أدى عشرات المشاركين في قافلة السلام التي انطلقت من بروكسيل في اتجاه الكويرة سجدتي الشكر بمنطقة «أبطيح» في وقت متأخر من ليلة الخميس الجمعة الماضيين، وذلك تيمنا بما قام به الراحل الحسن الثاني عند هذه النقطة بالتحديد إبان المسيرة الخضراء. وقد تصادف الوصول المتأخر للقافلة لمنطقة أبطيح بما حدث في المسيرة الخضراء، فقد وصلت المشاركون في المسيرة لمنطقة «الطاح» في وقت متأخر من الليل، ووجدوا حاجز الأسلاك الشائكة الفاصلة بين الأرض المحررة والأرض المستعمرة، والذي كان على المشاركين تجاوزه، وهو ما حدث بالفعل، فغرس المغاربة الأعلام الوطنية فوق الرمال بمجرد تجاوزهم للحاجز. وقد تميزت الرحلة التي تضم أزيد من 350 مشاركا من الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالاستقبالين الشعبيين اللذين تم تخصيصهما للقافلة، أول أمس الخميس، بمدينتي طانطان وطرفاية. وكان في طليعة المستقبلين بمدينة طانطان عشرات الأطفال من أبناء المدارس التعليمية الذين رددوا النشيد الوطني وأناشيد المسيرة الخضراء وأطلقوا سربا من الحمام في باحة القصر البلدي لطانطان. وخلال الحفل الكبير الذي احتضنته قاعة الاجتماعات ببلدية طانطان تناوب ممثلو الساكنة على المنبر للإشادة بهذه المبادرة، والتأكيد على ضرورة وضع حد لهذا النزاع الذي يتعارض مع طموح الشعوب المغاربية والعربية الراغبة في الوحدة وإزالة الحدود. وفي كلمة باسم ساكنة طانطان، خاطب علي المزليقي، رئيس المجلس البلدي، المشاركين قائلا: «إن ما قطعتموه من مسافة إنما تقطعون به دابر خصوم أعداء وحدتنا الترابية، ودعوة صريحة لإطلاق سراح إخواننا الذين يعانون من أبشع صور التعذيب بسجون الحمادة، لأنهم يرفضون الخيانة والتنكر للوطن». وأكد الكلمات على قيم الانفتاح التي تميز المغاربة، واعتبرت أن مشروع الحكم الذاتي بمثابة الحل الأمثل لحل الصراع بالمنطقة، ونقلة نوعية تتجاوز الأحداث لوضع الشعوب المغاربية على سكة الوحدة المنشودة. وكانت القافلة التي انطلقت من كلميم «باب الصحراء»، زوال أول أمس الخميس، شدّت الرحال من بروكسيل منذ العاشر من الشهر الجاري، ومرّت بطنجة والرباط ومراكش وتزنيت، وجابت في طريقها عدة مدن أروبية أهمها باريس ومدريد وبرشلونة. ومن المنتظر، بعد أن مرّت بطانطان وطرفاية، ستنظم برنامجا خاصا بالعيون على مدى يومين يتضمن جولات للتعرف على المدينة، ولقاءات تواصلية، في انتظار الانطلاق مجددا إلى بوجدور، ومنها إلى الداخلة، ثم منطقة «الكركرات» الحدودية التي سيتم نصب تذكار فيها يحمل اسم «يد مفتوحة».