في الوقت الذي كان الجميع منهمكا في الاستعدادات النهائية لانطلاق النسخة السابعة من موسم طانطان السنوي، أول أمس الأربعاء، كان مقر بلدية طانطان يشهد عملية انتخاب رئيس جديد للمجلس بعد أن تم تعيين رئيس البلدية علي المزليقي في منصب عامل ملحق بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية يوم الجمعة ما قبل الماضي. وعلمت «المساء» أنه بناء على رسالة استقالة تقدّم بها الرئيس السابق المنتمي للأصالة والمعاصرة، قرّر عامل الإقليم إلحاق المرشح الخامس باللائحة الانتخابية، التي شارك بها الرئيس السابق باسم حزب الإصلاح والتنمية في الاستحقاقات الجماعية الأخيرة، وتم تحديد يوم الأربعاء الماضي موعدا لعقد دورة استثنائية ذات نقطة فريدة، وهي انتخاب رئيس جديد لبلدية طانطان ونوابه. وانتهت أشغال هذه الدورة بتصويت 21 عضوا من أصل 35 عضوا على السالك بولون، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب برلماني عن حزب الاستقلال، ونافسه على الرئاسة عبد الخالق الكوخ، عن حزب الوحدة والديمقراطية، بحصوله على 14 صوتا، هو الذي كان يشغل منصب النائب الأول للرئيس في التشكيلة السابقة. وشهدت القاعة مباشرة بعد انتخاب الرئيس انسحاب منافسه عبد الخالق الكوخ. وفي سياق تبريره لهذا الموقف، قال ل«المساء» إن التحالف الذي أفرز هذه النتيجة سيطر عليه الطابع القبلي «الضيق»، وأكّد أنه سيتزعم معارضة قوية داخل المجلس سيجد فيها الرئيس الحالي معارضة مشجعة على المبادرات التي من شأنها النهوض بالمدينة، ولن يجد فيها تلك المعارضة التي تقف في وجه مصالح الساكنة، معتبرا أن أداء التشكيلة السابقة أخرج مدينة طانطان من عنق الزجاجة ووضع قطار المدينة على السكة الصحيحة. وأضاف المصدر المذكور «إننا نتمنى أن لا يحيد الرئيس الحالي عن تلك السكة، وأن تساعده صفته البرلمانية على تسريع وتيرة الأوراش التنموية التي أطلقها المجلس». بالمقابل، تعهّد الرئيس الجديد السالك بولون بتكثيف الجهود في اتجاه تقوية البنيات التحتية لمدينة طانطان والعمل على تحويلها إلى قطب بالجهة، وأشاد في حديث ل«المساء» بإنجازات المجلس السابق، وقال إنه سيعمل على أن يُشرك كافة أعضاء المجلس ال35 في تدبير الشأن المحلي، معتبرا أنه لا يؤمن بهيمنة الرئيس على المسؤوليات داخل المجلس. ويرى متتبعون للشأن المحلي بالمدينة أن بلدية طانطان بتشكيلتها الجديدة ستكون أمام تحدي مسايرة الإيقاع الذي شهدته المنطقة خلال الشهور الماضية. ولم تُخف بعض المصادر داخل الأغلبية الجديدة تخوفها من «تقاعس» المكتب الجديد، معتبرة أنها لا تتوقع الفشل، لكنها لا تنتظر نجاحا باهرا لهذه التجربة. ولاحظ المتتبعون عدم ظهور الرئيس السابق لبلدية طانطان، عبد الفتاح بولون، ضمن تشكيلة المكتب الجديد، وأرجع مصدر مطلع الأمر إلى وجود رغبة لدى التشكيلة الجديدة في تجاوز الخلافات التي عمّرت طويلا مع السلطة المحلية، والرغبة في إحداث قطيعة مع الفترة الماضية لتحقيق تناغم بين المجلس وسلطة الوصاية. يُشار إلى أنه بالإضافة إلى انتخاب السالك بولون رئيسا، تم انتخاب البشير بوشعاب نائبا أول، والطيب باحنيني نائبا ثانيا، والحسين بوتاسوفرة نائبا ثالثا، والسالك زني نائبا رابعا.