التشكيلة الجديدة و حتى المعارضة المفترضة من أجل إعادة بناء طانطان كمدينة جديدة للمساواة و التأهيل الحضري الحقيقي ؟ خصوصا أن الرجل الأكثر شعبية و نفوذا في مدينة دخلت إلى التاريخ و خرجت من الجغرافيا.